قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن إلغاء السلطات السورية زيارة وفد منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت مقررة اليوم إلى دمشق، مرتبط، كما يبدو، بغضب سوري من تنفيذ المخابرات الفلسطينية عملية نوعية داخل الأراضي السورية نتج عنها تحرير رهينتين سويديين كانا محتجزين لدى «جبهة النصرة» في سوريا منذ 2013، وما تضمنه ذلك من مفاوضات مع الخاطفين، إضافة إلى الغضب من موقف المنظمة من أزمة اليرموك.
وكان النظام السوري اعتذر في وقت متأخر الأحد عن استقبال وفد منظمة التحرير الذي كان يفترض أن يصل أمس إلى سوريا لمناقشة سبل تحييد مخيم اليرموك للاجئين عن الصراعات المسلحة، وذلك على الرغم من أن الإعلان عن توجه الوفد إلى سوريا جرى قبل أيام.
ويشهد المخيم منذ 1 أبريل (نيسان) الحالي اشتباكات متقطعة بسبب توغل مسلحي تنظيم داعش إلى داخله.
وأبلغت الخارجية السورية وفد المنظمة بأن المسؤولين السوريين مشغولون في هذا الوقت، على أن يجري تحديد موعد آخر.
وجاء الموقف السوري بعد ساعات من إعلان المخابرات الفلسطينية مسؤوليتها عن تحرير شخصين سويديين كانا محتجزين في سوريا لدى «جبهة النصرة». ونفذت المخابرات الفلسطينية عملية أمنية دقيقة في الأراضي السورية يوم الجمعة الماضي بعد مفاوضات مع خاطفي الرهينتين استمرت عدة أسابيع، وانتهت بتسلم الرهينتين السويديين ونقلهما إلى الأردن.
وثمة اعتقاد واسع في رام الله أن العملية قد تكون زادت من غضب دمشق، بعد رفض منظمة التحرير تنفيذ أي عمل عسكري داخل مخيم اليرموك، وهو الموقف الذي لم يلق استحسانا سوريا.
وكان مبعوث المنظمة إلى دمشق أحمد مجدلاني، قد أعلن في 9 أبريل الحالي أثناء زيارته إلى دمشق أن المنظمة تدعم عملا عسكريا سوريّا في اليرموك، وأنه لم يعد هناك سبيل آخر لدحر «داعش» غير العمل العسكري، قبل أن تعلن المنظمة في بيان رسمي معارضتها أي تدخل عسكري من أي نوع في اليرموك.
وقالت مصادر في المنظمة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الفلسطيني الذي كان خارج الأراضي الفلسطينية، اتصل شخصيا وطلب إصدار بيان باسم المنظمة يصحح فيه الموقف بعد إعلان مجدلاني، ويعلن رفض أي عمل عسكري داخل اليرموك.
وأكدت المنظمة على هذا الموقف لاحقا في بيانات متتالية، قبل أن تعلن أنها سترسل وفدا الاثنين إلى سوريا برئاسة الدكتور زكريا الأغا، رئيس دائرة اللاجئين في منظمة التحرير، ويضم عضوي اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرر أحمد مجدلاني وصالح رأفت، وسفير فلسطين لدى دمشق محمود الخالدي، وأنور عبد الهادي من الدائرة السياسية في منظمة التحرير، وماهر الطاهر من الجبهة الشعبية. وأكد مجدلاني أمس أن سوريا طلبت تأجيل زيارة وفد المنظمة.
ويسود مخيم اليرموك حالة من الهدوء منذ أيام بعد اشتباكات عنيفة دارت داخله خلال الأسابيع القليلة الماضية، إثر توغل قوات «داعش» إلى داخله. وأعلن الفلسطينيون أن 27 قتلوا داخل المخيم أثناء الاشتباكات.
وكان الوفد الفلسطيني يسعى من خلال زيارته إلى سوريا إلى إسقاط أي حل عسكري، حسب ما قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف، الذي أوضح أن مهمة الوفد هي تصحيح أي فهم خاطئ حول الموافقة على حسم عسكري. وقال أبو يوسف: «الوفد سيتابع أمرين مهمين، أولا سبل حماية الناس في المخيم عبر إيجاد ممرات آمنة لدخول المواد الإغاثية وتوفير سبل المعيشة لمجموعة كبيرة غادرت المخيم إلى مراكز الإيواء، وثانيا تبديد المراهنة على أي حل عسكري».
وتابع: «نحن نرفض أي تدخل عسكري هناك. نريد وقف نزف الدم، وليس دفع أثمان أخرى». وأردف: «الوفد سيكون صمام أمان لوقف محاولات جر المخيمات لأتون الحرب».
ويوجد الآن في مخيم اليرموك نحو 8 آلاف فلسطيني من أصل 18 ألفا كانوا فيه قبل أن تتقدم قوات «داعش» إلى وسطه مع بداية الشهر الحالي.
وتراهن المنظمة على قدرة دول إقليمية وعربية والأمم المتحدة على وقف الحرب داخل اليرموك. وقالت المنظمة إنها تواصل متابعتها الحثيثة والدائمة «للأوضاع في مخيم اليرموك، وجميع تجمعات شعبنا في سوريا، وبالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية، خصوصا وكالة الغوث، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر السوري.. وسواها».
دمشق تلغي زيارة وفد منظمة التحرير بعد «عملية المخابرات» والموقف من {اليرموك}
«خارجية النظام» أبلغت الفلسطينيين بأن المسؤولين السوريين مشغولون في هذا الوقت
دمشق تلغي زيارة وفد منظمة التحرير بعد «عملية المخابرات» والموقف من {اليرموك}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة