حراك أميركي مكثف لتوفير بدائل للغاز الروسي... ولا نتائج واضحة

واشنطن تتواصل مع منتجين أجانب في الجزائر

تسعى أميركا للاجتماع مع شركات تعمل بالجزائر للوقوف على إمكانية جلب المزيد من الغاز إلى أوروبا (رويترز)
تسعى أميركا للاجتماع مع شركات تعمل بالجزائر للوقوف على إمكانية جلب المزيد من الغاز إلى أوروبا (رويترز)
TT

حراك أميركي مكثف لتوفير بدائل للغاز الروسي... ولا نتائج واضحة

تسعى أميركا للاجتماع مع شركات تعمل بالجزائر للوقوف على إمكانية جلب المزيد من الغاز إلى أوروبا (رويترز)
تسعى أميركا للاجتماع مع شركات تعمل بالجزائر للوقوف على إمكانية جلب المزيد من الغاز إلى أوروبا (رويترز)

قالت مصادر مطلعة إن حكومة الولايات المتحدة طلبت الاجتماع مع إيني وتوتال إينرجيز وشركات أخرى للطاقة تعمل في الجزائر، للوقوف على إمكانية جلب المزيد من الغاز الطبيعي من البلد الواقع في شمال أفريقيا.
ويأتي هذا التحرك بينما تكثف واشنطن مساعيها لإيجاد إمدادات بديلة من الغاز لأوروبا في حال حدوث أي تعطلات ناتجة عن المواجهة بين روسيا وأوكرانيا. ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا في أكثر من ثلث حاجاته من الغاز، ومن شأن أي تعطل للتدفقات أن يفاقم أزمة للطاقة دفعت بالفعل فواتير المستهلكين إلى مستويات شديدة الارتفاع.
وقال أحد المصادر إن «الولايات المتحدة طلبت اجتماعا مع إيني بشأن الجزائر». وإيني، التي لديها سلسلة عقود طويلة الأجل للغاز مع سوناطراك الجزائرية، هي أحد أكبر المنتجين الأجانب في الجزائر.
وقال مصدر ثان إن واشنطن تواصلت مع توتال إينرجيز الفرنسية وشركات أخرى في المنطقة، من بينها إكوينور وأوكسيدنتال بتروليوم. وقال مصدر بالصناعة إن إيني وأوكسيدنتال وتوتال اجتمعت للتنسيق بشأن غاز الجزائر وإمكانية إجراء زيادة محتملة في الإنتاج. ولم يصدر تعقيب حتى الآن من إيني، في حين امتنعت توتال إينرجيز وأوكسيدنتال عن التعليق لـ«رويترز». وقال أندريه أوبيدال الرئيس التنفيذي لإكوينور لـ«رويترز» مساء الأربعاء: «نحن لا نعقب على المشاورات التي نجريها مع الحكومة».
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها «تعمل لتحديد أحجام إضافية من الغاز الطبيعي غير الروسي من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى آسيا والولايات المتحدة»، لكنها لم تؤكد أي محادثات مع شركات بعينها.
وقال متحدث باسم الوزارة إن واشنطن تجري محادثات «مع منتجين رئيسيين للغاز الطبيعي حول العالم لمعرفة طاقتهم، واستعدادهم لإحداث قفزة لفترة مؤقتة في إنتاج الغاز الطبيعي، وتخصيص هذه الأحجام لمشترين أوروبيين».
وقالت مصادر لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة ناقشت عدة خيارات مع شركات في مناطق مختلفة، بما في ذلك ما إذا كانت لديها طاقة فائضة لتعزيز صادرات الغاز أو تأجيل صيانة للحقول.
لكن في ضوء شح في إمدادات الغاز العالمية، وقيام منتجي الغاز الطبيعي المسال بالفعل بالإنتاج بأكبر قدر في استطاعتهم، فإنه لا يوجد معروض متاح يذكر للتعويض عن الأحجام الضخمة من روسيا.
وزادت الجزائر، التي لديها خطوط أنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا ومصنع ضخم للغاز الطبيعي المسال في سكيكدة، إنتاجها من النفط والغاز العام الماضي بنسبة خمسة في المائة إلى 185.2 مليون طن من المكافئ النفطي. وقفز إنتاج الغاز الطبيعي المسال بنسبة 14 في المائة. وقال مصدر بشركة للطاقة تعمل في الجزائر إن «الجزائر لديها موارد مهمة من الغاز، ومن المرجح أنه ربما يجري إنتاجها في الأعوام المقبلة».
وقفزت صادرات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا العام الماضي بنسبة 76 في المائة إلى 21 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل 28 في المائة من مجمل الاستهلاك وغير بعيدة عن حجم الإمدادات من روسيا الذي بلغ 29 مليار متر مكعب. وحصلت إسبانيا على 29 في المائة من حاجاتها من الغاز من الجزائر.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الحكومية الجزائرية سوناطراك يوم الخميس إن الجزائر وافقت على استئناف العمليات في ليبيا، حيث تمتلك ثلاث مناطق امتياز للنفط والغاز في منطقة غدامس. وقال توفيق حكم للصحافيين في ليبيا إن البلدين سيعملان بشكل مشترك لتزويد أوروبا بمزيد من الغاز.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين الماضي إن بروكسل تتحدث مع الولايات المتحدة وموردين آخرين بشأن تعزيز شحنات الغاز إلى أوروبا. وقررت اليابان أيضا تحويل مسار بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا استجابة لطلبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.



تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
TT

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي يوم الثلاثاء بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا والصين، مما أثار مخاوف من سياسات قد تؤدي إلى حرب تجارية.

وفي رد فعل سريع على تصريحات ترمب، قفز الدولار أكثر من 2 في المائة مقابل البيزو المكسيكي، وسجل أعلى مستوى له في أربع سنوات ونصف مقابل نظيره الكندي. كما ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 30 يوليو (تموز) مقابل اليوان الصيني. في حين هبطت عملات أخرى مقابل الدولار، لكنها قلصت خسائرها بحلول منتصف الجلسة في آسيا، وفق «رويترز».

وكان الدولار قد شهد تراجعاً طفيفاً في الأيام الأخيرة، بعد أن رحبت سوق سندات الخزانة الأميركية بترشيح ترمب لمدير صندوق التحوط سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة. ورغم أن المتداولين يعتبرون بيسنت من قدامى «وول ستريت» ومن مؤيدي السياسة المالية المحافظة، فإنه كان داعماً للدولار القوي وفرض التعريفات الجمركية. وقال المحللون إن رد فعل السوق تجاه هذا الاختيار من المحتمل أن يكون مؤقتاً.

وفي تعليق على تصريحات ترمب، قال كبير الاستراتيجيين في السوق، جيسون وونغ من بنك «بي إن زي»: «سوف تكون السوق متقلبة» بشأن تصريحات ترمب، وأضاف: «يمكنك التوصل إلى استنتاجات سريعة، ولكنني لا أستعجل ذلك الآن، لذا فإن السوق تحتاج فقط إلى الاستقرار».

وأكد ترمب أنه في اليوم الأول من توليه منصبه، سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا. وبخصوص الصين، قال الرئيس المنتخب إن بكين لا تتخذ إجراءات كافية لوقف تصدير المواد المستخدمة في تصنيع المخدرات غير المشروعة.

وأضاف: «حتى يتوقفوا عن ذلك، سنفرض على الصين تعريفة إضافية بنسبة 10 في المائة، بالإضافة إلى أي تعريفات أخرى على جميع منتجاتهم القادمة إلى الولايات المتحدة».

من جهتها، نفت الصين هذه الاتهامات، وقالت السفارة الصينية في واشنطن بعد تصريحات ترمب إن «كلاً من الولايات المتحدة والصين لن تستفيدا من حرب تجارية».

في هذه الأثناء، هبط الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر عند 0.64335 دولار في الساعات الأولى من التداول في آسيا، وكان آخر تداول له بانخفاض 0.21 في المائة عند 0.6478 دولار. ويُباع الدولار الأسترالي في كثير من الأحيان بوصفه بديلاً سائلاً لليوان الصيني؛ نظراً لأن الصين هي أكبر شريك تجاري لأستراليا.

أما الدولار النيوزيلندي فقد وصل إلى أدنى مستوى له في عام عند 0.5797 دولار، لكنه محا معظم خسائره ليعود للتداول بالقرب من 0.58415 دولار.

وأوضح استراتيجي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة «ليغال آند جنرال لإدارة الاستثمارات»، بن بينيت، أن المستثمرين قد ركزوا حتى الآن على السياسات الاقتصادية الإيجابية التي أعلنها ترمب مثل خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية، لكن من المحتمل أن تكون سياساته الأكثر تحدياً مثل فرض التعريفات الجمركية أسهل في التنفيذ. وأضاف: «هذا الإعلان بمثابة تنبيه للمستثمرين».

وأشار إلى أن «التعريفات الجمركية ستكون مفيدة للدولار الأميركي وستضر بالعملات التي ستتعرض لهذه التعريفات مع تغير ميزان التجارة، ولكنني لست متأكداً من أن حكومة ترمب ستسمح بتسارع هذا الاتجاه».

وتوقع بعض المحللين أن تهديدات التعريفات الجمركية قد تكون مجرد تكتيك تفاوضي. وقالت كبيرة الاقتصاديين في منطقة الصين الكبرى في «آي إن جي»، لين سونغ: «الجانب المشرق من هذا هو أنه بدلاً من سيناريو التعريفات الجمركية المدفوع آيديولوجياً حيث لا يمكن فعل أي شيء لتجنب حرب تجارية شاملة، طالما كان هناك مجال للتفاوض، فهناك إمكانية لنتيجة أقل ضرراً».

وكان مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الدولار الأميركي مقابل ست عملات رئيسية، عند 107.04. كما تراجع اليورو بنسبة 0.18 في المائة ليصل إلى 1.04785 دولار، في حين بلغ الجنيه الإسترليني 1.25525 دولار، منخفضاً بنسبة 0.14 في المائة على مدار اليوم.

وتلقى اليورو ضربة يوم الجمعة الماضي بعد أن أظهرت مسوحات التصنيع الأوروبية ضعفاً واسعاً، في حين فاجأت المسوحات الأميركية التوقعات بارتفاعها.

في المقابل، سجل الين الياباني زيادة بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 153.55 ين مقابل الدولار.

أما بالنسبة للعملات الرقمية، تم تداول «البتكوين» عند 94.375 دولار، وهو أدنى بكثير من أعلى مستوى قياسي بلغ 99.830 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.

وشهدت «البتكوين» جني أرباح قبل الوصول إلى الحاجز الرمزي 100.000 دولار، بعد أن ارتفعت بأكثر من 40 في المائة منذ الانتخابات الأميركية وسط توقعات بأن يسمح ترمب بتخفيف البيئة التنظيمية للعملات المشفرة.