نقص المعروض والتوتر السياسي يدفعان بأسعار النفط صعوداً

TT

نقص المعروض والتوتر السياسي يدفعان بأسعار النفط صعوداً

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس (الاثنين)، إذ أدى نقص المعروض والتوترات السياسية في شرق أوروبا والشرق الأوسط إلى وضع الأسعار على مسار تحقيق أكبر مكاسب شهرية في نحو عام، لكن التعاملات تبدو حذرة فيما تنتظر اجتماع «أوبك بلس» المقرر غداً، للنظر في السياسة الإنتاجية لشهر مارس (آذار).
وارتفع خام برنت القياسي 66 سنتاً أو 0.7 في المائة إلى 90.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:05 بتوقيت غرينيتش. ويحل أجل العقود الآجلة لشهر مارس في وقت لاحق أمس. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 51 سنتاً أو 0.6 في المائة إلى 87.33 دولار للبرميل. وسجل الخامان يوم الجمعة، أعلى مستوى لهما منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم الأحد، إنه يتعين على أوروبا تنويع مصادر الطاقة بعد أن حذرت بريطانيا من أنه من المرجح جداً أن تكون روسيا تتطلع لغزو أوكرانيا.
ويتحسب السوق كذلك للوضع في الشرق الأوسط بعد أن قالت الإمارات إنها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته جماعة الحوثي اليمنية، في الوقت الذي تستضيف فيه الدولة الخليجية الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتزوغ في أول زيارة من نوعها.
وتوقع المحللون أن تظل الأسعار مرتفعة هذا الأسبوع، مع توقع أن تبقي مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء لها، على سياستها القائمة لزيادة الإنتاج تدريجياً. ومن المقرر أن تجتمع أبرز الدول المنتجة للنفط غداً (الأربعاء)، لمناقشة زيادة الإنتاج؛ ويأتي الاجتماع المرتقب عبر الفيديو بين الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك) والدول العشر المتحالفة معها، في إطار اللقاءات الدورية التي تعقدها المجموعة منذ هزّ وباء كوفيد الأسواق.
ويتوقع كثير من المحللين بأن تبقي «أوبك بلس»، على سياستها الإنتاجية، وسيتوافق ذلك مع استراتيجيتها لاستئناف زيادة الإنتاج منذ مايو (أيار) العام الماضي، بعد الخفض الكبير للإنتاج الذي كان يرمي لاستقرار الأسعار عندما بدأ تفشي الوباء.
وقال محللون في «كابيتال إيكونوميكس»: «مع ذلك، لن نستبعد تماماً زيادة أكبر، نظراً لأسعار النفط المرتفعة والإنتاج المنخفض لـ(أوبك بلس) مؤخراً».
ولوّحت الولايات المتحدة وبريطانيا الأحد، بعقوبات اقتصادية جديدة و«مدمّرة» على روسيا، فيما كثّفت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي جهودها لمنع أي غزو لأوكرانيا.
وأفاد المحلل لدى «إس إي بي» بيارن شيلدروب، بأن من شأن أي غزو لأوكرانيا أن يؤدي إلى «عقوبات قاسية جداً» على موسكو. وأضاف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية: «سيوقف (ذلك) صادرات الغاز الطبيعي إلى أوروبا بشكل إضافي. وستكون أسعار الغاز الطبيعي والطاقة في أوروبا أعلى بكثير من الأسعار المرتفعة للغاية التي نشهدها حالياً». أما في الشرق الأوسط، فشن المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران، الذين استهدفوا السعودية مراراً، ثلاث هجمات صاروخية استهدفت الإمارات الشهر الحالي، وقع آخرها الاثنين.
وفضلاً عن ضبابية الوضع الجيوسياسي، أشار محللون إلى أن دول «أوبك» ومنتجين آخرين يواجهون صعوبات في بلوغ الأهداف الرامية لزيادة الإنتاج بـ400 ألف برميل في الشهر، ما يفاقم الضغط على الأسعار.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.