مزاد على لوحة نادرة لبوتيتشيلي قريباً في نيويورك

لوحة رجل الآلام لبوتيتشيلي المقدر ثمنها المبدئي بـ40 مليون دولار (إ.ب.أ)
لوحة رجل الآلام لبوتيتشيلي المقدر ثمنها المبدئي بـ40 مليون دولار (إ.ب.أ)
TT

مزاد على لوحة نادرة لبوتيتشيلي قريباً في نيويورك

لوحة رجل الآلام لبوتيتشيلي المقدر ثمنها المبدئي بـ40 مليون دولار (إ.ب.أ)
لوحة رجل الآلام لبوتيتشيلي المقدر ثمنها المبدئي بـ40 مليون دولار (إ.ب.أ)

تنظم دار سوذبيز في 27 يناير (كانون الثاني) الجاري في نيويورك مزادا على لوحة نادرة لبوتيتشيلي تظهر رسما للمسيح، بعد عام على تحقيق سعر قياسي بلغ 92 مليون دولار للوحة رسمها هذا المعلم الإيطالي من عصر النهضة.
وفيما تعرض أكثرية أعمال ساندرو بوتيتشيلي، بينها خصوصاً لوحتا «الربيع» و«ولادة الزهرة»، في متحف أوفيزي في فلورنسا، فإن القطع التي يتم تداولها ضمن المجموعات الخاصة تكون أكثر ندرة.
وقال رئيس قسم معلمي الفنون القدماء لدى دار سوذبيز كريستوفر أبوستل لوكالة الصحافة الفرنسية «تشير تقديراتنا إلى أن عدد الأعمال التي نعرفها (لبوتيتشيلي ضمن مجموعات خاصة) يقرب من خمسة».
وبدأ عرض اللوحة المطروحة في المزاد، وهي بعنوان «رجل الآلام»، أمام الجمهور اعتباراً من أمس في مقر دار سوذبيز في نيويورك. وتمثل رسم بورتريه على خلفية سوداء للمسيح بنظرة عميقة مع إكليل شوك على الرأس. ويحيط ملائكة بإكليل الشوك، كما أن يدي المسيح مربوطتان بحبال.
وأوضح كريستوفر أبوستل أن اللوحة رسمت «على الأرجح» على يد بوتيتشيلي «في أواخر الخمسينات من عمره»، بحدود العقد الأول من القرن السادس عشر، «وكلما تقدمنا في العمر، نصبح أكثر ميلا إلى استكشاف الذات والاهتمام بالماورائيات والروحانيات. وهذا ما نراه بعمق في هذه اللوحة».
وبقيت اللوحة المحفوظة بصورة جيدة جدا، منذ أواسط القرن التاسع عشر مع عائلة واحدة من هواة الجمع كان أفرادها يعيشون بين إنجلترا وإيطاليا، قبل بيعها إلى أصحابها الحاليين سنة 1963 في مزاد مقابل عشرة آلاف جنيه إسترليني حينها، وفق سوذبيز.
ولفت أبوستل إلى أن «هذا السعر كان مرتفعا بمقاييس تلك الفترة»، فيما قدرت الدار قيمة اللوحة بأكثر من 40 مليون دولار.
وفي يناير 2021، بيعت لوحة لبوتيتشيلي بعنوان «الشاب حاملا ميدالية» مقابل 92.2 مليون دولار في مزاد في نيويورك نظمته أيضاً سوذبيز. وكان هذا السعر قياسيا للفنان الإيطالي الذي تزين أعماله خصوصاً كاتدرائية سيستينا في الفاتيكان.



مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
TT

مسرحية «جبل الأمل» تحية لأطفال جنوب لبنان

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)
«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

18 طفلاً من جنوب لبنان اختارتهم «سيناريو» للتعليم التشاركي والفني لتقديم مسرحية بعنوان «جبل الأمل». الهدف من هذه المبادرة هو دعم هؤلاء الأطفال وتزويدهم بفسحة أمل. فما يعانونه من الحرب الدائرة في بلداتهم وقراهم دفعهم إلى النزوح وترك بيوتهم.

تأتي هذه المسرحية من ضمن برنامج «شو بيلد» (إظهار البناء) الذي بدأته «سيناريو» في 22 يوليو (تموز) الجاري في بلدة الزرارية الجنوبية. فأقيمت التمارين للمسرحية التي ستعرض في 29 الجاري، وتستضيفها مؤسسة سعيد وسعدى فخري الاجتماعية في البلدة المذكورة.

«جبل الأمل» تحية لأطفال الجنوب (سيناريو)

غالبية الأطفال يقيمون في البلدة وبعضهم الآخر يأتيها من بلدتي أرزاي والخرايب على الشريط الحدودي. وتشير مخرجة المسرحية ومدرّبتهم زينة إبراهيم، إلى أن فكرة العمل وضعها الأطفال بأنفسهم. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد زودناهم بكلمات محددة كي يستلهموا منها أفكارهم. وتتألف هذه الكلمات من حب وسفر وأمل ورحلة ومغامرة واكتشاف... وغيرها. وعلى أساسها كتبوا قصة المسرحية بعنوان (جبل الأمل). وكما تلاحظون ابتعدنا عن استخدام كلمة حرب ضمن المفردات التي عرضناها عليهم».

يتراوح أعمار الأولاد المشاركين ما بين 10 و17 عاماً. خضعوا في برنامج «شو بيلد» إلى 7 جلسات شائقة تركز على اللعب والتمثيل والأداء المسرحي. وتستغرق كل جلسة نحو ساعتين، وذلك على مدى أسبوعين. وتأتي هذه المسرحية لتختتم البرنامج الفني لـ«سيناريو». وتضيف إبراهيم: «هذا البرنامج يوفّر للأولاد متنفساً للتعبير والإبداع، لا سيما خلال هذه الأوقات الصعبة التي يعيشونها في منطقة الجنوب».

تصف زينة إبراهيم هذه التجربة باللبنانية بامتياز. فقد سبق أن قامت ببرامج تعليمية سابقة شملت أولاداً لبنانيين وغيرهم من فلسطينيين وسوريين. وتقول إننا نرى قلقاً كبيراً في عيون أطفال الجنوب. وتتابع: «أكثر ما يخافونه هو أصوات الانفجارات. فهي تشكّل مفتاح الرعب عندهم، ويحاولون قدر الإمكان تجاوزها بابتسامة. وبينهم من كان يطمئنني ويقول لي (لا تخافي إنه ببساطة خرق لجدار الصوت). لا أعرف ما إذا كان تجاوزهم لهذه الأصوات صار بمثابة عادة يألفونها. وقد يكون أسلوباً للهروب من واقع يعيشونه».

تتناول قصة المسرحية رحلة تخييم إلى جبل يصادف فيه الأولاد مجموعة مساجين. وعندما يهمّون بالتواصل معهم يكتشفون أنهم يتحدثون لغة لا يفهمونها. ولكنهم ينجحون في التعبير عن أفكارهم المشتركة. ويقررون أن يمكثوا على هذا الجبل حيث يشعرون بالأمان.

وتعلق المخرجة إبراهيم: «اسم المسرحية استوحيته من عبارة قالتها لي فتاة في العاشرة من عمرها. فبرأيها أن الأمل هو نتيجة الأمان. وأنها ستحارب للوصول إلى غايتها هذه. أما فكرة اللغة غير المفهومة فنشير فيها إلى ضرورة التواصل مع الآخر مهما اختلف عنا».

تروي إبراهيم عن تجربتها هذه أنها أسهمت في تقريب الأولاد بعضهم من بعض: «لقد بدوا في الجلسة الأولى من برنامج (شو بيلد) وكأنهم غرباء. حتى في الحلقات الدائرية التي كانوا يرسمونها بأجسادهم الصغيرة كانوا يحافظون على هذا البعد. أما اليوم فتحولوا إلى أصدقاء يتحدثون في مواضيع كثيرة. كما يتشاركون الاقتراحات حول أفكار جديدة للمسرحية».

أثناء التدريبات على مسرحية «جبل الأمل» (سيناريو)

إضافة إلى التمثيل ستتلون مشاهد المسرحية بلوحات راقصة وأخرى غنائية. وتوضح إبراهيم: «حتى الأغنية كتبوها بأنفسهم ورغبوا في أن يقدموا الدبكة اللبنانية كتحية للبنان».

إحدى الفتيات المشاركات في العمل، وتدعى غزل وعمرها 14 عاماً، تشير في حديثها لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذه المسرحية تعني لها الكثير. وتتابع: «لقد نقلتني من مكان إلى آخر وزادتني فرحاً وسعادة. وكان حماسي كبيراً للمشاركة في هذه المسرحية التي نسينا معها أننا نعيش حالة حرب».

بدورها، تقول رهف ابنة الـ10 سنوات: «كل شيء جميل في هذا المكان، ويشعرني بالسعادة. أنا واحدة من أبطال المسرحية، وهي جميلة جداً وأدعوكم لمشاهدتها».