وزير مغربي يتحدث عن خلافات داخل الحكومة لكنها لم تصل بعد لمرحلة الخروج إلى الرأي العام

العنصر: وزراء الحركة الشعبية ونوابها يتعرضون لحملة شرسة

محند العنصر
محند العنصر
TT

وزير مغربي يتحدث عن خلافات داخل الحكومة لكنها لم تصل بعد لمرحلة الخروج إلى الرأي العام

محند العنصر
محند العنصر

دعا محند العنصر، وزير التعمير وإعداد التراب الوطني المغربي، وأمين عام الحركة الشعبية، إلى «تماسك قوي» للتحالف السياسي المشكل للحكومة، وذلك لمواجهة التحديات الداخلية التي تعرفها ولتنفيذ برنامجها، وتحقيق أهدافها في كل القطاعات.
وقال العنصر، في مؤتمر حزبي نظم أمس في مدينة سلا المجاورة للرباط، إن «مشاركة حزبه في الحكومتين الأولى والثانية لعبد الإله بن كيران، كان وفق قناعة تامة، وحرصا على المصلحة العليا للبلد»، مشيرا إلى ارتياحه «لنجاح الحكومة»، لكنه دعا الحلفاء إلى المزيد من الديمقراطية الداخلية، وتعزيز الحوار والتشاور، وتحسين العلاقة مع المعارضة والشركاء الاجتماعيين.
وأشار العنصر في تقرير سياسي تلاه أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه، إلى أن حزب «الحركة الشعبية» شارك في الحكومة بناء على تقديراته وتحليه بالمسؤولية التاريخية في ظرف دقيق كان يمر به المغرب، وأنه ساهم وسعى إلى رأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين أبرز حليفين (في إشارة إلى حزبي العدالة والتنمية والاستقلال)، وأضاف أنه «حين انتهى التحالف الذي شكل حكومة 2011 سعينا جادين إلى تكوين غالبية حكومية جديدة، لأننا رأينا أن أي انتخابات سابقة لأوانها ليست سوى هدر للوقت، وستأتي بالخريطة السياسية نفسها من دون تغيير»، حسب تعبيره.
ونفى الوزير المغربي أن يكون قد شارك في الحكومة بناء على أي دوافع غير المصلحة العليا للبلاد، وقال «نحن حزب عمره 60 سنة، ونسعى لتنفيذ أهدافنا لصالح القواعد الشعبية التي نمثلها، وباتت أولوياتنا حاضرة في الحكومة، ولنا خصوصياتنا التي ندافع عنها ونتبناها داخل الجسم الحكومي»، مضيفا أن «مشاركة الحزب مبنية على الوفاء للمبادئ وللحلفاء وللبرنامج الحكومي».
وأكد العنصر أنه حين كان يشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة الأولى لابن كيران، لم يحضر أي نشاط لحزبه، وذلك «احتراما لسيادة الدولة وللمنصب».
وبخصوص موقعه الجديد في الحكومة، وإمكانية الانسحاب منها، قال العنصر، إن «المشاركة ليست من أجل المناصب، وإنما لقناعة راسخة بالعمل الجاد لتطبيق البرامج». وأضاف «نحن نشارك بقوة، وحين يأتي اليوم الذي نقرر فيه الخروج سنترك المناصب ونخرج بشكل كامل، ولن نتبع سياسية رجل في المعارضة وأخرى في الحكومة».
وتحدث الوزير العنصر عن وجود خلافات داخل الحكومة، لكنه أكد أنها لم تصل إلى المرحلة التي يمكن أن تخرج فيها للرأي العام، مشيرا إلى أنه عند اتخاذ أي قرارات لا تعتمد إطار التشاور، وتمس القطاعات الشعبية التي يمثلها حزبه أو تمس مبادئه سيخرج من الحكومة.
وقال العنصر، إن «حزبه بحكم موقعه في الحكومة، يساهم في برمجة وتنفيذ الورشات والبرامج الكبرى في البلد، من ضمنها إصلاح صندوق المقاصة (صندوق دعم المواد الأساسية)، والنظام الضريبي، ونظام التقاعد، وإصلاح المنظومة القضائية، إضافة للقانون التنظيمي للغة الأمازيغية، والذي يعد من من أولويات الحزب».
وهنأ العنصر، وزراء حزبه ونوابه في البرلمان، وطالبهم ببذل جهود إضافية، خصوصا فيما يتعلق بتنمية المناطق القروية النائية، والتواصل مع السكان لمعرفة احتياجاتهم واطلاعهم على الوضع العام.
وندد العنصر بـ«حملة الاستهداف» التي يتعرض لها وزراء ونواب حزب الحركة الشعبية، والتي شملت اتهامات بالرشوة والفساد. وقال على وقع هتافات أنصاره وتصفيقهم «كفى مزايدة، لن نقبل أبدا هذا الاستهداف الممنهج، نحن لا نحتضن المفسدين ولا ندافع عنهم».
واتهم العنصر بعض الصحف بنشر أخبار «مغلوطة وكاذبة»، متعهدا بمواصلة مسار مقاضاتها حتى «تدفع الثمن غاليا»، وأن الحزب سيدعم بقوة جهازه الإعلامي لمواجهة «الحملة المغرضة».
وقال العنصر: «كيف لي أن أقبل الرشوة، بعد 28 سنة من النضال في قيادة الحركة الشعبية، إن من يتهمونني اليوم، توجد ملفات فساد بعضهم أمام المحاكم».
وتعهد الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بأن يعود الحزب إلى مكانته، وقال إن «الزمن الذي كان فيه حاملو بطاقات انتساب للحزب يعتقلون تلقائيا قد انتهى إلى غير رجعة»، وقال «رهاننا الحقيقي هو ما سيتحقق في العام الحالي والعام المقبل، ونحن أمام استحقاقات كبيرة».
ويشارك حزب الحركة الشعبية، بخمسة وزراء في الحكومة الائتلافية، التي يقودها ابن كيران أمين عام حزب العدالة والتنمية.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».