وزير الخارجية المصري يلتقي الجربا.. ومصادر الائتلاف: نسعى لحل سياسي عبر دول إقليمية

انتهاء أعمال اللجنة التحضيرية التي تعدّ لمؤتمر المعارضة السورية في مصر

وزير الخارجية المصري يلتقي الجربا.. ومصادر الائتلاف: نسعى لحل سياسي عبر دول إقليمية
TT

وزير الخارجية المصري يلتقي الجربا.. ومصادر الائتلاف: نسعى لحل سياسي عبر دول إقليمية

وزير الخارجية المصري يلتقي الجربا.. ومصادر الائتلاف: نسعى لحل سياسي عبر دول إقليمية

التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس أحمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، إذ تناول معه تطورات الأزمة السورية والجهود المبذولة لتوحيد رؤى المعارضة السورية ودفع الحل السياسي للأمام في إطار تنفيذ قرارات مؤتمر «جنيف - 1».
ويأتي هذا اللقاء في أعقاب انتهاء أعمال اللجنة التحضيرية السورية، التي تعد لمؤتمر حوار المعارضة السورية في مصر. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي، إن الوزير شكري شدد خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على وحدة الدولة السورية وعدم تقسيمها والتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق.
وكانت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حوار المعارضة السورية بالقاهرة قد بدأت اجتماعها التمهيدي خلال اليوميين الماضيين للاتفاق على وثيقة سياسية وخارطة طريق وتحديد موعد انعقاد المؤتمر الموسع الذي سيضم كل القوى المعارضة، باستثناء جماعة الإخوان، إذ يتوقع حضوره نحو 200 شخصية من معارضي الداخل والخارج. ويمثل الائتلاف بشخصيات من أعضائه باعتباره الممثل الشرعي المعترف به من قبل مائة دولة، لكنه ليس الممثل الوحيد، بالإضافة إلى هيئة التنسيق الوطنية، وأحزاب تم تشكيلها مؤخرا.
وذكرت مصادر أن معظم المدعوين في المؤتمر سبقت لهم المشاركة في مؤتمر القاهرة عام 2012، الذي جمع كل أطياف المعارضة وتمكن من إصدار وثيقة العهد الوطني ورؤية سياسية مشتركة، مشيرة إلى أن المؤتمر الجديد سوف يستند إلى هذه الوثائق، إضافة إلى ما صدر عن اتفاق «جنيف - 1» كمرجعية للحل في سوريا.
وردا على سؤال حول ما ذكره النظام السوري مؤخرا بأن المعارضة سبق أن رفضت «جنيف – 1» وبالتالي لن تكون هذه الوثيقة ضمن الحلول المستقبلية، قال مصدر بالائتلاف السوري إن المعارضة قدمت أفكارا مهمة دارت حول مطالب متواضعة، من بينها الإفراج عن السجناء والمعتقلين السياسيين وفتح ممرات آمنة لحماية أبناء الشعب السوري وسحب السلاح من المدن، لكن النظام السوري لم يتجاوب مع أي من هذه النقاط ولم يقدم أي بادرة حسن نية وخرج بـ4 نقاط فقط تتركز كلها حول مكافحة الإرهاب. وأضاف: «الائتلاف رفض مؤتمر موسكو، ولن يكون هناك (موسكو 3) لأن روسيا تختار أطراف الحوار وكأن المؤتمر بين النظام والنظام وليس بين المعارضة والنظام»، مؤكدا أن «الحل السياسي سيكون عبر الدول الإقليمية وفي مقدمتها مصر والسعودية، وهذا ما نسعى إليه».
يذكر أن وثيقة العهد التي سبق للمعارضة السورية أن وافقت عليها، تتضمن مرحلة انتقالية تتحدث عن أهمية التغير بإرادة السوريين من خلال غطاء عربي - دولي يحمي وحدة وسيادة سوريا، مع ضرورة توحيد جهود المعارضة على كل الأصعدة من أجل تحقيق الحل الذي يتوافق عليه الجميع ويصبو إليه الشعب السوري، وأن تشمل المرحلة الانتقالية تشكيل حكومة تتولى إدارة شؤون البلاد والعمل على إجراء انتخاب برلمان تأسيسي يقر مشروع الدستور ويطرح للاستفتاء، وأن تشكل الحكومة الانتقالية مجلسا للأمن الوطني بقيادة رئيس السلطة التنفيذية يضم في عضويته قادة عسكريين شرفاء ومن الجيش الحر والمقاومة المسلحة وشخصيات مدنية ذات صلة، وأن يتولى مجلس الأمن عمليات إعادة هيكلة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وحل الميليشيات المسلحة وسحب السلاح من المدنيين.
وتضم وثيقة العهد التي سيتم وضعها في إطار جديد خلال مؤتمر القاهرة بندا يتحدث عن العدالة الانتقالية لتحقيق العدالة لجميع الضحايا الذين تعرضوا لانتهاكات وتعويضهم، واستعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، بالإضافة إلى كثير من البنود التي تؤدي إلى بناء النسيج الاجتماعي السوري من جديد. كما سيتم تشكيل هيئة عامة للتعويضات الاجتماعية وإعادة الإعمار وإعانة أهالي جميع الشهداء والمعتقلين والجرحى وتعويضهم بشكل عادل، وإعادة النازحين والمهجرين في الداخل والخارج وتسوية أوضاعهم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».