مؤسسات مصرية توسع مبادرات التوعية بالقضايا الأُسرية

لقاء للأزهر ووزارة الشباب ضمن برنامج «معاك أون لاين» (مشيخة الأزهر)
لقاء للأزهر ووزارة الشباب ضمن برنامج «معاك أون لاين» (مشيخة الأزهر)
TT

مؤسسات مصرية توسع مبادرات التوعية بالقضايا الأُسرية

لقاء للأزهر ووزارة الشباب ضمن برنامج «معاك أون لاين» (مشيخة الأزهر)
لقاء للأزهر ووزارة الشباب ضمن برنامج «معاك أون لاين» (مشيخة الأزهر)

في إطار الجهود المصرية لمواجهة «التفكك الأسري»، وسّعت مؤسسات مصرية من مبادرات التوعية بالقضايا الأسرية. وأطلق الأزهر ووزارة الشباب والرياضة حملات وقوافل للتوعية بأهمية الأسرة في بناء المجتمع. ويؤكد الأزهر، أنه يهدف إلى «حماية الأسرة المصرية من خطر (التفكك)، وإزالة الخلافات بين المتنازعين، والحد من الطلاق، وتأهيل المقبلين على الزواج، ومواجهة (العنف الأسري) بكل أشكاله».
وعقدت وزارة الشباب بحضور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة في مصر، لقاءً حوارياً مفتوحاً في القاهرة ضمن برنامج «معاك أون لاين» بحضور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ونظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، ووفد من «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية». وقال الضويني، إن «فلسفة الإسلام تحرص على بناء أسرة قوامها القيم والمبادئ، لبناء مجتمعات متماسكة وقوية»، مؤكداً في بيان له مساء أول من أمس «ضرورة أن تهتم الأسرة بسلوكياتها أمام أطفالهم، حتى تستقيم الأسرة ومنه يستقيم المجتمع»، موضحاً أن «الأزهر أدخل الأساليب الحديثة للتوعية بالأسرة من خلال المبادرات والحملات التي ينفذها للوصول إلى كل أطياف الشعب، ولم يكتف بالجانب التوعوي فحسب؛ لذا استطاع أن يلمّ شمل الآلاف من الأسر المصرية».
من جانبه، قال وزير الشباب والرياضة، إن «قضية الوعي الأسري، من أهم القضايا التي يتبناها الأزهر، وله فيها دور كبير؛ وذلك من خلال حملاته ومبادراته وقوافله الدعوية والتوعوية»، موضحاً أن «عصر الصورة الذهنية عن وزارة الشباب أنها تهتم بالرياضة فحسب قد ولى، وأنها تهتم كذلك بالجانب التوعوي، وذلك من خلال بروتوكولات تعاون مع مؤسسات الدولة المصرية والتي منها الأزهر». ووفق «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية»، فقد «بلغ عدد الاستشارات الأسرية التي قدمها المركز خلال العام الماضي، 84 ألف استشارة للمقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل... كما بلغ عدد اللقاءات والندوات للتوعية الأسرية والمجتمعية أكثر من 17 ألف لقاء وندوة وورشة عمل».
وكان وكيل الأزهر قد أكد في تصريحات أخرى قبل يومين، أن «رسالة الإمام والداعية رسالة عميقة ومؤثرة في المجتمع، وعليهم دور ومسؤولية كبيرة للحفاظ على كيان الأسرة بالتعاون مع كل مؤسسات الدولة والجهات المعنية، ولا يتوقف دورهم عند الحديث عن العبادات، وإنما من أهم واجباتهم الانتشار بين الناس في الشوارع والمساجد والأندية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوعية الناس وتحصينهم من (المفاهيم المغلوطة) حول الأحوال الشخصية، والعلاقة بين الأزواج، وكذلك بين الآباء والأبناء». وأوصى وكيل الأزهر الأزواج بـ«ضرورة التريث قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالطلاق، والتفكير ومراجعة النفس وعدم الوقوع تحت تأثير كلام الأقارب والأصدقاء وغيرهم؛ بل التفكير في شأن كيان الأسرة والأبناء».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.