وصلت قوات روسية، اليوم (الخميس)، إلى كازاخستان لدعم السلطات التي تواجه أعمال شغب أسفرت عن «عشرات» القتلى، إذ لا يزال الوضع متفجّراً مع إطلاق رصاص حي في الماتي العاصمة الاقتصادية للبلاد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتشهد الدولة الواقعة في آسيا الوسطى حركة احتجاج اندلعت الأحد غرباً إثر زيادة أسعار الغاز قبل أن تتوسع إلى الماتي حيث تحوّلت التظاهرات إلى أعمال شغب ضد السلطة واقتحم محتجّون مباني حكومية.
وتواصلت أعمال العنف الخميس وسمع عدة طلقات نارية في وسط هذه المدينة التي شهدت في اليوم السابق مواجهات مع إضرام النار في مبانٍ وسيارات وانتشار بقع دماء في الشوارع.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1479059420915056644
أفادت وسائل إعلام محلية مساء الخميس أن قوات الأمن طردت متظاهرين من الساحة الرئيسية في الماتي واستعادت السيطرة على مبان حكومية، وهي معلومات لم يتم التحقق منها.
في وقت سابق، أعلنت موسكو وصول عسكريين روس إلى كازاخستان في إطار نشر «القوات الجماعية لحفظ السلام» التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف بقيادة روسيا، تلبية لنداء الحكومة الكازاخستانية.
وأثارت أعمال الشغب صدمة في كازاخستان، الدولة التي تعدّ 19 مليون نسمة والغنية بالموارد الطبيعية والمعروفة بحكومتها الاستبدادية.
قالت سول وهي متظاهرة تبلغ 58 عاماً، إن نحو عشرة محتجّين قُتلوا برصاص قوات الأمن قرب مقرّ الرئاسة في الماتي مساء الأربعاء.
وأكدت أنها تتظاهر ضدّ «الفساد» مشيرة إلى أنه «خاب أملها كثيراً» بالرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف الذي اتّهم جماعات «إرهابية» مدرّبة في الخارج بالوقوف خلف أعمال الشغب.
وحصيلة هذه الاضطرابات كبيرة إذ تحدثت السلطات عن مقتل «عشرات» المتظاهرين وإصابة أكثر من ألف شخص، بينهم 62 جروحهم بالغة.
ونقلت وكالات الأنباء عن السلطات قولها إن 18 عنصراً من قوات الأمن قُتلوا وجُرح 748.
وأخفق الرئيس حتى الآن في تهدئة غضب المتظاهرين، رغم تنازله على صعيد أسعار الغاز وإقالة الحكومة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1479061434759892994
على خطّ موازٍ، تمارس السلطات قمعاً صارماً ضد المتظاهرين: فقد أعلنت حال الطوارئ الأربعاء وحظر تجوّل في الليل، وأبلغت الخميس عن توقيف نحو 2300 شخص في الماتي وحدها.
وأظهرت لقطات على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي الأربعاء مشاهد فوضى من نهب محلات تجارية واقتحام بعض المباني الإدارية وإحراقها في الماتي فيما سمعت طلقات أسلحة آلية.
واستهدف المتظاهرون مقرّ البلدية والمقرّ الرئاسي الذي كانت واجهته متفحّمة بسبب النيران.
وفي حين كانت خدمة الإنترنت مقطوعة، علّقت المؤسسات المالية في البلاد عملها وكذلك مطارات الماتي والعاصمة نور سلطان وأكتوبي وأكتاو.
وإضافة إلى ارتفاع الأسعار، فإن غضب المتظاهرين موجّه أيضاً ضدّ الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف (81 عاما) الذي حكم البلاد من 1989 إلى 2019 وما زال يحتفظ بنفوذ كبير. وهو يعتبر بمثابة موجّه الرئيس الحالي توكاييف.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1479045580278013953
وردد المتظاهرون هتافات ضدّه مثل «ليرحل العجوز». وفي تالديكورغان (جنوب شرق)، أسقط محتجّون تمثالاً لنزارباييف.
وتعيش في كازاخستان، كبرى الجمهوريات السوفياتية الخمس السابقة في آسيا الوسطى وأكبر اقتصاد في المنطقة، أقلية كبيرة تعتبر روسية عرقياً وترتدي أهمية اقتصادية وجيوسياسية بالنسبة لروسيا.
ودعت موسكو الأربعاء إلى حل الأزمة من خلال الحوار «وليس من خلال أعمال الشغب في الشوارع وانتهاك القوانين».
بدورها، دعت الأمم المتحدة الخميس كل الأطراف في كازاخستان إلى «الامتناع عن العنف» والبحث عن «حل سلمي».
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه العميق» حيال الاضطرابات في كازاخستان، معتبراً أن إرسال روسيا دعماً عسكرياً خارجياً يعيد «ذكريات عن أوضاع ينبغي تجنّبها».
وحذّرت الولايات المتحدة القوات الروسية من السيطرة على المؤسسات الكازاخستانية، مشيرة إلى أن العالم سيراقب أي انتهاك لحقوق الإنسان.
كازاخستان: عشرات القتلى في أعمال الشغب وقوات روسية لدعم السلطات
كازاخستان: عشرات القتلى في أعمال الشغب وقوات روسية لدعم السلطات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة