تحرير عسيلان شبوة بإسناد من التحالف... وبيحان تترقب

مقتل 160 حوثياً وتدمير 17 آلية بغارات في مأرب

قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية
قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية
TT

تحرير عسيلان شبوة بإسناد من التحالف... وبيحان تترقب

قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية
قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية

ضمن عملية عسكرية أطلق عليها «إعصار الجنوب» تمكنت قوات ألوية العمالقة أمس (السبت) من تحرير مديرية عسيلان إحدى أكبر مديريات محافظة شبوة اليمنية من قبضة الميليشيات الحوثية، فيما تتأهب القوات نفسها لتحرير مديريتي عين وبيحان المجاورتين، بحسب ما أفاد به الإعلام العسكري التابع للقوات.
وبارك رئيس الوزراء اليمني الدكتور معين عبد الملك، «الانتصارات الميدانية التي حققتها قوات العمالقة والجيش بتحرير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة من سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية» طبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
جاء ذلك في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن استمرار عمليات الإسناد الجوي لقوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات مأرب حيث تتواصل المعارك ضد الميليشيات في الجبهات الجنوبية والغربية من المحافظة.
وأفاد التحالف وفقاً لتغريدة نشرها حساب وكالة الأنباء السعودية (واس) على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بأنه نفذ 23 عملية استهداف ضد الميليشيا الحوثية في مأرب خلال 24 ساعة، وأكد أن الاستهدافات دمرت 17 آلية عسكرية وقضت على أكثر من 160 عنصراً إرهابياً.
وكان التحالف قد أفاد (الجمعة) بأنه نفذ 19 عملية استهداف ضد الميليشيا في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية حوثية وكبدت الميليشيات خسائر بشرية تجاوزت 100 عنصر إرهابي.
وأدت ضربات تحالف دعم الشرعية في الشهرين الأخيرين إلى مضاعفة خسائر الميليشيات الحوثية في مختلف الجبهات المحيطة بمأرب وفي محافظتي الجوف وشبوة، وسط تقديرات بأن الميليشيات خسرت خلال الأسابيع الثمانية الماضية نحو 8 آلاف عنصر ليرتفع أعداد قتلاها إلى نحو 30 ألف مسلح منذ فبراير (شباط) 2021.
وبالعودة إلى معارك شبوة الخاطفة قالت مصادر عسكرية إن تحرير عسيلان كبد الميليشيات خسائر بشرية وآليات عسكرية وأجبر من بقي على الفرار إلى مديرية بيحان التابعة لمحافظة شبوة ذاتها.
وسيطرت القوات - بحسب الإعلام العسكري - على مركز المديرية ومناطق العكدة والمحكمة ومفرق الحمى وحيد بن عقيل في المديرية ذاتها، وقامت بتطهير المواقع المحررة وتمشيطها.
بدوره، وجه محافظ شبوة رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة عوض العولقي، بفرض حالة الطوارئ ومنع التجوال بمديريات بيحان وعسيلان وعين. ونقلت «سبأ» عن المحافظ قوله: «إن أراضي المديريات الثلاث مسرح للعمليات والمعارك الحربية التي يخوضها أبطال الجيش الوطني في مواجهة الميليشيات الحوثية من أجل تحريرها من فلول الميليشيا».
إلى ذلك أعلن قائد ألوية العمالقة العميد عبد الرحمن أبو زرعة المحرمي عن نجاح عملية «إعصار الجنوب» بتحرير وتطهير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة، ودحر ميليشيات إيران الحوثية منها.
ونقل المركز الإعلامي لألوية العمالقة عن المحرمي قوله: «إن انطلاق عملية «إعصار الجنوب» تأتي لتطهير وتحرير مديريات محافظة شبوة من سيطرة الميليشيات الحوثية الإرهابية، وفي سياق الانتصارات الواسعة التي تسطرها ألوية العمالقة الجنوبية في جبهات القتال».
في السياق نفسه، ذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) أن قوات الجيش والعمالقة مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية أحرزت ضمن عملياتها العسكرية تقدمات نوعية، وسط انهيار واسع لميليشيا الحوثي الإيرانية، في جبهات مديرية عسيلان بشبوة.
ونقل الموقع عن مصادر ميدانية قولها: «إن التقدم الواسع للجيش والمقاومة حقق تقدمات مهمة، والسيطرة على مناطق واسعة ومواقع حاكمة»، وإن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش والعمالقة يرافقها قصف مدفعي، وغارات مركزة لمقاتلات تحالف دعم الشرعية، حيث دمرت تحصينات وتعزيزات الميليشيات وكبدتها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، بينما لاذت مجاميع من عناصرها بالفرار باتجاه مديرية بيحان المجاورة».
وكانت قوات العمالقة شنت هجوماً على جميع مواقع تمركز ميليشيات الحوثي في عمق مديرية عسيلان بعد إسقاط مواقع الدفاع المتقدمة، وقامت بتمشيط مركز المديرية والعكدة ولخيضر وسوق الحتري وحيد بن عقيل والهجر بعد تحريرها بالكامل.
وفي معرض بيان الأهمية التي يمثلها هذا التقدم بتحرير عسيلان الذي يقدر عدد سكانها بنحو 50 ألف نسمة مع مساحة تقدر بـأكثر من 32 ألف كم مربع، أشار مراقبون عسكريون إلى هشاشة الميليشيات الحوثية متوقعين أن تشهد الأيام المقبلة تطورات ميدانية متسارعة.
ووصف الخبير العسكري والباحث اليمني عبد الوهاب بحيبح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» التقدم في عسيلان بأنه «خطوة مهمة جداً نحو تحرير بقية مناطق شبوة»، وقال إن ذلك «سيمهد الطريق للتوجه نحو تحرير بيحان العليا ووادي خير وصولاً إلى عقبة القنذع وكذلك مديرية عين، كما سيمهد الطريق لتحرير مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب».
وأضاف «كل ذلك سيحيد طرق الإمداد الحوثية القادمة من البيضاء وسيبقى لدى الميليشيات طريق إمداد وحيد وهو خط «المناقل - قانية - البيضاء»، وهذا سيمهد أيضاً لتحرير مديريتي الجوبة وجبل مراد في مأرب».
وأشار بحيبح إلى أن تلك المناطق متداخلة حيث ترتبط بطرق متعددة تجمع ثلاث محافظات هي مأرب وشبوة والبيضاء، وفي حالة تحقيق هذا التقدم سيتم رفع الضغط عن مأرب بل وسيتم تسهيل التقدم نحوها وخنق الميليشيا الحوثية من الخلف بنفس الأسلوب الذي كانت استخدمته الميليشيات حينما احتلت مديريات بيحان وعين وحريب وما نتج عنه من حصار العبدية وفتح جبهات متعددة على الجوبة حتى إسقاطهما».
يشار إلى أن ألوية العمالقة المرابطة في الساحل الغربي لليمن كانت دفعت في الأيام الماضية بعدد من الألوية إلى محافظة شبوة بالتزامن مع تعيين محافظ جديد لها، وسط توقعات بأن تتمكن هذه القوات المدربة بإسناد من تحالف دعم الشرعية من تحرير مديريات شبوة الثلاث والتقدم لإسناد مأرب في معركتها الضارية ضد الميليشيات.
على صعيد ميداني آخر أفاد الإعلام العسكري بأن قوات الجيش اليمني أفشلت (السبت) محاولة تسلل لميليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً على مواقع الجيش بمديرية الصفراء في محافظة صعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري قوله: «إن قوات الجيش أفشلت محاولة تسلل قامت بها عناصر من ميليشيا الحوثي على مواقع (رأس شجع) بمديرية الصفراء، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات وفرار من تبقى منهم، في حين استهدفت المدفعية تعزيزات أخرى للميليشيات كانت تحاول الوصول إلى تلك المواقع».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».