«الرئاسي» الليبي يتعهد تسليم السلطة {إذا أجريت الانتخابات}

تزامناً مع استمرار التحشيد العسكري في العاصمة

جانب من مظاهرة نظمها رافضون لتأجيل الانتخابات في طرابلس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة نظمها رافضون لتأجيل الانتخابات في طرابلس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الرئاسي» الليبي يتعهد تسليم السلطة {إذا أجريت الانتخابات}

جانب من مظاهرة نظمها رافضون لتأجيل الانتخابات في طرابلس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مظاهرة نظمها رافضون لتأجيل الانتخابات في طرابلس الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المجلس الرئاسي الليبي استمراره في عمله إلى حين إجراء الانتخابات المؤجلة، مطالباً السلطة التشريعية والجهات المعنية بالتوافق لإصلاح «مكامن الخلل» في الاستحقاق المرتقب.
بدورها، قالت نجوى وهيبة، الناطقة باسم المجلس الرئاسي، في بيان متلفز مساء أول من أمس، بمناسبة العام الميلادي الجديد، إنه يجب إقرار موعد جديد لإجراء انتخابات متزامنة وحرة ونزيهة في أقرب فرصة ممكنة، مشيرة إلى أن المراحل الانتقالية السابقة ستنتهي بوصول البرلمان والرئيس المنتخبين للسلطة.
وشكت وهيبة من أن المجلس «لم يتسلم مؤسسة جاهزة في بداية عمله بكادر وظيفي وميزانية، وغيرها من الضروريات»، موضحة أن المجلس عمل منذ توليه مهامه في مارس (آذار) الماضي، على تأسيس أول ديوان رئاسي في ليبيا، ليكون مؤسسة جاهزة لأول رئيس دولة سينتخب مستقبلاً.
وأضافت وهيبة موضحة: «أسسنا لأول رئاسة دولة في ليبيا، وعملنا بهدف تسليم مؤسسة للرئيس المنتخب»، كما استعرضت أبرز أعمال المجلس خلال العام الماضي.
في غضون ذلك، طالب مئات المتظاهرين في وسط العاصمة طرابلس، مساء أول من أمس، بإجراء الانتخابات في الموعد الذي اقترحته المفوضية العليا في 24 من الشهر الحالي وعدم تأجيلها، ورفعوا لافتات «لا خريطة طريق سوى طريق الانتخابات»، و«لا لمصادرة حق الشعب في الانتخابات»، مطالبين بالدستور أولاً قبل إجراء أي انتخابات برلمانية محتملة، بعدما استبعدوا إجراء الانتخابات الرئاسية.
وجاءت المظاهرة رغم استمرار التوتر الأمني في العاصمة طرابلس، وبعد أن أظهرت لقطات مصورة تحرك «لواء المحجوب»، مساء أول من أمس، للعاصمة طرابلس قادماً من مدينة مصراتة بغرب البلاد، وقالت مصادر إن هذا التحرك جاء استجابة لطلب عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، بصفته وزير الدفاع، مشيرة إلى أن هذه القوات ستنضم إلى قوات أخرى من عدة كتائب تابعة للمنطقة العسكرية الغربية.
وقال قادة من «لواء المحجوب»، التابع للمنطقة العسكرية الوسطى، في كلمة مصورة قبل تحركهم، إنه يأتي استجابة لأوامر الدبيبة وزير الدفاع، ورئيس الأركان محمد الحداد. وكانت معلومات راجت في العاصمة بشأن احتمال صدور قرار وشيك من المجلس الرئاسي بحل جهاز دعم الاستقرار وضمه لوزارة الداخلية.
في سياق ذلك، قالت مصادر أمنية إن الميليشيات المسلحة، التي دخلت خلال الأيام القليلة الماضية إلى العاصمة طرابلس، تستهدف تأمينها والمؤسسات الرسمية، في حال رفض الجهاز للقرار، مشيرة إلى أن «كتيبة البركان» انضمت بالفعل إلى القوات الوافدة من مصراتة.
وأعلنت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» نشر دوريات أمنية داخل مناطق صلاح الدين، وخلة الفرجان بطرابلس، في إطار ما وصفته بـ«المجاهرة بالأمن وضبط المخالفين للقانون، واتخاذ ما يلزم حيالهم من إجراءات». وأشارت الوزارة إلى أن هذه الدوريات تمكنت من ضبط العديد من التجاوزات والخروقات القانونية، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.
ونقلت وسائل إعلام محلية تأكيد مصدر أمني مسؤول اقتحام «قوة الردع الخاصة»، برئاسة عبد الرؤوف كاره، مقراً يتبع قوة «النواصي»، الذي يقوده مصطفى قدور، ويُعد من السجون السرية.
في شأن آخر، بحث آمر عمليات الجنوب ومنطقة سبها العسكرية التابعة لـ«الجيش الوطني»، اللواء مبروك سحبان، في اجتماع موسع مساء أول من أمس، بمقرها في جنوب البلاد مع مسؤولي شركات الوقود في مدينة سبها، المشكلات التي تواجه الشركات لتوفير الوقود بالمدينة، وآلية إيجاد حلول لها، والتي ألقت بظلالها على المواطنين في المنطقة الجنوبية مؤخراً.
وقال اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بالجيش، إن الحضور اتفقوا على إلغاء اللجان التي تشكل من وقت لآخر، واعتبروها جزءاً من المشكلات التي تصاحب توفير الوقود، كما أكدوا ضرورة حل إشكالية توفير الوقود للمواطن بالسعر الرسمي، وبشكل يكفي احتياجات المنطقة، والقضاء على التهريب، وتشكيل لجنة من الشركات لمراقبة ومتابعة المحطات.
وبينما كشف فرج الصوصاع، عضو اللجنة العسكرية المشتركة، التي تضم طرفي الصراع العسكري في ليبيا، عن خطة جاهزة لترحيل 300 «مرتزق» كبادرة لتأكيد حسن النية، بإشراف المراقبين الدوليين، قال مراجع العمامي عضو اللجنة، إنه تم ترحيل 300 مقاتل من الجنسية السودانية خلال الأسبوع الماضي جواً إلى بلادهم، مشيراً إلى توقع إجراء مماثل من المنطقة الغربية.
لكن الصوصاع قال إنه لم يتم ترحيل أي «مرتزق» من جانب قواته بانتظار موافقة الحكومة، والمسؤولين بالمنطقة الغربية، وذلك لبدء الخطة التي وضعت برعاية أممية على أن يكون الخروج متزامناً من الطرفين.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.