الفلسطينيون في الضفة يجددون مجالسهم البلدية

الانتخابات المحلية الفلسطينية جرت أمس في الضفة الغربية لكن «حماس» رفضت السماح بإجرائها في قطاع غزة (أ.ف.ب)
الانتخابات المحلية الفلسطينية جرت أمس في الضفة الغربية لكن «حماس» رفضت السماح بإجرائها في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الفلسطينيون في الضفة يجددون مجالسهم البلدية

الانتخابات المحلية الفلسطينية جرت أمس في الضفة الغربية لكن «حماس» رفضت السماح بإجرائها في قطاع غزة (أ.ف.ب)
الانتخابات المحلية الفلسطينية جرت أمس في الضفة الغربية لكن «حماس» رفضت السماح بإجرائها في قطاع غزة (أ.ف.ب)

أدلى الفلسطينيون بأصواتهم أمس (السبت) لانتخاب مجالسهم البلدية والمحلية في المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية لعام 2021، وذلك في 154 هيئة محلية في الضفة الغربية. ولم تجر الانتخابات في قطاع غزة بسبب رفض حركة «حماس».
وقال رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر إن 573 قائمة انتخابية ترشحت للمرحلة الأولى من الانتخابات المحلية تضم كلها 4480 مرشحاً 26 في المائة منهم من النساء، يتنافسون على 1514 مقعداً. وأشار ناصر إلى أن عملية الاقتراع وكذلك الفرز ستتم بحضور أكثر من 1600 مراقب محلي ودولي.
وإضافة إلى 154 هيئة محلية يجري فيها الاقتراع، هناك 162 هيئة محلية أخرى ترشحت فيها قائمة واحدة مكتملة سيعلن فوزها بالتزكية مع النتائج النهائية، بالإضافة إلى 60 هيئة محلية لم تترشح فيها أي قائمة مكتملة ويترك قرار البت بشأنها لمجلس الوزراء.
وجرت الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط بعدما رفضت «حماس» إجراءها في قطاع غزة.
وقررت الحكومة الفلسطينية إجراء هذه الانتخابات رغم موقف «حماس»، وعلى مرحلتين. المرحلة الأولى جرت أمس فيما ستجري المرحلة الثانية في الربع الأول من عام 2022 في المناطق المصنفة (أ) و(ب). ويفترض أن تجرى المرحلة الثانية في نحو 90 بلدة ومدينة كبرى.
وتكتسب الانتخابات المحلية أهمية سياسية رغم أنها تنتهي بانتخاب هيئات خدماتية وليست سياسية، إذ تتحول هذه الانتخابات إلى فرصة لإثبات قوة الفصائل وهيمنتها على الشارع وكذلك داخل العائلات التي تشكل قوة أخرى مؤثرة في موازين المعركة الانتخابية المحلية.
وجرت آخر انتخابات قروية وبلدية في الضفة الغربية، في عامي 2017 - 2018. وفازت حركة «فتح» بغالبيتها بعد أن قاطعتها حركة «حماس» ومنعت إجراءها كذلك في قطاع غزة.
وتجري الانتخابات المحلية كل 4 سنوات، لكن «حماس» منذ أن سيطرت على قطاع غزة عام 2007 منعتها هناك.
وكانت آخر انتخابات أجريت بشكل مشترك بين الضفة وغزة، في عامي 2004 و2005 على 3 مراحل، ثم أعلنت السلطة أنها تريد إجراء الانتخابات 3 مرات في عامي 2010 و2011، من دون أن تجريها فعلاً، ومن ثم في 2012، من دون «حماس»، و2017 من دون «حماس» كذلك.
ورفضت «حماس» السماح بالانتخابات المحلية فقط، باعتبار أن الانتخابات لا تتجزأ، وأن أي انتخابات يجب أن تكون ضمن حوار وتوافق وطني.
وكان من المفترض أن تجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في الأراضي الفلسطينية في شهري مايو (أيار) ويوليو (تموز)، غير أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ألغاها بسبب منع إسرائيل إجراءها في القدس، بعد أن تسجلت 36 قائمة، وهو ما أثار غضباً وخلافات، وهجوماً حاداً من «حماس» أضر كثيراً بفرص المصالحة، ومشاركتها في الانتخابات المحلية.
وأعرب نائب رئيس حركة «فتح»، محمود العالول، عن أسفه من استمرار «حماس» في تعطيل إجراء الانتخابات في قطاع غزة. وأكد العالول، أمس، أهمية إجراء العملية الانتخابية بكل أنواعها في كل أرجاء الوطن، في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
كما قال المدير العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك: «إن حجج حركة حماس لمنع إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة غير مقنعة، وليس من حقها حرمان أبناء شعبنا من المشاركة في الانتخابات». وأضاف الدويك في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، السبت، أن وفداً من الهيئة زار القطاع الشهر الماضي للضغط على «حماس» لإجراء الانتخابات، حتى لو لم تشارك فيها، معبراً عن أمله بأن «يشارك أبناء شعبنا في المرحلة الثانية من الانتخابات» في مارس (آذار) المقبل.
وشدد على أن البلديات في قطاع غزة تعاني من إشكاليات عميقة وبحاجة إلى إصلاح وضعها المتردي عبر الانتخابات لكي تقوم بدورها.
كما انتقدت فصائل منع «حماس» للانتخابات في غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمين عام «جبهة النضال الشعبي» أحمد مجدلاني إنه من غير المقبول استمرار تعطيل الانتخابات ومنع إجرائها في غزة، في وقت تشارك «حماس» وبأشكال مختلفة في الانتخابات التي تُجرى بالضفة.
واعتبر أمين سر العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق، أن موقف «حماس» يأتي في سياق تكريسها للانقسام، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، معبراً عن رفضه واستهجانه لاستمرار منع «حماس» إجراء الانتخابات المحلية في القطاع.
وطالب عضو المكتب السياسي لحزب «الشعب»، وليد العوض، الفصائل الوطنية كافة بالضغط على «حماس» للسماح بإجراء المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في مارس المقبل والتي تشمل قطاع غزة، قائلاً إن الانتخابات ضرورة لتقوية الجسم الداخلي الفلسطيني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».