«أوميكرون» قد يحمل طفرات من فيروس نزلات البرد

مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
TT

«أوميكرون» قد يحمل طفرات من فيروس نزلات البرد

مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)

توصلت دراسة جديدة إلى أنه «من المحتمل أن يكون المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد (أوميكرون) قد اكتسب واحدة على الأقل من طفراته عن طريق التقاط مقتطف من مادة وراثية من فيروس آخر»، وأنه من الممكن أن «هذا الفيروس هو فيروس يسبب نزلات البرد الذي رافقه في نفس الخلايا المصابة».
وذهب الباحثون في الدراسة التي نشرها موقع ما قبل نشر الأبحاث «OSF Preprints»، قبل أيام، إلى أن «التسلسل الجيني للمتحور الجديد لا يظهر في أي إصدارات سابقة من فيروس كورونا المستجد، ولكنه موجود في كل مكان في كثير من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك تلك المسببة لنزلات البرد، وكذلك في الجينوم البشري».
ويقول فينكي ساوندارراجان، مؤسس وكبير المسؤولين العلميين بشركة تحليل البيانات «نفرنس»، التي أعدت الدراسة: «من خلال إدخال هذا المقتطف إلى فيروس كورونا المستجد، أصبح أوميكرون نفسه أكثر إنسانية، بحمله لشيء من الجينوم البشري، ما سيساعده في تجنب هجوم جهاز المناعة البشري».
ويضيف في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «قد يعني هذا أن الفيروس ينتقل بسهولة أكبر، بينما يتسبب فقط في مرض خفيف أو من دون أعراض، ولا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان أوميكرون أكثر عدوى من الأنواع الأخرى، سواء كان يسبب مرضاً أكثر خطورة أو ما إذا كان سيتفوق على دلتا باعتباره البديل الأكثر انتشاراً، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع للحصول على إجابات لهذه الأسئلة».
ووفقاً لدراسات سابقة، يمكن للخلايا الموجودة في الرئتين والجهاز الهضمي أن تؤوي كورونا المستجد وفيروسات كورونا الشائعة المسببة لنزلات البرد، وتمهد مثل هذه العدوى المشتركة المشهد لإعادة التركيب الفيروسي، وهي عملية يتفاعل فيها فيروسان مختلفان في نفس الخلية المضيفة أثناء عمل نسخ من نفسيهما، ما ينتج عنه نسخ جديدة تحتوي على بعض المواد الجينية من كلا الفيروسين. ويقول ساوندارراجان وزملاؤه في الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، إن «هذه الطفرة الجديدة يمكن أن تحدث لأول مرة في شخص مصاب بكل من الفيروسين، ما أدى لالتقاط كورونا المستجد نسخة من التسلسل الجيني للفيروس الآخر».
ويوضح أن التسلسل الجيني نفسه يظهر عدة مرات في أحد فيروسات كورونا التي تسبب نزلات البرد لدى الأشخاص، والمعروف باسم (HCoV-229E)، وفي فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يسبب الإيدز. وجنوب أفريقيا (حيث تم التعرف على أوميكرون لأول مرة) لديها أعلى معدل إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم، ما يضعف جهاز المناعة ويزيد من تعرض الشخص للعدوى بفيروسات الزكام ومسببات الأمراض الأخرى. ويضيف: «في هذا الجزء من العالم، ربما حدث إعادة التركيب الذي أضاف هذه المجموعة الشاملة من الجينات إلى أوميكرون».
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد أصول طفرات «أوميكرون» وتأثيراتها على الوظيفة والقابلية للانتقال، وهناك فرضيات متنافسة مفادها أن البديل الأخير ربما قضى بعض الوقت في التطور في مضيف حيواني. وفي غضون ذلك، يقول ساوندارراجان، إن النتائج الجديدة التي توصلوا إليها «تؤكد أهمية حصول الناس على لقاحات (كوفيد - 19) المتوفرة حالياً». ويقول: «علينا التطعيم لتقليل احتمالات إصابة الأشخاص الآخرين، الذين يعانون من نقص المناعة تجاه فيروس كورونا المستجد».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.