«أوميكرون» قد يحمل طفرات من فيروس نزلات البرد

مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
TT
20

«أوميكرون» قد يحمل طفرات من فيروس نزلات البرد

مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)
مختبر في بانكوك يفحص الأجسام المضادة لفيروس «كورونا» (إ.ب.أ)

توصلت دراسة جديدة إلى أنه «من المحتمل أن يكون المتحور الجديد لفيروس كورونا المستجد (أوميكرون) قد اكتسب واحدة على الأقل من طفراته عن طريق التقاط مقتطف من مادة وراثية من فيروس آخر»، وأنه من الممكن أن «هذا الفيروس هو فيروس يسبب نزلات البرد الذي رافقه في نفس الخلايا المصابة».
وذهب الباحثون في الدراسة التي نشرها موقع ما قبل نشر الأبحاث «OSF Preprints»، قبل أيام، إلى أن «التسلسل الجيني للمتحور الجديد لا يظهر في أي إصدارات سابقة من فيروس كورونا المستجد، ولكنه موجود في كل مكان في كثير من الفيروسات الأخرى، بما في ذلك تلك المسببة لنزلات البرد، وكذلك في الجينوم البشري».
ويقول فينكي ساوندارراجان، مؤسس وكبير المسؤولين العلميين بشركة تحليل البيانات «نفرنس»، التي أعدت الدراسة: «من خلال إدخال هذا المقتطف إلى فيروس كورونا المستجد، أصبح أوميكرون نفسه أكثر إنسانية، بحمله لشيء من الجينوم البشري، ما سيساعده في تجنب هجوم جهاز المناعة البشري».
ويضيف في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»: «قد يعني هذا أن الفيروس ينتقل بسهولة أكبر، بينما يتسبب فقط في مرض خفيف أو من دون أعراض، ولا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان أوميكرون أكثر عدوى من الأنواع الأخرى، سواء كان يسبب مرضاً أكثر خطورة أو ما إذا كان سيتفوق على دلتا باعتباره البديل الأكثر انتشاراً، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع للحصول على إجابات لهذه الأسئلة».
ووفقاً لدراسات سابقة، يمكن للخلايا الموجودة في الرئتين والجهاز الهضمي أن تؤوي كورونا المستجد وفيروسات كورونا الشائعة المسببة لنزلات البرد، وتمهد مثل هذه العدوى المشتركة المشهد لإعادة التركيب الفيروسي، وهي عملية يتفاعل فيها فيروسان مختلفان في نفس الخلية المضيفة أثناء عمل نسخ من نفسيهما، ما ينتج عنه نسخ جديدة تحتوي على بعض المواد الجينية من كلا الفيروسين. ويقول ساوندارراجان وزملاؤه في الدراسة، التي لم تخضع بعد لمراجعة الأقران، إن «هذه الطفرة الجديدة يمكن أن تحدث لأول مرة في شخص مصاب بكل من الفيروسين، ما أدى لالتقاط كورونا المستجد نسخة من التسلسل الجيني للفيروس الآخر».
ويوضح أن التسلسل الجيني نفسه يظهر عدة مرات في أحد فيروسات كورونا التي تسبب نزلات البرد لدى الأشخاص، والمعروف باسم (HCoV-229E)، وفي فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) الذي يسبب الإيدز. وجنوب أفريقيا (حيث تم التعرف على أوميكرون لأول مرة) لديها أعلى معدل إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم، ما يضعف جهاز المناعة ويزيد من تعرض الشخص للعدوى بفيروسات الزكام ومسببات الأمراض الأخرى. ويضيف: «في هذا الجزء من العالم، ربما حدث إعادة التركيب الذي أضاف هذه المجموعة الشاملة من الجينات إلى أوميكرون».
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد أصول طفرات «أوميكرون» وتأثيراتها على الوظيفة والقابلية للانتقال، وهناك فرضيات متنافسة مفادها أن البديل الأخير ربما قضى بعض الوقت في التطور في مضيف حيواني. وفي غضون ذلك، يقول ساوندارراجان، إن النتائج الجديدة التي توصلوا إليها «تؤكد أهمية حصول الناس على لقاحات (كوفيد - 19) المتوفرة حالياً». ويقول: «علينا التطعيم لتقليل احتمالات إصابة الأشخاص الآخرين، الذين يعانون من نقص المناعة تجاه فيروس كورونا المستجد».


مقالات ذات صلة

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.

صحتك المزاج قد يؤثر على فاعلية بعض اللقاحات (أ.ف.ب)

المزاج الجيد قد يحسّن فاعلية بعض اللقاحات

كشفت دراسة جديدة أن المزاج الجيد يمكن أن يُعزز فاعلية بعض اللقاحات، التي تعتمد على  تقنية الحمض النووي الريبي المرسال أو«mRNA»، مثل لقاح «كوفيد-19».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

23 ولاية تقاضي إدارة ترمب بسبب قرار سحب المليارات من تمويل قطاع الصحة

أقام ائتلاف من المدعين العامين بولايات أميركية دعوى على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الثلاثاء، بسبب قرارها سحب 12 مليار دولار من الأموال الاتحادية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بيتر ماركس شغل منصب رئيس قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (رويترز) play-circle

استقالة مسؤول اللقاحات في «الغذاء والدواء» الأميركية

استقال كبير مسؤولي اللقاحات في الولايات المتحدة أمس الجمعة احتجاجاً على ما وصفه بـ«معلومات مضللة وأكاذيب» يروج لها وزير الصحة الجديد، وفقاً لما أوردته تقارير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الفيروس اكتُشف في الخفافيش بمدينة فورتاليزا شمال شرقي البرازيل (رويترز)

اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل

أعلن عدد من الباحثين عن اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في البرازيل، يتشابه مع فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) القاتل.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)

الرئيس الصيني: «لا يوجد رابحون» في أي حرب تجارية

الرئيس الصيني شي جينبينغ  (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس الصيني: «لا يوجد رابحون» في أي حرب تجارية

الرئيس الصيني شي جينبينغ  (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ (أ.ف.ب)

اعتبر شي جينبينغ أن الحمائية «لا تؤدي إلى أي نتيجة» وأنه «لن يكون هناك رابحون» في أي حرب تجارية، حسبما أفادت وسيلة إعلام رسمية الاثنين، في وقت يبدأ الرئيس الصيني زيارة لفيتنام.

ويبدأ الرئيس الصيني جولة في جنوب شرق آسيا لتعزيز العلاقات التجارية لبلاده وإظهارها على أنها شريك موثوق به على النقيض من الولايات المتحدة التي شنت هجوما تجاريا عالميا. ومن المقرر أن يزور شي كلا من فيتنام وماليزيا وكمبوديا، حيث سيلتقي نظراءه، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الصينية. وستكون هذه أولى زياراته لهذا العام خارج الصين.

وكتب شي في صحيفة «نان دان» الفيتنامية «يجب على بلدينا أن يحافظا بحزم على النظام التجاري المتعدد الأطراف، وعلى استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وعلى بيئة انفتاح وتعاون دولية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية. وشدد على أن «حربا تجارية وحرب تعرفات جمركية لن تسفرا عن أي فائز، والحمائية لا تؤدي إلى أي نتيجة».

تأتي جولة الرئيس الصيني في وقت يحاول العملاق الآسيوي الظهور على أنه شريك مستقر على النقيض من الولايات المتحدة التي شن رئيسها دونالد ترمب هجوما تجاريا شاملا عبر فرض تعرفات جمركية جديدة. وقد أثار هذا الإجراء صدمة في الأسواق العالمية ودفع بكين إلى الرد بالمثل.

وسيزور شي فيتنام الاثنين والثلاثاء، في أول رحلة له إلى هذا البلد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023. ويقيم البلدان علاقات اقتصادية وثيقة لكنها تتأثر بالنزاعات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.

وأكد شي في مقاله الذي نُشر في الصحيفة الفيتنامية الاثنين أن بكين وهانوي قادرتان على حل هذه النزاعات بالحوار. وكتب «يجب علينا إدارة النزاعات بشكل مناسب وحماية السلام والاستقرار في منطقتنا»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية.