تقرير إسرائيلي: «حماس» تخطط لعمليات تزرع الفوضى في الضفة

تحدث عن ضبط مجموعة من 60 عنصراً

اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية سوسيا جنوب الضفة (أ.ف.ب)
اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية سوسيا جنوب الضفة (أ.ف.ب)
TT

تقرير إسرائيلي: «حماس» تخطط لعمليات تزرع الفوضى في الضفة

اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية سوسيا جنوب الضفة (أ.ف.ب)
اشتباكات بين محتجين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في قرية سوسيا جنوب الضفة (أ.ف.ب)

أفادت تسريبات من جهات استخبارية إسرائيلية، عن اعتقال خلية كبيرة من 60 عنصراً أدلوا باعترافات يستفاد منها أن حركة «حماس» في قطاع غزة والخارج، وضعت مخططاً للقيام بعمليات تفجير كبيرة ونوعية ضد أهداف إسرائيلية، بغرض دفع الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح الضفة الغربية من جهة، وإحداث فوضى عارمة من جهة ثانية، تؤدي إلى سقوط السلطة الفلسطينية.
وقال تقرير نُشرت أجزاء منه في صحيفة «يديعوت أحرونوت» وأجزاء أخرى في تقرير لـ«مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب» منسوبة للواء مئير عميت في تل أبيب، إن حماس، بموازاة إدارتها مفاوضات عبر الوسيط المصري للتهدئة مع إسرائيل والمصالحة مع السلطة الفلسطينية، تعمل في اتجاهين: الأول، إعداد قواتها لصدام حربي صاروخي مع إسرائيل تمثل في تعزيز وتطوير مخزونها الصاروخي وطائراتها المسيرة المتطورة، والثاني، الإعداد لعمليات تفجير.
وأضاف التقرير أن «حماس» تهدف من ذلك إلى تعزيز مكانتها في المنطقة كقوة أساسية لا تستطيع إسرائيل تجاهلها، بل تتفاوض معها حول فك الحصار عن القطاع وإيجاد آلية تفاهم جديدة في الضفة الغربية. وحسب «مركز تراث المخابرات» التابع لـ«مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب»، فإن الهجوم الذي نفذه الشيخ فادي أبو شخيدم، الناشط في «حماس»، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المنتهي، وتمثل بإطلاق النار بالقرب من الحرم القدسي، وتسبب في مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، هو نموذج للعمليات متوسطة الحجم. وقد سبقته عملية طعن نفذها فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، من بلدة العيسوية في القدس الشرقية، في 17 نوفمبر 2021.
ومع أن «حماس» لم تعلن مسؤوليتها الرسمية عن الهجومين، فإنها قامت بنشر إعلانات تبنٍ لهما. ولتفادي تكرار مثل هذه العمليات، قررت أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقال نشطاء ميدانيين من «حماس»، تقول إنها تلقت معلومات عن مخططات وضعوها لشن هجمات جديدة. وبلغ عدد المعتقلين في غضون أسبوع واحد 60 عنصراً، وتبين من التحقيق معهم أنهم أقاموا بنية تحتية واسعة في عدد من المراكز في الضفة الغربية، لينطلقوا منها إلى تنفيذ عمليات مسلحة.
وقال المركز، الذي يقيم علاقات وطيدة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الرسمية، إن هذه الأحداث وما سبقها تشهد على اهتمام «حماس» الكبير بالتسلل إلى مناطق الضفة الغربية والقدس. ففي الآونة الأخيرة، وخصوصاً منذ عملية «حارس الأسوار» (الهجوم الأخير على قطاع غزة، قبل ستة شهور)، برز اهتمام «حماس» الخاص بالقدس ومحاولتها تقديم نفسها كمدافع عن القدس والمسجد الأقصى. وتنعكس جهود الحركة في عدد من الهجمات التي جرت في الأشهر الأخيرة، في القدس، بمشاركة ورعاية «حماس».
وأكد مركز الاستخبارات أن «محاولات حماس لتشجيع العمليات الإرهابية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وتقويض الوضع الأمني على الأرض (مع الحفاظ على الهدوء النسبي في قطاع غزة ومحاولة دفع التسوية إلى الأمام) كان الهدف منها إلحاق الضرر بإسرائيل من ناحية، وتعزيز مكانة حماس في النظام الفلسطيني، من خلال تحدي السلطة الفلسطينية وإلحاق ضرر بقدرتها على الحكم من ناحية أخرى».
وأضاف أن «جهود حماس لتنشيط منظمات إرهابية في يهودا والسامرة هي ظاهرة مستمرة. وقد تم إحباط معظمها في مرحلة مبكرة، من قبل إسرائيل، وأحياناً بمساعدة السلطة الفلسطينية، لكنهم نجحوا في مناسبات عدة في تنفيذ هجمات مميتة. كما تعمل حماس على المستوى الدعائي وتحرض عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية. ويشرف على هذه العمليات عدد من الأسرى المحررين بموجب (صفقة شاليط) والذين تم ترحيلهم بعد إطلاق سراحهم إلى قطاع غزة أو إلى دول في المنطقة، بما في ذلك تركيا، وفي مقدمتهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ورئيس قسم الضفة الغربية، الذي يعمل في الخارج وعدد من النشطاء، من بينهم زكريا نجيب، وهو من سكان القدس الشرقية».
وجاء في التقرير أن المخابرات الإسرائيلية، خلال اعتقالها 60 عنصراً من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بما في ذلك رام الله والخليل وجنين، عثرت على أسلحة كثيرة وذخيرة ومتفجرات بحوزة المعتقلين (من بين أمور أخرى، تم ضبط كمية كافية من المتفجرات لتجميع 4 - 3 أحزمة ناسفة). كما تم الاستيلاء على أموال كثيرة. وفي أثناء استجواب المعتقلين، تم ذكر تركيا وقطر والأردن وماليزيا (إلى جانب قطاع غزة) كدول يتواجد فيها النشطاء المسلحون ويتم تجنيدهم واستهدافهم وتمويلهم وتدريبهم في الضفة الغربية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».