زيارة نواب أميركيين لتايوان تثير «سخطاً شديداً» في الصين

دعم الولايات المتحدة للجزيرة «صلب كالصخر»

رئيسة تايوان تستقبل ممثل الوفد الأميركي (أ.ب)
رئيسة تايوان تستقبل ممثل الوفد الأميركي (أ.ب)
TT

زيارة نواب أميركيين لتايوان تثير «سخطاً شديداً» في الصين

رئيسة تايوان تستقبل ممثل الوفد الأميركي (أ.ب)
رئيسة تايوان تستقبل ممثل الوفد الأميركي (أ.ب)

اجتمع وفد من خمسة نواب أميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، أمس (الجمعة)، مع الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون، في إطار زيارة مفاجئة لمدة يوم واحد، تهدف إلى إعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة «الصلب كالصخر» للجزيرة التي تواجه متاعب مع الصين. وأفاد المعهد الأميركي في تايوان الذي يقوم عملياً بدور السفارة الأميركية، بأن المشرعين الأميركيين وصلوا إلى تايوان ليل الخميس، وهم يخططون للقاء كبار القادة، وبينهم تساي. ولم يقدم المعهد المزيد من التفاصيل حول سير رحلة النواب الخمسة، وهم الديمقراطيون أليسا سلوتكين ومارك تاكانو وكولين ألريد وسارة جاكوبس والجمهورية نانسي ميس. وتأتي الزيارة في وقت تصاعد فيه التوتر بين تايوان والصين إلى أعلى مستوى له منذ عقود، علماً بأن تايوان تتمتع بالحكم الذاتي منذ انفصال الجانبين خلال الحرب الأهلية لعام 1949، لكن الصين تعتبر الجزيرة جزءاً من أراضيها.
وسارعت الصين إلى التنديد بالرحلة فور شيوع الأنباء عنها. وكتبت سلوتكين على «تويتر»: «عندما شاعت أخبار رحلتنا بالأمس (الخميس)، تلقى مكتبي رسالة صريحة من السفارة الصينية تطالبني بإلغاء الرحلة». وندد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان بالزيارة، واصفاً إياها بأنها انتهاك لـ«مبدأ الصين الواحدة» الذي تعتبر تايوان بموجبه جزءاً من الصين. وقال إن «تحدي السياسيين الأميركيين بشكل تعسفي لمبدأ الصين الواحدة وتشجعهم قوى استقلال تايوان أثار سخطاً شديداً لدى 1.4 مليار صيني»، معتبراً أن توحيد تايوان والصين هو «اتجاه تاريخي لا يمكن وقفه».
وخلال اجتماعهم مع الرئيسة التايوانية، قال تاكانو: «نحن هنا في تايوان هذا الأسبوع لتذكير شركائنا وحلفائنا، بعد عامين من المحاولات التي تحملناها، بأن التزامنا ومسؤوليتنا المشتركة من أجل منطقة المحيطين الهندي والهادئ ستكون أقوى من أي وقت مضى». وأضاف أن العلاقة بين الولايات المتحدة وتايوان «متينة للغاية وظلت ثابتة مع تعمق العلاقات بيننا».
وأشارت تساي، التي رحبت بالمشرعين في المكتب الرئاسي في تايبيه، إلى تعاون الجانبين في شؤون المحاربين القدامى والقضايا الاقتصادية والتجارة مع التأكيد على تحالف الجزيرة الوثيق مع الولايات المتحدة. وقالت: «ستواصل تايوان تكثيف التعاون مع الولايات المتحدة من أجل دعم قيمنا المشتركة للحرية والديمقراطية ولضمان السلام والاستقرار في المنطقة».
وهذه الزيارة الثالثة التي يقوم بها مشرعون أميركيون إلى تايوان هذا العام وتأتي بعد أسابيع قليلة من زيارة مجموعة من ستة أعضاء جمهوريين بالكونغرس للجزيرة. والتقى ذلك الوفد مع الرئيسة تساي والأمين العام للأمن القومي ويلينغتون كو ووزير الخارجية جوزيف وو وآخرين. وفي يونيو (حزيران)، سافر ثلاثة أعضاء من الكونغرس إلى تايوان للتبرع باللقاحات التي تمس الحاجة إليها في وقت كانت فيه الجزيرة تكافح من أجل الحصول على ما يكفي. كما دعت إدارة بايدن تايوان لحضور قمة من أجل الديمقراطية الشهر المقبل، وهي الخطوة التي قوبلت بتوبيخ حاد من الصين. في جزر سليمان هذا الأسبوع، نظم المتظاهرون المناهضون للحكومة احتجاجات ونهبوا أجزاء من العاصمة بسبب شكاوى بشأن قرار عام 2019 بتحويل الاعتراف الدبلوماسي من تايوان إلى الصين. وجاء ذلك في سياق حملة الصين للتخلص من الحلفاء الدبلوماسيين المتبقين لتايوان.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.