مصر تنتج أول مركبة نقل خفيف دعمًا للشباب

السيسي يستعين بالمجتمع المدني لتنفيذ برنامجه في التنمية

مصر تنتج أول مركبة نقل خفيف دعمًا للشباب
TT

مصر تنتج أول مركبة نقل خفيف دعمًا للشباب

مصر تنتج أول مركبة نقل خفيف دعمًا للشباب

في تفعيل عملي لبرنامج الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الداعم لتشجيع الصناعات المصرية وتخصيص سيارات صغيرة لتشغيل الشباب، طرحت حملة شعبية مصرية مركبات نقل خفيفة مصنعة بالكامل بأيد مصرية، يتم تخصيصها للشباب وتساهم في النقل الجماعي بالمدن والقرى.
وبدأت الحملة الشعبية التي تحمل اسم «حملة دعم الرئيس والجيش والشرطة» بالفعل مؤخرا في توزيع مركبات باسم «بيج توك»، وهي نموذج مكبر لمركبات الـ«توك توك» ذات العجلات الثلاث الخفيفة التي تستخدم في نقل الأفراد، وتنتشر على نطاق واسع في مصر.
وتتسع «البيج توك» لستة ركاب بخلاف السائق، وهي صناعة مصرية خالصة، حيث تم تصنيعها في مصر وبأيادٍ مصرية، على عكس التوك توك الذي يتم استيراده من الصين والهند.
وأوضح اللواء أحمد عصام الدين ماضي أبو العزائم، الأمين العام لحملة دعم الرئيس والجيش والشرطة، أن «المشروع يأتي ترجمة لخطاب الرئيس السيسي الذي أشار فيه إلى تشجيع الصناعات المصرية، وأمله لصناعة سيارات صغيرة للشباب لنقل المنتجات والأفراد من الأماكن الصناعية إلى المدن، وبما يسمح للشباب والخريجين بدخل كافٍ».
وقال أبو العزائم، إن المشروع باكورة الإنتاج المصري، مؤكدا أن الحملة تخطت مرحله الأقوال إلى مرحله الأفعال، وأنه يتم تنفيذ أكثر من مشروع لدعم الشباب وتشغيلهم والاستفادة من طاقاتهم بشعار جديد هو «إيد مع إيد هنبني مصر من جديد»، حيث إن مصر تبنى بسواعد أبنائها وليس بالخبرات أو المساعدات الأجنبية.
ويعتمد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على منظمات المجتمع المدني ومؤسسات العمل الأهلي والتطوعي لتنفيذ برنامجه في التنمية والوصول للمناطق الفقيرة والأكثر احتياجا، بالتوازي مع الإجراءات الحكومية الأخرى.
وعقد السيسي أكثر من اجتماع مع ممثلي منظمات ومؤسسات تطوعية، مشكّلة في أغلبها من الشباب، بهدف تشجيعهم في تنمية المجتمع والوصول للفئات الأكثر احتياجا. ومن بين تلك المؤسسات مؤسسة «اسمعونا» الشبابية التي تعكف على برنامج لتطوير 25 قرية فقيرة خلال النصف الأول من العام الحالي.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».