تزايد الضغوط على إدارة بايدن بعد «اقتحام السفارة» في صنعاء

الكونغرس يسعى لإعادة الحوثيين إلى لوائح الإرهاب

TT

تزايد الضغوط على إدارة بايدن بعد «اقتحام السفارة» في صنعاء

تتصاعد الدعوات في الكونغرس الأميركي لإعادة إدراج الحوثيين على لائحة الإرهاب. وكثف المشرعون جهودهم الرامية إلى فرض عقوبات شاملة على الجماعة بعد اقتحامها للسفارة الأميركية في صنعاء ونهب محتوياتها واحتجاز عاملين بها.
وتكاتفت الجهود في مجلس الشيوخ والنواب لطرح مشاريع قوانين تقيد أيدي إدارة بايدن وتعيد فرض العقوبات المرتبطة بالإرهاب على الحوثيين، وفي هذا السياق طرح السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروعاً في مجلس الشيوخ، فيما أعاد النائب الجمهوري أندرو كلايد إحياء مشروع قانون مماثل طرحه في يونيو (حزيران) الماضي، معتبراً أن الآن هو الوقت المناسب لحشد الدعم له وإقراره بعد هجوم السفارة. وحثّ كلايد، في بيان، زملاءه على التصويت لصالح المشروع لدى طرحه في مجلس النواب، فقال: «أدعو زملائي الجمهوريين والديمقراطيين لدعم مشروعي وتوصيف الحوثيين كما يجب: منظمة إرهابية. على الولايات المتحدة أن تتعامل بقوة وليس بضعف يقوّي إيران».
من ناحيته، اعتمد السيناتور الجمهوري تيد كروز على إجراء تشريعي يضمن طرح مشروع العقوبات للنقاش والتصويت في مجلس الشيوخ. إذ إنه أدرجه كتعديل ضمن مشروع موازنة الدفاع التي سيناقشها مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، حسبما أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر.
ويسعى «تعديل كروز» إلى إعادة طرح العقوبات المرتبطة بالإرهاب على الحوثيين كمنظمة إرهابية، إضافةً إلى تعزيز العقوبات على أفرادها ووكلائها، وذلك في مسعى واضح يهدف إلى الضغط على إدارة بايدن لقلب مسارها وإعادة إدراج الحوثيين على اللائحة بعد رفعها عنها في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وينتقد الجمهوريون على وجه التحديد التبريرات التي قدمتها إدارة بايدن بعد رفع الحوثيين عن اللائحة وشطب قرار إدارة ترمب التي أدرجتهم في يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور في إجابة عن سؤال لكروز خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس إن سبب رفع الحوثيين عن اللائحة هو الحرص على وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن. وقالت باور في جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في مارس (آذار) الماضي إن «التحدي الأكبر هو أن أغلبية اليمنيين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين في الوقت الحالي».
وعلى الرغم من أن الانتقادات لقرار إدارة بايدن اقتصرت في السابق بشكل أساسي على الجمهوريين الذين رأوا أن هذا القرار قوّى من الموقف الحوثي وأرسل رسالة ضعف لإيران، فإن هجوم السفارة دفع بالديمقراطيين أيضاً إلى توجيه رسالة تحذير للبيت الأبيض. ففي موقف لافت، أصدرت القيادات الديمقراطية والجمهورية في لجنتي العلاقات الخارجية في الكونغرس بياناً شاجباً لاقتحام السفارة الأميركية في صنعاء، يدعو إدارة بايدن إلى «عدم التسامح» مع الحوثيين.
ويقول البيان الذي وقّع عليه كل من رئيسي اللجنتين الديمقراطيين بوب مننديز وغريغوري ميكس، وكبيري الجمهوريين جيم ريش ومايك مكول، أن ما جرى «هو استمرار للتصرفات العنيفة من الحوثيين. فخلال العام الماضي شن الحوثيون مئات الاعتداءات عبر الحدود على السعودية وهددوا المدنيين... إن خرق سيادة سفارة أجنبية وتهديد واعتقال موظفيها يُظهر بوضوح أن الحوثيين لا يهتمون بالسلام...»، ودعا المشرعون الجماعة إلى إطلاق سراح جميع العاملين الأميركيين والتابعين للأمم المتحدة ووقف حملة المضايقة وإلا فسيواجهون «عواقب». وذلك في تلميح واضح لاحتمال انضمام الديمقراطيين إلى مساعي الجمهوريين في فرض عقوبات على الجماعة وإعادتها إلى لوائح الإرهاب.
ويُلزم مشروع «كروز» الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، الرئيس الأميركي بإدراج الحوثيين على لائحة التنظيمات الإرهابية بعد ثلاثين يوماً من إقرار القانون، وأن يفرض عقوبات على أي مسؤول في الجماعة أو وكيل أو شخص تابع لها.
وتتراوح هذه العقوبات ما بين تجميد الممتلكات ومنع أي تعاملات مالية مع أفراد الجماعة. كما يُلزم المشروعُ الإدارةَ الأميركية بتقديم تقرير مفصّل للكونغرس بشأن طبيعة العلاقة التي تجمع بين الحوثيين وكل من: عبد المالك الحوثي، وعبد الخالق بدر الدين الحوثي، وعبد الله يحيى الحكيم.



تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.