وزير الدفاع المصري يبدأ زيارة إلى باكستان لإجراء مباحثات مع تسارع وتيرة إجلاء المصريين في صنعاء

التقى رئيس الأركان العماني خلال مروره بمسقط

وزير الدفاع المصري يبدأ زيارة إلى باكستان لإجراء مباحثات مع تسارع وتيرة إجلاء المصريين في صنعاء
TT

وزير الدفاع المصري يبدأ زيارة إلى باكستان لإجراء مباحثات مع تسارع وتيرة إجلاء المصريين في صنعاء

وزير الدفاع المصري يبدأ زيارة إلى باكستان لإجراء مباحثات مع تسارع وتيرة إجلاء المصريين في صنعاء

عززت مصر أمس إشارات على عزمها توسيع مشاركتها في عمليات تحالف تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن. وبينما توجه وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي إلى باكستان وهي عضو في تحالف «عاصفة الحزم»، لإجراء مباحثات مع قادتها العسكريين، قال مصريون في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «معلومات» وصلتهم تفيد بضرورة الإسراع في مغادرة البلاد.
وفيما كان الفريق أول صبحي في طريقه إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد، شارك وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف في جلسة برلمانية لاتخاذ قرار بشأن مشاركة بلاده في عمليات التحالف في اليمن.
ومصر وباكستان عضوان في تحالف من 10 دول تقوده السعودية، بهدف دعم الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، الذي يسعى المتمردون الحوثيون لتقويض سلطته.
وحافظ الجيش المصري على نبرة هادئة اتسمت بها بياناته بشأن اليمن منذ بدأ عمليات «عاصفة الحزم» قبل نحو أسبوعين. وقال الجيش أمس إن «الفريق أول صبحي غادر القاهرة متوجها إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد على رأس وفد عسكري رفيع المستوى في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام».
وقال مصدر عسكري مصري لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «التعليق على مجريات العمليات في اليمن وكل ما يتعلق بها متروك للقيادة العسكرية السعودية».
وأضاف بيان الجيش الذي نشر أمس على الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري الرسمي على «فيس بوك» إنه «من المقرر أن يلتقي الفريق أول صدقي صبحي خلال زيارته كبار رجال الدولة والمسؤولين بوزارة الدفاع الباكستانية لتدعيم أوجه التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين في الكثير من المجالات».
وتوقف الفريق أول صبحي خلال رحلته إلى باكستان في سلطنة عمان، والتقى الفريق الركن أحمد بن حارث بن ناصر النبهانى، رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، حيث تم خلال اللقاء «تبادل وجهات النظر، وبحث عدد من الأمور ذات الاهتمام المشترك»، بحسب وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
وتأتي زيارة وزير الدفاع المصري إلى إسلام آباد، بعد يومين من اجتماع طارئ عقده المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية برئاسة القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستمر لنحو 6 ساعات. وحملت تصريحات الرئيس السيسي التي أعقبت الاجتماع الطارئ إشارات واضحة على تحرك عسكري مصري أوسع في اليمن.
ورجح مراقبون وخبراء تحدثت معهم «الشرق الأوسط» أن يكون قرار توسيع العمليات في اليمن اتخذ بالفعل، لافتين إلى أن تفعيله مرهون بتطور العمليات العسكرية في مدينة عدن، وقدرة القوات الموالية للرئيس هادي على التصدي وحدها لميلشيات الحوثيين.
واستولت ميليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء قبل نحو 6 أشهر، لكنها تقدمت أواخر الشهر الماضي إلى عدن التي أعلنها الرئيس هادي عاصمة مؤقتة لبلاده. وقال الرئيس السيسي إنه «يعتزم عقد اجتماع مع مجلس الدفاع الوطني ومجلس الأمن القومي المصري، ومجلس الوزراء». ويتطلب تحريك قوات مصرية إلى خارج البلاد أخذ موافقة مجلس الدفاع الوطني ومجلس الوزراء حال غياب البرلمان. وسرعت مصر منذ 3 أيام من وتيرة إجلاء المصريين العالقين في اليمن. وأجلت مصر خلال اليومين الماضيين 525 مصريا برا وبحرا وجوا. وقال إسلام أمين، أحد المصريين العالقين في صنعاء، إن «الأوضاع باتت سيئة جدا بعد أن فقدنا الأمل في عملية إجلاء منظمة.. كل مصري هنا بدأ يبحث عن طريقة لمغادرة صنعاء بمفرده». وتحدث أمين لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أمام إحدى شركات النقل الخاصة، قائلا: «وصلتنا أنباء عن ضرورة الإسراع في مغادرة صنعاء.. المصريون هنا يتحدثون عن أنه لو لم ينجحوا في الخروج خلال هذا الأسبوع لن يستطيعوا الخروج.. وشجعنا أيضا أن عددا من المصريين نجح في الوصول بالفعل إلى معبر طوال (على الحدود اليمنية السعودية) برا». وبدأ مؤمن عبد الله رحلته برا إلى الحدود السعودية، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف: «بدأنا الرحلة بالفعل وحتى الآن الأمور تسير بشكل هادئ ولم تواجهنا عقبات»، مشيرا إلى أن معلومات وصلته من مصريين آخرين سبقوه إلى مغادرة صنعاء تفيد بضرورة الإسراع في الخروج.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».