وفد من الاتحاد الأفريقي يبحث دعم استقرار الصومال

ناقش في مقديشو مصير «أميصوم»

وفد «مجلس السلم والأمن» الأفريقي خلال زيارته لمقديشيو (الخارجية المصرية)
وفد «مجلس السلم والأمن» الأفريقي خلال زيارته لمقديشيو (الخارجية المصرية)
TT

وفد من الاتحاد الأفريقي يبحث دعم استقرار الصومال

وفد «مجلس السلم والأمن» الأفريقي خلال زيارته لمقديشيو (الخارجية المصرية)
وفد «مجلس السلم والأمن» الأفريقي خلال زيارته لمقديشيو (الخارجية المصرية)

أنهى وفد «مجلس السلم والأمن» الأفريقي، برئاسة مصر، زيارة إلى العاصمة الصومالية مقديشيو، تركزت فيها النقاشات على تطوير دعم الاتحاد الأفريقي لضمان تحقيق الاستقرار في الصومال في ظل انعقاد الانتخابات البرلمانية والسياسية، ومصير قوات بعثة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم».
ووفق بيان، لوزارة الخارجية المصرية، أمس، فإن الزيارة التي جرت خلال الفترة من 8 إلى 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، ترأسها محمد جاد سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، في إطار برنامج عمل المجلس المعد للشهر الجاري تحت الرئاسة المصرية.
والتقى وفد مجلس السلم والأمن خلال الزيارة عددا من مسؤولي الحكومة الصومالية، على رأسهم الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي، ووزير الخارجية محمد عبد الرزاق، كما التقى الوفد أيضا برئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم» فرنشيسكو ماديرا، إلى جانب لقاءات أخرى مع البعثة الأممية والبعثات الأجنبية بالصومال، وممثلي المرأة والمجتمع المدني.
وبحسب البيان، جرى بحث التطورات السياسية والأمنية في الصومال، وتطوير دعم الاتحاد الأفريقي لضمان تحقيق الاستقرار في الصومال في ظل انعقاد الانتخابات البرلمانية والسياسية، وضمان التناغم والتنسيق بين الجهود الصومالية وجهود الاتحاد الأفريقي لدحر حركة الشباب، كما سعت النقاشات لبلورة فهم مشترك بين الحكومة الفيدرالية والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إزاء ترتيبات ما بعد 2021 الخاصة بـ«أميصوم»، وتحديد الأدوار المنتظر منها، فضلا عن سبل التغلب على التحديات التي تواجهها.
وتعتزم قوات بعثة السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم»، والتي تضم أكثر من 19 ألف جندي وألف شرطي، مغادرة الصومال نهاية العام الجاري، وفق تقارير أمنية، في خطوة قوبلت بتحذيرات شديدة.
وذكر تقرير معهد الدراسات الأمنية الأفريقية (ISS) أنه من المقرر أن تنسحب قوات «أميصوم» في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ما ينذر بعودة حركة «الشباب»، المرتبطة بـ«تنظيم القاعدة».
وعلى هامش الزيارة، التقى السفير المصري بالضباط المصريين أعضاء بعثة «أميصوم»، وأكد الأهمية التي توليها مصر لضمان أمن واستقرار الصومال الشقيق ولمهام حفظ السلام في القارة الأفريقية، مثمنا بشكل خاص الجهد الذي يقوم به الضباط المصريون في إطار عمل البعثة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.