كيف تجعل رأيك مسموعاً في اجتماعات العمل؟

اجتماع عمل (أرشيفية)
اجتماع عمل (أرشيفية)
TT

كيف تجعل رأيك مسموعاً في اجتماعات العمل؟

اجتماع عمل (أرشيفية)
اجتماع عمل (أرشيفية)

سواء تحبها أو تكرهها، تظل الاجتماعات وبخاصة في أماكن العمل من الأمور المهمة حقاً، فهي المكان الذي تولد فيه الأفكار الجديدة، ولكنها تعد أيضاً مكاناً حيث تُلعب السياسة وتُستعرض القوة، وإذا كنت غير مرتَّب الأفكار يمكن أن تكون الاجتماعات مكاناً تتم فيه مقاطعتك أو تجاهلك أو جعلك تشعر بعدم الاحترام، وفق ما ذكرته الإذاعة الوطنية العامة الأميركية.
ووجدت الأبحاث أن هذه المقاطعة أو التجاهل تحدث بشكل أكبر لمجموعات معينة من العاملين مثل النساء والأشخاص الملونين.
وحسب الإذاعة الوطنية العامة الأميركية، حتى قضاة المحكمة العليا لم يسلموا من المقاطعة. ووجدت دراسة أن القاضيات تعرضن للمقاطعة ثلاث مرات أكثر من القضاة الذكور، على الرغم من أنهن تحدثن بشكل أقل.
وعرض تقرير للإذاعة بعض الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها عند مقاطعتك في اجتماع للعمل.
الاستراتيجية الأولى تقول إنه إذا شعرت أن صوتك لا يُسمع، فارفع صوتك، وعندما يقاطعك شخص ما قم بالتصحيح له علناً أمام المجموعة كلها وبصوت يسمعه الجميع.
استراتيجية أخرى بمكن تطبيقها، وتسمى «تقنية التضخيم»، طوّرها النساء في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عندما واجهن شعوراً بأن أصواتهن غير مسموعة في اجتماعات البيت الأبيض.
وتقضي الخطة بأن النساء كن يتجمعن بمفردهن قبل اجتماع العمل، ويتحدثن عن الأفكار التي سيطرحنها خلال الاجتماع، ويوصي بعضهن بعضاً بأنه عندما تبدأ إحداهن في طرح فكرتها خلال الاجتماع، تقوم الأخريات بمقاطعتها ودعمها عبر جمل مثل «أحب فكرتك عن كذا» أو «فكرتك عن كذا مذهلة».
وبالتالي فبدلاً من اضطرارك إلى الاشتباك مع شخص يقاطعك أو يتحدث عنك بالسلب، تجد لديك زميل يؤكد فكرتك ويحترمها، وتجد طريقة لسماعك.



براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين
TT

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

براعم الذكاء الاصطناعي تفتحت في وادي الرافدين

لطالما كانت منطقتنا في طليعة التطورات العلمية والفكرية على مر العصور، إذ كانت بلاد ما بين النهرين، التي غالباً ما يُشار إليها باسم «مهد الحضارة»، مركزاً لأقدم أشكال الكتابة والرياضيات والهياكل الاجتماعية المعقدة.

السومريون والبابليون

وابتكر السومريون، الذين سكنوا هذه المنطقة نحو 3000 قبل الميلاد، نظام الكتابة المسمارية على ألواح الطين، ما أتاح لهم توثيق بعض أقدم الخوارزميات المسجلة. وقد استخدمت هذه الخوارزميات لأغراض متعددة مثل حساب مساحات الأراضي، وتوزيع الموارد، والرصد الفلكي.

ثم جاءت الحضارة البابلية التي حققت تقدماً كبيراً في مجال الرياضيات. إذ طوّر البابليون نظاماً عددياً يعتمد على قاعدة 60، ما زال يُستخدم اليوم في قياس الوقت والزوايا. كما أبدع الرياضيون البابليون خوارزميات لحل المعادلات التربيعية والمشكلات الرياضية الأخرى. وهذه الطرق الحسابية الأولية وضعت الأساس لتفكير خوارزمي أكثر تعقيداً، مما مهّد الطريق لاستخدام الخوارزميات في مجالات أخرى كثيرة لاحقاً.

العصر الذهبي الإسلامي: ازدهار المعرفة

امتد العصر الذهبي الإسلامي من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر، وكان فترة ملحوظة من الإنجازات الفكرية والعلمية. فقد قدم العلماء في العالم الإسلامي إسهامات كبيرة في الرياضيات والفلك والطب والهندسة. ومن بين الشخصيات البارزة كان الخوارزمي، عالم الرياضيات، الذي قدم مفهوم الخوارزمية. وفي الواقع، اشتقت كلمة «الخوارزمية» من اسمه.

ألف الخوارزمي كتاب «الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة»، الذي وضع أسس علم الجبر. كانت طرقه في حل المعادلات الخطية والتربيعية ثورية، وأثرت في الرياضيات الإسلامية والأوروبية. ولعبت ترجمات أعماله إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر دوراً حيوياً في تطور الرياضيات في العالم الغربي.

علم التشفير والمنطق

وقدّم علماء آخرون مثل الكندي والفارابي إسهامات كبيرة في علم التشفير والمنطق، وهي مكونات أساسية في الذكاء الاصطناعي الحديث. إذ عمل الكندي على تحليل الترددات ووضع الأساس للتقنيات التشفيرية الحديثة، بينما أثرت استكشافات الفارابي في المنطق والفلسفة في التطورات اللاحقة في نظرية الحوسبة.

بهذا فإن أجدادنا قد وضعوا أسس الذكاء الاصطناعي من خلال اكتشاف اللغة المكتوبة والخوارزميات وعلم المنطق والتشفير، وهي الأساس الذي نبني عليه اليوم في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة التي تشكل جزءاً من حياتنا اليومية.