الأمازون تقترب من نقطة تحول لا رجوع عنها... والعالم يفقد «رئتيه»

غابة الأمازون التي تعرف بـ«المحيط الأخضر» تمتد على مساحة ضخمة من أميركا الجنوبية (أ.ف.ب)
غابة الأمازون التي تعرف بـ«المحيط الأخضر» تمتد على مساحة ضخمة من أميركا الجنوبية (أ.ف.ب)
TT

الأمازون تقترب من نقطة تحول لا رجوع عنها... والعالم يفقد «رئتيه»

غابة الأمازون التي تعرف بـ«المحيط الأخضر» تمتد على مساحة ضخمة من أميركا الجنوبية (أ.ف.ب)
غابة الأمازون التي تعرف بـ«المحيط الأخضر» تمتد على مساحة ضخمة من أميركا الجنوبية (أ.ف.ب)

تعيد الخبيرة الكيماوية لوتشيانا غاتي، في مختبرها، درس أرقام أمامها مرة بعد مرة، آملة في أن تكون الخلاصة التي وصلت إليها خاطئة، لكن الحقيقة مُرة وتفرض نفسها: الأمازون أو الغابة المدارية الأكبر في العالم، باتت تنتج كربوناً أكثر مما تخزن.
وتمتد غابة الأمازون التي تعرف بـ«المحيط الأخضر» وكانت تعتمد عليها البشرية من أجل استيعاب انبعاثاتها الملوثة وإنقاذها من الكارثة، على مساحة ضخمة من أميركا الجنوبية، وتعد إحدى كبرى المناطق العذراء في العالم، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
تغذي الحرارة الاستوائية والأمطار والأنهار التي تلون اخضرار المنطقة بالأزرق، الحياة النباتية فيها. وفي الغابة العملاقة ثلاثة ملايين نوع من النباتات التي تمتص كميات هائلة من الكربون بفضل عملية التخليق الضوئي الحيوية في وقت تكافح البشرية من أجل الحد من انبعاثات غازات الدفيئة التي تزيد من حرارة الأرض.
وبينما ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 50 في المائة في خمسين عاماً، وتجاوزت الأربعين مليار طن في عام 2019، امتصت الأمازون كمية كبرى منها، بمقدار ملياري طن كل سنة، حتى فترة قصيرة خلت. إذ إن البشر عملوا أيضاً خلال نصف القرن الماضي على تدمير وإحراق مساحات شاسعة من الأمازون لإفساح المجال لرعي الماشية وللزراعة. منذ ذلك الحين، أصبحت البرازيل المنتج الأول والمصدر الأول للماشية في العالم.
وتعمل لوتشيانا غاتي في المعهد الوطني للدراسات الفضائية، وتحلل نوعية الهواء في الأمازون والكربون الذي تمتصه والذي تنتجه.
وتترقب بقلق نقطة التحول المناخي، وهي العتبة التي لا يعود في الإمكان بعدها امتصاص الكربون والميثان من الغلاف الجوي وتخزينه في الأشجار، ويبلغ تغير النظام البيئي نقطة لا عودة عنها.
بالنسبة إلى العلماء، سيشكل هذا الأمر كارثة. فبدلاً من القضاء على الاحترار المناخي، ستساهم الأمازون في تسريعه. ستموت الأشجار الواحدة بعد الأخرى، وستطلق الغابة 123 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي.
وبموجب دراسة تتمتع بالصدقية، ستصل الأمازون إلى نقطة اللارجوع، عندما تزال الأشجار عن 20 إلى 25 في المائة من مساحتها. اليوم، أصبحت 15 في المائة من المساحة من دون أشجار، في مقابل 6 في المائة في 1985، و80 إلى 90 في المائة من هذه المساحة تحولت إلى مراعٍ.

*الاكتشافات المخيفة
نشرت الباحثة البالغة من العمر 61 عاماً، في يوليو (تموز)، مع فريقها اكتشافاتها القاتمة.
أولاً، تحولت الأمازون إلى منتج واضح للكربون، خصوصاً بسبب الحرائق المتعمدة. ولم تعد الأمازون التي تعد أبرز منطقة لتربية الماشية في البرازيل، تحتاج إلى مساعدة البشر لإعادة إطلاق الكربون في الهواء، بل بدأت تقوم بذلك وحدها.
وتقول غاتي: «نحن في طور قتل الأمازون»، مضيفة: «تحولت الأمازون إلى مصدر للكربون في وقت أسرع بكثير مما كنا نتخيله. وهذا يعني أننا سنصل إلى سيناريو فيلم رعب بشكل أسرع أيضاً».
وليست أبحاث غاتي إلا واحدة من دراسات أخرى دقت جرس الإنذار بالنسبة إلى الأمازون، وهي تستند إلى معلومات تم جمعها بين 2010 و2018.
منذ ذلك الحين، تسارعت عملية التدمير، لا سيما في البرازيل التي تضم 61 في المائة من الغابة المدارية.

*سياسة بولسونارو
لدى وصوله إلى الحكم في 2019، أعلن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو المنتمي إلى أقصى اليمين أنه يريد فتح المحميات للزراعة والمناجم. وفي عهده، أزيلت الغابات من قرابة عشرة آلاف متر مربع (ما يقارب مساحة لبنان)، في مقابل 6500 خلال السنوات العشر التي سبقت.
اليوم، عندما يجتاز المرء جنوب شرق الأمازون، لا يرى الكثير من الغابات.
إنها منطقة تنتشر فيها قبعات وأحذية لرعاة الماشية، ومدن صغيرة مليئة بالغبار ومحال تبيع معدات زراعية. وتستقبل الزوار لافتات ضخمة تعلن عن سباقات روديو وبيع ماشية بالمزاد العلني، أو تجاهر بكل بساطة بدعمها لبولسونارو.
على مد النظر، سهول مراعٍ وصويا، قد ترى فيها هنا أو هناك شجرة وحيدة أو قطيع ماشية، أو غابة صغيرة.
في الماضي، كانت غابة استوائية كثيفة.

* «الأرض من دون بشر لبشر من دون أرض»
استقر جوردان تيمو كارفالو في المنطقة في 1994، كان قد حصل لتو على شهادة في الهندسة الزراعية عندما اشترى له والده قطعة أرض في منطقة ساو فيليكس دو كسينغو في ولاية بارا.
كان في الرابعة والعشرين من عمره، وانضم من دون تردد إلى مجموعة من المغامرين والمهاجرين الفقراء الساعين إلى الثروة.
في 1970، بدأت عملية «استيطان» الأمازون على نطاق واسع خلال الديكتاتورية العسكرية.
كانت عملية تحديث البلاد والنمو الاقتصادي توصف بـ«المعجزة البرازيلية»، وكان النظام العسكري (1964 - 1985) ينظر إلى الأمازون على أنها منطقة متخلفة. وتم الترويج لـ«خطة الاستيعاب الوطنية» الهادفة لبناء طرق داخل الغابة الاستوائية.
وقامت الحكومة بحملة لجذب المغامرين، واعدة بـ«الأرض من دون بشر لبشر من دون أرض»، متجاهلة وجود السكان الأصليين الموجودين في الغابة منذ قرون.
إلا أن غياب رقابة الدولة أوصل إلى وضع فوضوي يسعى فيه كل شخص للحصول قدر استطاعته على ما يمكنه الحصول عليه، ولا يزال هذا الوضع قائماً اليوم.
ويتذكر تيمو أنه باع أبقاراً في مقابل الذهب لعمال في مناجم ذهب يتضورون جوعاً. وخبأ الذهب في جيب على صدره داخل ملابسه ونام وإلى جانبه بندقية ومسدس.
وأزال تيمو الغابات من مساحة تبلغ ثلاثة آلاف هكتار عن طريق اقتلاع الأشجار وإحراق الغابة، كما فعل كثيرون غيره.
وغالباً ما استعان برجال أجبرهم على العمل القسري. ويقول: «قمنا بذلك بواسطة الرق الحديث. كانت تلك الوسيلة الوحيدة في ذلك الوقت».
ويروي الرجل البالغ اليوم 51 عاماً أنه ذهب يوماً مع جاره للإتيان بـ200 عامل لتنظيف الأرض، فزارا الحانات وعادا برجال ثملين دفعا عنهم دينهم لأصحاب الحانات. ثم احتجزاهم في مستودع مع طعام وكحول، قبل وضعهم، بمساعدة الشرطة، على متن قارب نقلهم إلى نهر كسينغو، أحد الأنهار التي تصب في الأمازون، إلى المكان الذي عملوا فيه على إزالة الغابات.
لا يشعر تيمو بأي خجل وهو يروي تلك الأحداث التي يراها كمغامرات شباب. لكنه منذ ذلك الحين، غيّر رأيه في شأن التدمير والعنف اللذين حولا الغابة المدارية إلى مراعٍ.
في 2009، أنشأ شركة استشارات لمساعدة الشركات التي تبيع اللحوم على التأكد من أن مصدرها حيوانات من مزارع لا تزيل الغابات.
ويقول: «مشكلة الأمازون الكبرى تكمن في غياب القانون»، مضيفاً: «عندما لا تكون قادراً على تطبيق القانون، يربح الأشرار».

*زيادة في تربية الأبقار
تحوّلت سان فيليكس التي كانت تضم 200 ألف رأس بقر في 1994 إلى عاصمة لحم البقر في البرازيل، مع أكثر من مليوني رأس، أي أكثر من 15 لكل فرد بين السكان.
وتعد المنطقة على رأس المناطق البرازيلية على صعيد انبعاثات الغازات السامة، فقد أصدرت أكثر من ثلاثين مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في 2018، بنسبة 65 في المائة أكثر من مدينة سان باولو.
وتوجد المناطق العشر الأكثر تسجيلاً للانبعاثات في البرازيل، في الأمازون، حيث أحرقت الغابات وحلت محلها قطعان من البقر تصدر الميثان.
ويقول عدد كبير من مربي الماشية إن عملهم هو الوسيلة الأسهل لجمع الثروة في الأمازون.
في البداية، تقطع الأشجار ثم يباع خشبها قبل إحراق الباقي. ثم يزرع العشب، وتوضع الحواجز، ويؤتى بالقطيع.
وتباع حمولة شاحنة من الثيران بـ110 آلاف ريال برازيلي (نحو عشرين ألف دولار).
وبما أن التربة تتعب بسرعة نتيجة استخدامها كمراعٍ، يتم إنشاء مراعٍ جديدة كل سنة ما دامت تحصل في أراضٍ عامة يتم الاستيلاء عليها من دون أي رادع.
وحصل التدمير الأكبر في عهد بولسونارو. ففي 2019، أثار ارتفاع في نسبة الحرائق في الأمازون استياء دولياً، ما دفع المستثمرين إلى التردد في المضي في استثماراتهم في المنطقة. فمنع بولسونارو الإحراق خلال فصل الجفاف ونشر عسكريين في الأمازون.
إلا أن إزالة الغابات لم تتوقف لأن تطبيق القانون صعب جداً في الأمازون.
في سان فيليكس، يطبق القانون وزير البيئة المحلي سيرجيو بينيديتي مع فريق من 11 رجلاً يقومون بدوريات في منطقة تزيد مساحتها مرتين على مساحة سويسرا.
ويروي بينيديتي (50 عاماً) أنه عندما وصل إلى المكان قبل عشر سنوات، صُدم بما رآه. ويقول: «كانت هناك سهول وأبقار. سألت نفسي: لكن أين الغابة؟».
يضيف: «إزالة الغابات وحرائق الغابات والمناجم غير القانونية تشكل جزءاً من الثقافة هنا. قسم أساسي من عملي يكمن في تغيير هذا».

*تقنية «الصرصار»
يمتلئ سجل العقارات بسندات ملكية مزورة وأسماء مستعارة في إطار محاولات الاستيلاء على الأملاك العامة. وعندما تلجأ السلطات إلى المحاكم، تستغرق الإجراءات القانونية دهراً. ويلجأ بعض الذين استولوا على أراضٍ إلى تقنية «الصرصار».
ويقول المدعي العام دانيال أزيريدو، أحد الذين يقودون معركة وقف إزالة الغابات: «عندما يكون لدى أحدهم سند ملكية مزور، يضعه في درج مع بعض الصراصير». وتقوم الصراصير بقضمه وبقضاء حاجاتها عليه، «فتبدو الوثيقة قديمة كما لو أنها وثيقة حقيقية. هذا ما يحصل في الأمازون بالضبط عندما يسرق الناس الأراضي العامة».
وقد زادت قوانين العفو العام التي أصدرها بولسونارو للذين يدعون ملكية أراضٍ ليست لهم صعوبة الوضع. وهو يريد توسيعها.
في عام 2002، اشترى مربي الماشية جوزيه جوليان دو ناسيمنتو مع زوجته ديلفا 290 هكتاراً بـ8600 يورو، وانضما إلى مجموعة من 200 عائلة أنشأت قرية زراعية فيلا نوفو أوريزونتي.
عندما أراد تسجيل ملكيته في سجل العقارات الجديد الذي أطلق في 2012، قيل له إنها مسجلة باسم شركة «أغرو إس بي» التي يملكها المصرفي دانيال دانتاس المتهم بسلسلة قضايا فساد دخل على أساسها السجن.
اليوم، يملك مزرعة من 145 ألف هكتار قسم منها يتداخل مع أراضي فيلا نوفو أوريزونتي. ويتهمه أهالي القرية بأنه يقوم بإزالة غابات بشكل مكثف بواسطة معدات ثقيلة. وفتح المدعون العامون 26 تحقيقاً ضد شركته.
ويقول ناسيمنتو (60 عاماً) إن مجموعة من أشخاص مشبوهين ضغطوا على أهالي القرية ليرحلوا عندما بدأت شركة «أغرو إس بي» تدعي ملكية الأرض. وترافقت الضغوط مع تهديدات، إذ كانت تلك المجموعة تقول: «إذا لم تبيعونا أراضيكم، سنشتريها من أراملكم».
ويشير القرويون إلى شقيقين ورد اسماهما في تقرير للمدعين العامين نشرته صحيفة تصدر في سان باولو في 2003 على أنهما «زعيما الجريمة المنظمة في سان فيليكس دو كسينغو»، وهما جوان كليبير وفرانسيسكو دو سوزا توريس. لكن هذه الاتهامات لم تؤثر عليهما. فقد أصبح جوان كليبير رئيس بلدية سان فيليكس، بينما يرأس فرانسيسكو اتحاد المزارعين النافذ في المنطقة.
ورفضت شركة «أغرو إس بي» كل الاتهامات ضدها، معتبرة أن «لا أساس لها».

*هل لا يزال إنقاذ الأمازون ممكناً؟
يرى الخبراء أن استمرار إزالة الغابات والحرائق والاحترار المناخي سيسرع تدمير الغابة.
ولقطع أشجار الأمازون تأثير على هطول الأمطار في أجزاء واسعة من أميركا اللاتينية، إذ تقلص منسوب «الأنهار الطائرة»، وهي تجمعات المياه التي تدفعها الرياح على شكل بخار تنفثه 390 مليار شجرة.
وتمر البرازيل بأسوأ فترة جفاف منذ قرن في جنوب شرق البلاد وفي الوسط الغربي. وتأثرت بعواصف رملية قاتلة وبحرائق غابات ضخمة وبارتفاع الأسعار وأزمة طاقة.
إلا أن عدداً من الخبراء لا يزالون متفائلين. ويشيرون إلى أن البرازيل تمكنت في الماضي من الحد من إزالة الغابات. فقد مرت من رقم قياسي تمثل بـ29 ألف كيلومتر مربع في 1995 إلى 4500 كيلومتر مربع في 2012 في ظل حكومة يسارية.
والحلول موجودة، لكن يجب اعتمادها كلها سريعاً جداً. ومن بينها، وقف تام لعملية إزالة الغابات، وتعزيز القوانين البيئية وإعادة التشجير في المناطق التي أزيلت منها الأشجار.
ومن الحلول أيضاً الترويج لزراعة تحترم الغابة مع زراعات مثل الكاكاو والأكاي والجوز.
لكن أحد أفضل الحلول يكمن في توسيع محميات السكان الأصليين، حراس الغابة المتحدين فيها ومعها. ففي البرازيل، 700 محمية تشكل نحو ربع مساحة الأمازون.
وتم اقتلاع عدد كبير من قبائل السكان الأصليين عندما دخلت طلائع القادمين الغابة، فتعرض السكان الأصليون للتعذيب والقتل والاستعباد والتهجير القسري والأمراض. ويكافح معظم السكان الأصليين البالغ عددهم 900 ألف اليوم لاستعادة أراضيهم المصادرة.


مقالات ذات صلة

«الشرق الأوسط» تزور مقر«أمازون» في الرياض وتتعرف على مزايا «أليكسا» الرمضانية

خاص تقدّم «أليكسا» تجربة فريدة لعملائها وتساعدهم على ممارسة العبادة وتقوية العلاقات الأسرية خلال رمضان (أمازون)

«الشرق الأوسط» تزور مقر«أمازون» في الرياض وتتعرف على مزايا «أليكسا» الرمضانية

تقدّم «أمازون أليكسا» ميزات مخصصة لعملائها في شهر رمضان تضمن لهم تجربة منزل ذكي متكامل، وتساعدهم على الاستمتاع بخصائص هذا الشهر المبارك.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا تدعم «أليكسا» العديد من المزايا الرمضانية المفيدة خلال الشهر الفضيل

مساعد «أليكسا» الذكي يقدم تجارب رمضانية مخصصة خلال الشهر الفضيل

إن كنت تبحث عن مساعد ذكي مفيد يتحدث معك باللغة العربية واللهجة الخليجية، فسيعجبك الجيل الثالث من جهاز «أمازون إيكو شو 5» Amazon Echo Show 5 الذي أطلقته الشركة…

خلدون غسان سعيد (جدة)
يوميات الشرق مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (رويترز)

متجاوزاً ماسك... بيزوس يصبح مجدداً أغنى شخص في العالم

استعاد جيف بيزوس لقب أغنى شخص على وجه الأرض، متفوقا على إيلون ماسك، وفقا لمؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر شركة «أمازون» في سياتل بواشنطن (أ.ف.ب)

جيف بيزوس يبيع أسهماً في «أمازون» بملياري دولار

باع مؤسس «أمازون» الملياردير جيف بيزوس ما قيمته نحو ملياري دولار من أسهم شركته العملاقة، وفقاً لوثيقة قُدّمت إلى السلطات التنظيمية لسوق الأوراق المالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا المستخدمون في منطقة الشرق الأوسط الأكثر تفاعلاً في العالم مع «أليكسا» لإدارة أجهزة المنزل الذكي والعبادة والترفيه

«أمازون» تكشف عن أكثر مزايا «أليكسا» استخداماً في الشرق الأوسط

محمد عبده أكثر فنان حاز أكبر قدر من الطلبات من «أليكسا».

خلدون غسان سعيد (جدة)

أوراق وردة الصحراء تنتصر للمرأة السعودية في بينالي فينسيا

تحرص الفنانة على صبغ أطراف عملها بالأسود
تحرص الفنانة على صبغ أطراف عملها بالأسود
TT

أوراق وردة الصحراء تنتصر للمرأة السعودية في بينالي فينسيا

تحرص الفنانة على صبغ أطراف عملها بالأسود
تحرص الفنانة على صبغ أطراف عملها بالأسود

في ساعات الصباح، قبل موعد افتتاح بينالي فينسيا للفنون أبوابه للإعلام والمدعوين، بدأت أعداد الزوار بالتوافد أمام البوابات بانتظار بداية الرحلة الفنية الموسمية، وهذا العام لم يختلف الأمر، غير أن طابور الزوار، الذي بدا صغيراً أمام بوابة قاعات مجمع «الآرسنالي» حيث يقع جناح السعودية، حمل أجواء احتفالية خاصة.

في الطابور، انطلقت السلامات بين المعارف والأصدقاء الذين قدموا من أماكن مختلفة، سرعان ما تعارف الغرباء منهم، وتحول الانتظار إلى لحظات حميمية، حملت نسائم الأوطان معها، وطافت اللغة العربية مثل السحر على ألسنة الواقفين تغزل الصلات بينهم، وتحول الغرباء لمعارف.

تبادل الواقفون الحديث حول سبب وجودهم هنا مبكراً، والإجابة بالتأكيد كانت لوجود أجنحة عربية، منها أجنحة السعودية والإمارات ولبنان.

ترتفع أصوات بالتحيات والسلامات، مع ظهور الفنانة السعودية منال الضويان، التي ترحب بأصدقاء ومعارف وأقارب جاؤوا لمساندتها معنوياً وللفخر بها.

«قبيلة منال الضويان» هو التعريف الأقرب للجمع الموجود، الذي أطلقه أحد الواقفين، وبدا أن المناسبة تحولت لـ«فرح» واحتفاء بالفنانة وعملها المعروض في قاعة داخل مساحة «آرسنالي».

الفنانة منال الضويان مع فريق التقييم جيسيكا سيرازي ومايا الخليل والقيّمة المساعدة شادن البليهد (الشرق الأوسط)

معزوفة الرمال والنساء في الصحراء

عنوان الجناح السعودي هذا العام هو «نطقت الرمال فتحرك الصوت»، وهو عنوان شاعري معبر خارج من قاموس منال الضويان، ويعبر عن تفكيرها دائماً.

التكوينات الضخمة أمامنا باهرة وجاذبة بشكلها الجمالي الذي يماثل الورود المتفتحة، تتداخل طبقات عملاقة من أوراق الورد أمامنا، غير أنها ليست كأي ورود، بل هي ما يسمى بورود الصحراء، ذلك التكوين المعدني الذي يتكون في الصحراء، واعتمدته الضويان كأحد الرموز الأساسية في أعمالها.

العمل مألوف وقريب للنفس، ليس لأن الضويان استخدمته في أعمال سابقة لها فقط، ولكن الألفة هنا مضاعفة لكل امرأة سعودية حاضرة، منهن من شاركن في العمل عبر كلماتهن ورسوماتهن المطبوعة على أوراق الورد العملاقة أمامنا.

وتعود قصص الرسوم لعدد من ورش العمل، أقامتها الفنانة في الخبر وجدة والرياض، حيث شاركت فيها ما يقارب ألف امرأة وفتاة، عبر رسوم وكتابات، عبرن فيها عن أنفسهن. وطلبت منهن الفنانة التفاعل مع موضوع عملها، بالردّ على تصويرهن في الإعلام الغربي.

كل ما كتبته، وخطته المشاركات في تلك الورش، حاضر هنا أمامنا. هن حاضرات هنا بالرسم والخط وبالكتابات المطبوعة على الحرير. نسمع أصواتهن في مكبرات الصوت تطوف بالعمل عبر الهمهمة التي سجلنها في ورش العمل على وقع هدير الرمال، «قامت الفنانة بتسجيل حساس لمعزوفة الرمال الصادرة عن كثبان الربع الخالي عندما تتحرك فيقع الرمل بعضه على بعض».

رسائل النساء السعوديات في عمل الفنانة منال الضويان (الشرق الأوسط)

جميل جداً تضفير الصوت مع العمل المرئي، تمنح الأصوات النسائية بنعومتها وصلابتها أيضاً إحساساً مختلفاً للعمل، وتلقي عليه بخصوصية وحميمية أيضاً.

رقصة الحرب وهمهمة النساء

أتحدث مع مايا الخليل، من منسقي العرض، التي تشير إلى أن الفنانة تستخدم الصوت في أعمالها للمرة الأولى، وتشير إلى أن صوت الهمهمة ترى فيه الفنانة نوعاً من تصور لرقصات الحرب في السعودية، مثل «العرضة» و«الدحة». حيث يقف الرجال في صفين، وبينهما يقف شخص يلقي بالقصائد والكلمات الحماسية لتشجيعهم، «ترى المنسقة مايا الخليل أن هناك سابقة لقيام نساء بهذا الدور في رقصات الحرب في الصحراء». وهنا يمكننا تخيل الهمهمة النسائية مصحوبة بهدير الرمال على أنها ذلك الشخص الذي من مهمته التحفيز وبثّ الحماسة.

تقول الخليل: «في ورش العمل كانت المشاركات يرتدين سماعات تبثّ صوت (غناء كثبان الصحراء) كما سجلته منال، وقمن بالهمهمة، كمن يقول: نحن هنا، نحن موجودون، لدينا صوت، وهذا هو صوتنا».

جانب من عمل الفنانة منال الضويان في الجناح السعودي ببينالي فينيسيا 2024 (أ.ف.ب)

تعرج الخليل إلى تركيب العمل وأجزائه، قائلة: «ينقسم العمل أمامنا لعدة أجزاء. هناك الجانب الصوتي، وهناك جانب النحت الناعم المتجسد في تكوينات بتلات الورود، هناك نتائج ورشات العمل من الكتابات والرسوم. كل تلك العناصر مجتمعة تخلق صورة واضحة لعمل الفنانة».

ورود الصحراء الحريرية في عمل الفنانة منال الضويان (الشرق الأوسط)

نقف في منتصف القاعة، نرى إلى اليمين، وعلى اليسار منحوتات الحرير، المجموعة الأولى مطبوعة عليها نصوص مأخوذة من صحف ومجلات غربية، تتحدث عن المرأة في السعودية، كتابات تحمل أفكاراً نمطية عن المرأة، تقلل منها، ومن مكانتها، وتعكس آراء متحيزة.

«لقد أرادت في الواقع من ورش العمل أن تتفاعل مع النساء، وأن تطلب منهن الرد على الطريقة التي تصورهن بها وسائل الإعلام الدولية، حتى الإقليمية والمحلية» تقول الخليل، وتستكمل: «أرادت أن تتصدى لذلك من خلال تشجيعهن على التعبير عن أنفسهن والرد على السرد الذي دأب على تهميش النساء في المملكة».

عمل الفنانة منال الضويان «نطقت الرمال فتحرك الصوت» في الجناح السعودي (الشرق الأوسط)

تشير الخليل إلى الاختلاف الذي يحدث في ديناميكية العرض، ففي القسم الأول من العرض حيث المنحوتات الناعمة مثبتة على الأرض، تعكس جمود الأفكار الغربية، بعدها ترى منحوتات الحرير تتحول، وتتغير بفعل رسوم فيها حياة وجرأة وفخر، إلى جانب كلمات قوية ومعبرة، خطتها سيدات السعودية في ورشات الضويان: «لديك 4 منحوتات ناعمة لورود الصحراء، الأولى والأخيرة مطبوعتان بهذه العناوين متراكبة، واحدة فوق أخرى، ما يجعلها غير مرئية تغوص في البتلات، وتكاد تختفي، وهذه هي طريقة منال في استخلاص قوتها. تواجهها في المنتصف وردتان صحراويتان معلقتان مملوءتان بالحركة، وعليهما بوضوح رسوم وكلمات هؤلاء النساء التي تطورت في ورش العمل استجابة لهذه العناوين».

يمكن أيضا أن نرى أن تلك المنحوتات المعلقة على أنها ذلك الشخص أو المرأة التي تلقي بالأشعار والكلمات الحماسية في أثناء رقصة الدحة، «نقرأ الكلمات على وقع أصوات الهمهمة وهدير الرمال، هنا يتحول العمل، وينبض بالحياة ليصبح كائناً متحركاً حماسياً».

حرير السلام ووردة الصحراء

المواد المستخدمة في صنع العمل لها رمزيتها أيضاً، بحسب الخليل، فالحرير الذي كوّن بتلات ورود الصحراء صنع في الهند، ويطلق عليه «حرير السلام» حيث تتم المحافظة على دود القزّ بعد الحصول على الحرير منه.

وتشير أيضاً إلى أطراف بتلات الورود الملطخة بالسواد، وتقول إن ذلك جانب مهم في عمل الفنانة التي حرصت على تلطيخ الأطراف باللون الأسود بيدها. تعود تلك الممارسة إلى ما نصحتها به إحدى معارفها في بداية عملها وانشغالها بقضايا المرأة، حيث قالت لها: «أنت كمن يمسك بقطع الفحم، ستتلطخين بلونه». وكان ردّ فعل الفنانة هو «أريد أن ألطخ يدي بالسواد».

عمل الفنانة منال الضويان «نطقت الرمال فتحرك الصوت»

لماذا وردة الصحراء؟ تقول الخليل إن النساء يشبّهن دائماً بالورود في هشاشتها، ولكن ورود الضويان ليست هشة، ولكنها قوية بحكم ظروف نشأتها في الصحراء، هذه التكوينات المعدنية تتشكل في ظروف شديدة، وتأتي بعد تدفق كثيف جداً للمطر، يتبعه جفاف شديد، ولهذا تتصف التكوينات الكريستالية الشكل التي يطلق عليها اسم «وردة الصحراء» بالجمال والصلابة والقدرة على البقاء على قيد الحياة.

من ورش العمل التي أقامتها الضويان في السعودية (تصوير: إيمان الدباغ)

هل ما تعرضه الضويان هنا يختلف عن ممارستها الإبداعية عبر السنوات؟ الإجابة بسيطة، وهي «لا»، فما نراه أمامنا في الجناح السعودي هو محصلة أعمال سابقة وورشات عمل وأبحاث كثيرة، يمكننا رؤية العمل على أنه تتويج لأعمال الضويان حتى الآن، وأنها أصبحت ناقلة للتجربة النسائية تنسجها، وتنسقها، لتخلق منها عملاً لا يشبه غيره.

منال الضويان:

«أحاول في العمل الذي أقدمه في (بينالي الفنون 2024) تمثيل المرحلة التي وصلتُ إليها الآن في مسيرتي الفنية، انطلاقاً من مجتمعي وبلدي والعالم كله. وهو عمل استوحيتُه من الدور المتطور للمرأة في المجال العام في بلدي، وسعيها المستمر لإعادة تعريف المساحة المادية التي تعيش فيها، والسرديات التي حددتها تاريخياً. يجمع هذا العمل بين الأصوات والمجسمات من حيث إن فضاءه الصوتي يتضمن صوت رمال الربع الخالي وغناء النساء والفتيات المتناغم معه. فالصوت أداة غير مرئية تشغل الفضاء، ولها حضور كبير. نعم، تتعذّر رؤيته، ولكن المرء لا يمكنه إنكار وجود ما لا يراه. أما المجسمات المركزية المصنوعة من الحرير فتمثّل بتلات وردة الصحراء التي ركّزتُ عليها في أعمالي منذ عدة أعوام».

دينا أمين، المديرة التنفيذية لهيئة الفنون البصرية، مفوضة الجناح السعودي:

«يسلّط عمل الضويان الضوء على مسيرة المرأة السعودية في الأعوام الأخيرة، حيث إن الفنانة توجّه من خلاله الدعوة للجمهور إلى التفكير في الصور النمطية التي عفا عليها الزمن، وتسعى في الوقت نفسه إلى إيصال صوت المرأة السعودية، الذي أصبح اليوم عابقاً بالحيوية والرقة والطموح. فضلاً عن ذلك، يرمي عمل الضويان هذا إلى تمكين المرأة السعودية من استرداد تحكّمها بالسرديات التي تخصّها، على نحو يعكس التغييرات الحاصلة في المجتمع السعودي، حيث أصبحت المرأة قادرة على العمل في جميع المجالات، ورسم معالم مصيرها بحرية».


دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)
الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)
TT

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)
الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح خصوصاً لأجل هذا العمل، عازياً ذلك إلى «تناوله القضية الفلسطينية بمنظور مختلف عن المألوف».

وقال، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إنّ «المسلسل تناول هذه القضية بعمق شديد، وهذا ما أضفى عليه أهمية، بالإضافة إلى التعاون مع المخرج الكبير عمرو عرفة، صاحب التاريخ الفنّي الحافل والأعمال المميّزة التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور».

وأوضح دياب: «شخصية (الضابط أدهم) التي قدّمتُها كانت مليئة بالتفاصيل التي تعاملتُ معها بدقة، لكونه ضابطاً في القوّات المسلّحة. سعيتُ إلى تقديمه بصورة تُناسبه وتُظهره حقيقياً من لحم ودم»، مؤكداً أنّ مرجعيته الأولى في تفاصيلها كانت السيناريو ورؤية المخرج.

دياب في مسلسل «مليحة» (البوستر الرسمي)

وعن المخرج عمرو عرفة، قال: «كان لديه تصوّر لجميع الشخصيات وطريقة تقديمها في المسلسل، ما ساعده كثيراً، بجانب تحضيراته للدور، وتركيزه على إبراز لغة الأداء الحركي والجسدي بما يتناسب معه من دون مبالغة».

وشارك «مليحة» في الموسم الدرامي الرمضاني، مؤلَّفاً من 15 حلقة، من بطولة ميرفت أمين، وأشرف زكي، وحنان سليمان، وأمير المصري، إلى عدد من الفنانين الفلسطينيين، من بينهم، سيرين خاس (جسَّدت شخصية «مليحة»)، وديانا رحمة، ومروان عايش، ورحاب الشناط، وأنور خليل؛ والمسلسل من تأليف رشا عزت الجزار، وإخراج عرفة.

وأشار دياب إلى اهتمامه الكبير بتفاصيل الجانب العسكري من الناحية البدنية: «رغم عدم التحاقي بالتجنيد في الجيش لكوني الابن الوحيد ولا أشقاء لي؛ حرصتُ على الإحاطة بالتفاصيل حول حَمْل السلاح والتعامل معه»، لافتاً إلى أنّ «عدداً من الضباط الذين رافقونا خلال التصوير ساعدوني في ذلك».

وأضاف: «مسألة حَمْل السلاح صعبة، وتطلّبت تدريبات للظهور بشكل احترافي أمام الكاميرا، خصوصاً لأنّ وَقْع استخدامه وصوته لهما تأثير كان ينبغي إظهاره في بعض المَشاهد، وهي أمور تفصيلية ضمن ميدان العلوم العسكرية تعرّفتُ إليها خلال التحضيرات».

وتوقّف دياب عند إشادات بعض الضباط على طريقة أدائه لمَشاهد الأكشن الصعبة، وقال: «الأمر جعلني أشعر بسعادة كبيرة لتصديقهم هذه المَشاهد، بكونهم أكثر مَن يتعرّض لمخاطر مُشابهة في الواقع».

وعن تعاونه الأول مع ميرفت أمين، وصفها بأنها «شديدة الاحترافية»، مبدياً شعوره بالسعادة والفخر للوقوف إلى جانبها، «خصوصاً أننا تعاملنا معها في التصوير كأم، وليس فقط ضمن الدور الذي قدّمته بإتقان، وعبّرت فيه عن القلق المسيطر على أمهات الضباط».

ونفى الفنان المصري قلقه من عرض العمل في النصف الثاني من رمضان، موضحاً أنّ «التجربة الأخيرة في رمضان قبل الماضي كانت عبر مسلسل (تحت الوصاية)، وحقّقت نجاحاً كبيراً مع عرضها خلال التوقيت عينه».

ماذا عن مشاريعه الفنية الجديدة؟ أكد: «أحضّر لتصوير فيلم جديد بطابع كوميدي مع المنتجة آلاء لاشين، وكتابة السيناريست هاجر الإبياري، ومن إخراج محمد عبد الرحمن حماقي».

ونفى أن تكون موافقته على الفيلم وحماسته للتجربة سببها أنّ كاتبة العمل هي زوجته، مؤكداً: «دخلتِ السينما من بوابة كبيرة عبر تعاونها في فيلمها الأول مع الفنانة إسعاد يونس في (عصابة عظيمة) الذي عُرض مطلع العام الحالي»، مؤكداً رفضه مجاملة أحد في أعماله أو اختياره أدواراً تُسيء إلى مستقبله.


«عمدة» الدراما المصرية صلاح السعدني يغادر للإقامة الدائمة في الذاكرة

الراحل في شخصية «العمدة سليمان غانم» بمسلسل «ليالي الحلمية» (أحمد السعدني في «فيسبوك»)
الراحل في شخصية «العمدة سليمان غانم» بمسلسل «ليالي الحلمية» (أحمد السعدني في «فيسبوك»)
TT

«عمدة» الدراما المصرية صلاح السعدني يغادر للإقامة الدائمة في الذاكرة

الراحل في شخصية «العمدة سليمان غانم» بمسلسل «ليالي الحلمية» (أحمد السعدني في «فيسبوك»)
الراحل في شخصية «العمدة سليمان غانم» بمسلسل «ليالي الحلمية» (أحمد السعدني في «فيسبوك»)

بصوته الجهوري الأجش الرنّان، وجلبابه ذي الأكمام الفضفاضة، وروحه الفكاهية السلطوية الساخرة، تسرّب إلى وجدان جمهور الدراما في العالم العربي، ليحفر صورة أصيلة لواحدة من أشهر الشخصيات والأكثر تعبيراً عن ابن البلد التلقائي؛ شخصية «العمدة سليمان غانم».

وبرحيل الفنان المصري الكبير صلاح السعدني، الذي اشتهر بلقب «عمدة الدراما المصرية»، الجمعة، عن 81 عاماً، خيّم الحزن على الأوساط الفنية وصفحات مواقع التواصل الخاصة بكبار الفنانين ومتابعي الدراما، وتحولت حسابات مختلفة إلى دفتر عزاء للراحل.

بدورها، نعته وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني ووصفته بـ«أحد أعمدة الدراما المصرية»، مضيفة في بيان: «مصر فقدت قامة فنية عظيمة، وفناناً أثرى شاشتنا بأعماله التي ستظلّ محفورة في الذاكرة»، ولفتت إلى أنّ الراحل «استطاع من خلال أدواره ملامسة قلوب الجماهير، وتجسيد الواقع المصري بتفاصيله، ببساطة وعمق».

الفنان صلاح السعدني يغادر بعد مشوار حافل (وزارة الثقافة المصرية)

وُلد السعدني في محافظة المنوفية (دلتا مصر) عام 1943، وجمعته بالفنان عادل إمام صداقة وُلدت في كلية الزراعة بجامعة القاهرة التي تخرَّج فيها السعدني عام 1967، واتّجه إلى الفن مع إمام، ثم عمل في مسرح التلفزيون، وكان دوره الأول صعلوك القرية «علواني» في فيلم «الأرض» مع المخرج يوسف شاهين عام 1969.

كذلك نعت نقابة المهن التمثيلية الراحل، ورثاه نقيب الممثلين أشرف زكي في صفحته عبر «إنستغرام».

أما المخرج عمرو عرفة، فكتب عبر حسابه بمنصة «إكس»: «العُمدة كان متفرّداً في كل شيء»، ووصفه بأنه لم يكن له شبيه، خصوصاً في «خفّة الدم التي تفوق الوصف»، مقدِّماً العزاء لابنه الفنان أحمد السعدني وجميع أفراد الأسرة.

وأيضاً، كتب الفنان محمد صبحي عبر «إكس»: «بكل الأسى والحزن، أنعى الفنان الكبير صلاح السعدني. كان خير صديق وسند، شجّعني في بداياتي، وأصبح من أقرب الناس إليَّ في الوسط الفني»، وختم: «ستبقى معنا بسيرتك الطيبة وأعمالك الفنية الرائعة».

من جهته، نعى الفنان أحمد حلمي، الراحل وكتب عبر «إكس»: «البقاء لله في الفنان الكبير، القدير القيمة والقامة صلاح السعدني»، في حين كتب محمد هنيدي: «البقاء لله في أستاذنا الكبير». ونعاه الفنان صلاح عبد الله، فكتب: «مع السلامة يا عمدتنا»، وكذلك الفنانة رانيا يوسف التي كتبت: «وداعاً عمدة الدراما». أما الفنانة منى زكي، فكتبت: «فقدتُ أستاذاً كبيراً، ومن أكثر الناس الذين تشرّفت بالعمل معهم».

كما نعاه الفنان عمرو دياب عبر «إكس»، بالقول: «خالص عزائي لوفاة الفنان الكبير صلاح السعدني»؛ إلى عدد من الفنانين والنجوم العرب، من بينهم اللبنانية نيكول سابا التي كتبت عبر «إكس»: «الله يرحمك يا أستاذنا الكبير»، والتونسية هند صبري التي كتبت: «فقدنا اليوم واحداً من أعمدة خيمة الدراما العربية... وداعاً النجم الكبير صلاح السعدني».

صلاح السعدني في دور «العمدة سليمان غانم» مع الفنانة صفية العمري (أرشيفية)

برز الراحل بأدواره في السينما التي قدَّم لها أكثر من 50 عملاً، من أبرزها فيلم «أغنية على الممر» الذي تناول يوميات مجموعة من الجنود على الجبهة خلال حرب الاستنزاف بعد عام 1967، و«فوزية البورجوازية»، و«الغول». كما أدّى بطولة مسرحية «الملك هو الملك» للكاتب السوري سعد الله ونوس، بالإضافة إلى أعماله الدرامية التي تجاوزت الـ30، أبرزها: «ليالي الحلمية»، و«أرابيسك»، و«حلم الجنوبي».

وفي «ليالي الحلمية»، قدّم السعدني نموذجاً محبوباً جماهيرياً للعمدة الريفي الذي ينتقل إلى المدينة، ويسخر من المجتمع الأرستقراطي، وينتقم منه بطرق تمتزج فيها التراجيديا بالكوميديا عبر الأداء الساخر.

وتعليقاً، يعدُّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي، الراحل «ابن التلفزيون»، بالإشارة إلى افتتاح التلفزيون عام 1960، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حضر صلاح السعدني في الدراما التلفزيونية منذ البدايات مع المخرج الكبير نور الدمرداش الذي يُعدّ أهم وأول مَن رسّخوا للحالة الدرامية»، متوقّفاً عند مسلسل «لا تطفئ الشمس»، من إنتاج عام 1965، الذي شارك فيه السعدني، و«تحولت مصر إلى مساحة كبيرة للعزاء حين مات درامياً خلال أحداثه لفرط تأثُّر الجمهور بدوره».

الراحل مع نجله الفنان أحمد السعدني (صفحة المخرج عمرو عرفة في «إكس»)

ويلفت الشناوي إلى أنّ «الدور الذي أدّاه في (ليالي الحلمية) كان مرشَّحاً لسعيد صالح»، وذكر أنّ «السعدني كان يرتاد الندوات في نقابة الصحافيين حول المسلسل، مرتدياً زيّ (العمدة سليمان غانم) لفرط تشرُّب الشخصية وللنجاح الذي حقّقته. كما كان متأثراً جداً في هذا الدور بشخصية شقيقه الأكبر الكاتب الساخر محمود السعدني».

ويؤكد الناقد المصري أنّ «الدور حقَّق قفزة جماهيرية للسعدني، إلى قفزة أخرى حقّقها في مسلسل (أرابيسك)».

وعن علاقته الشخصية بالفنان الراحل، يردّ: «كانت جيدة جداً حتى انقطاع التواصل لظروفه الخاصة، وكنتُ أقدّر ذلك تماماً».


«لم نطلق من أجل الأطفال»... إليكم العواقب المدمرة على الأبناء

عواقب ضارة يخلفها البقاء في زواج مضطرب أو غير سعيد على الأطفال (رويترز)
عواقب ضارة يخلفها البقاء في زواج مضطرب أو غير سعيد على الأطفال (رويترز)
TT

«لم نطلق من أجل الأطفال»... إليكم العواقب المدمرة على الأبناء

عواقب ضارة يخلفها البقاء في زواج مضطرب أو غير سعيد على الأطفال (رويترز)
عواقب ضارة يخلفها البقاء في زواج مضطرب أو غير سعيد على الأطفال (رويترز)

اتخاذ قرار الطلاق صعب. وغالباً ما يكون اتخاذ القرار بشأن البقاء أو المغادرة أمراً معقداً بسبب وجود الأطفال، حيث يردد بعض المتزوجين: «بقينا معاً من أجل الأطفال».

وأكدت الدكتورة سيلفيا إل ميكوكي إنيارت، وهي أستاذة مشاركة في التواصل بين الأشخاص والعائلة، ومحررة مجلة التواصل العائلي، أن «قرار البقاء أو الطلاق ليس بالمهمة السهلة. الاعتبارات العاطفية والمخاوف المالية والضغوط الاجتماعية أو الثقافية تجعل الضغط على زر الطلاق أمراً صعباً»، لكنها نبهت إلى «العواقب الضارة التي يمكن أن يخلّفها البقاء في زواج مضطرب أو غير سعيد على الأطفال».

وأوضحت أن «البقاء في زواج غير سعيد أو مليء بالصراعات والمشكلات بدلاً من الطلاق له عواقب سلبية طويلة المدى على الأطفال، ويتردد صداها إلى ما هو أبعد من مرحلة الطفولة».

وعددت ميكوكي إنيارت 3 عواقب سلبية للبقاء في زواج غير سعيد بالنسبة للأطفال.

التحالفات

في كثير من الأحيان، لا يستطيع الزوجان إخفاء ازدرائهما أحدهما تجاه الآخر عندما يكونان في زواج غير سعيد.

أضف الى ذلك، فإنهما غالباً ما ينظران إلى أطفالهما كحلفاء، ويدخلانهما في الصراع ويوجدان نوعاً من التحالف معهم، وهو ما يشبه: نحن (الأب / الأم والأولاد ضد الأم / الأب).

ونتيجة لذلك، يشعر الأطفال أنهم عالقون بين الوالدين. وتؤدي هذه الديناميكية المختلة إلى الإضرار بالعلاقة بين الوالدين والطفل، بما في ذلك العلاقة مع أحد الوالدين، الذي يجذبهم إلى التحالف.

وعندما يشعر الأطفال بأنهم محاصرون بهذه الطريقة، فإنهم غالباً ما ينسحبون من العلاقة مع الأهل جسدياً وتواصلياً ويشعرون بانخفاض الرضا والقرب منهم.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في الأسر التي تتمتع بزواج سليم، ولكن تعاني من صراعات عالية، غالباً ما يعانون من قدر أكبر من الشعور بالانغلاق.

الوالدية

عندما يعلق الأزواج في زواج غير سعيد، فقد يدفعون الأطفال عن غير قصد إلى الوالدية، ويتوقعون أو يطلبون من أطفالهم تولي دور الكبار.

وللتوضيح، الوالدية هي عملية عكس الأدوار حيث يكون الطفل مُلزماً بالتصرف كوالد تجاه والديه أو أشقائه. في الحالات القصوى، يتم استخدام الطفل لملء فراغ حياة الوالدين العاطفية.

وبشكل أكثر تحديداً، تعدّ الوالدية العاطفية سلوكاً مدمراً، إذ قد يقوم الأهل بكشف معلومات غير لائقة لأطفالهم، بما في ذلك الشجار الذي يدور بينهم، أو رغبتهم في الطلاق، أو ازدراء الزوج أو الزوجة.

وقد يطلبون أيضاً الراحة والطمأنينة من أطفالهم بشأن قرارهم بالبقاء في العلاقة، مما يجبر الطفل على التخلي عن احتياجات الرعاية الخاصة به لتلبية احتياجات الوالدين والعمل كزوج أو صديق زائف.

أمثلة ونماذج سيئة لعلاقات صحية

عندما يبقى الزوجان في زواج غير سعيد «من أجل الأطفال»، فإنهما يخلقان عن غير قصد نماذج سيئة لما يجب أن تكون عليه العلاقات أو الزيجات، ما يجعل أطفالهم عرضة للفشل، بما في ذلك البقاء في علاقات غير سعيدة لأن هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور، حسبما تعودوا.

بالإضافة إلى ذلك، قد يفشل الأطفال الذين يشهدون صراع الوالدين أيضاً في تعلم مهارات إدارة الصراع غير المناسبة، ويعتمدون على عادات مدمرة، مثل الانسحاب أو التجنب، حتى في بعض الحالات يتعلمون سلوكيات عنيفة أو متهورة.

يمكن أن تكون لنماذج العمل هذه لحلّ النزاعات وضعف التواصل تأثيرات طويلة الأمد، وتؤثر على قدرة الأطفال على التطوير. والأهم من ذلك، الحفاظ على علاقات صحية ومرضية مع الشركاء.


وزير الثقافة السعودي يبحث تعزيز التعاون مع إيطاليا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزير جينارو سانجيوليانو (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزير جينارو سانجيوليانو (وزارة الثقافة السعودية)
TT

وزير الثقافة السعودي يبحث تعزيز التعاون مع إيطاليا

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزير جينارو سانجيوليانو (وزارة الثقافة السعودية)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الوزير جينارو سانجيوليانو (وزارة الثقافة السعودية)

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، مع نظيره الإيطالي جينارو سانجيوليانو وقيادات ثقافية تعزيز التعاون والتبادل الثقافي الدولي في ظل مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، وذلك خلال زيارته الرسمية لإيطاليا.

وأشاد الوزيران بأهم المبادرات والمشاريع المشتركة خلال عام 2023 بمجالات ثقافية عدة، من أبرزها التراث، والأزياء، والموسيقى، والمتاحف، وفنون العمارة والتصميم، والفنون البصرية. وتناولا المساهمة الفاعلة لوزارة الثقافة السعودية في «بينالي البندقية للفنون» منذ عام 2021.

من جانب آخر، زار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان الجناح السعودي في «بينالي البندقية 2024» بمنطقة أرسينالي، والذي يُشارك بعملٍ للفنانة منال الضويان بعنوان «نطقت الرمال فتحرك الصوت»، يُسلط الضوء على صعود دور المرأة السعودية في المجال العام بالمملكة، ورحلتها المستمرة لإعادة تعريف كلٍّ من الفضاء المادي الذي تعيش فيه، والسرديات التي حدّدت هذا الدور تاريخياً، وذلك من خلال مجسّمات وأصوات وقصاصات تُترجم هذا الصعود والتطور الذي أصبحت تعيشه.

وتتولى «هيئة الفنون البصرية» هذا العام الإشراف على الجناح السعودي المشارك في البينالي المستمر حتى 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وصناعة محتواه الإبداعي بما يُحقق مستهدفات التبادل الثقافي الدولي باعتباره هدفاً استراتيجياً تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

إلى ذلك، تفقد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان معرض «رحلات في فن الأرض، نحو وادي الفن، العلا» الذي تُنظّمُه الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع الوزارة خلال الفترة بين 16 و30 أبريل (نيسان) الحالي بمبنى الأبازييا في البندقية، حيث يُعرّف بالوادي، أحد أهم الأصول الثقافية بالعلا، ويركز على فن الأرض، في موقعٍ يمتد على مساحة 65 كيلومتراً مربعاً.

ويشمل المعرض سلسلة صور، وعروض فيديو لخمسة مواقع مُعلَن عنها في الوادي، للفنانين: منال الضويان، وأجنيس دينيس، ومايكل هايزر، وأحمد ماطر، وجيمس توريل. ويُناقش على مدى أيامه ما يخص فن الأرض، والفن في المساحات العامة وتجربة الزائر، وتنظيم المتاحف وعلم الآثار؛ لتقديم وجهات نظر متنوعة.


كيف يزيد الذكاء الاصطناعي إنتاج المحاصيل الزراعية؟

التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
TT

كيف يزيد الذكاء الاصطناعي إنتاج المحاصيل الزراعية؟

التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)
التكنولوجيا تُحلّق بالبشرية بعيداً (جامعة أستون)

يعكف باحثون من «جامعة أستون» في بريطانيا على استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة على زيادة المحاصيل المختلفة المزروعة في غانا. وأوضحوا أنهم طوّروا أنظمة تعمل بهذا الذكاء لمراقبة نموّها.

ونظراً لمناخها، يتعيّن على غانا استيراد الفاكهة والخضراوات بكميات كبيرة سنوياً. وتحالفت الجامعة مع شركة «تروبيكال غرويرز» في غانا، المتخصّصة في «الزراعة المائية»، لتطبيق نظام يعتمد على استخدام الماء بشكل أساسي في زراعة النباتات بدلاً من التربة.

بالإضافة إلى توفير كميات أقلّ من الماء، تتيح هذه التقنية إنتاجية أكبر للمحاصيل، مقارنةً بالزراعة التقليدية في غانا، مثل الخضراوات والفاكهة.

وتحرص الشركة على توعية المزارعين في غانا بفوائد «الزراعة المائية»، مما سيسهم في تقليل الحاجة إلى استيراد كميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات سنوياً.

ويهدف برنامج «نقل المعرفة» في بريطانيا إلى تعزيز تنافسية الشركات وإنتاجيتها من خلال استخدام متقدّم للمعرفة والتكنولوجيا والمهارات.

وتحتاج «تروبيكال غرويرز» حالياً إلى منصة رقمية لمراقبة صحة النباتات لضمان زراعتها في بيئة مثالية، وفق الباحثين. لذا تعمل «جامعة أستون» على تطوير نظام متكامل للتبريد بالتبخير يستخدم الذكاء الاصطناعي لضبط درجات الحرارة والرطوبة بدقة.

ومن المقرّر دعم النظام بأجهزة مراقبة بيئية، مثل الكاميرات، ومحطات الطقس الصغيرة، وسيجمع البيانات ويحلّلها بشكل مستمر. وسيُشغَّل بالطاقة الشمسية، مما يُسهم في تقليل التكاليف والاعتماد على مصادر الطاقة المتجدّدة.

إلى ذلك، سيُطوَّر تطبيق هاتفي لتقدير حاجات المحاصيل من المياه والمغذّيات، والتنبؤ بالإنتاجية، مما يساعد على تحسين كفاءة الزراعة المائية وزيادة الإنتاجية.

وقال الباحث الرئيسي للمشروع د.محمد عمران: «مشروعنا المبتكر في مجال الزراعة المائية، يستعين بتكنولوجيا متقدّمة لمراقبة الظروف البيئية لزراعة المحاصيل في بيئة مائية والتحكم بها».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «إحدى الفوائد الرئيسية لهذا النظام هي القدرة على خفض درجات الحرارة بشكل دقيق، مما يوفّر ظروفاً مناسبة لنمو النباتات، حتى في البيئات ذات الحرارة المرتفعة»، موضحاً أنّ «المشروع يهدف إلى تحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية، مما يلبّي الطلب المتصاعد على محاصيل مثل الكرفس والفراولة، كما يسعى إلى توفير فرص عمل وزيادة دخل المزارعين، وتقليل الاعتماد على الواردات».

وأشار إلى أنّ القدرة على خفض الحرارة ببضع درجات فقط، يمكن أن تُحدِث فارقاً كبيراً في إنتاجية المحاصيل وأنواع النباتات المزروعة، مضيفاً: «على سبيل المثال، كان من المستحيل زراعة الكرفس والفراولة في الظروف الحرارية القاسية».

وبفضل النظام الجديد، وفق الباحث الرئيسي، «من المتوقَّع أن تتمكن المحاصيل من الازدهار بشكل أفضل وتلبية الطلب المتنامي عليها، كما سيتمكن المزارعون في المناطق الاستوائية من ترقُّب إنتاجيتهم بشكل أفضل، مما يزيد الكفاءة ويضمن توفير المحصول للعملاء بشكل مستمر».


«طرابلس جوهرة على المتوسط»... احتفالية مهرجان «باف» بعاصمة الشمال اللبناني

الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
TT

«طرابلس جوهرة على المتوسط»... احتفالية مهرجان «باف» بعاصمة الشمال اللبناني

الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)
الندوات تتمهّل أمام «معرض رشيد كرامي» (صور المهرجان)

يرفض مهرجان «بيروت للأفلام السينمائية» (باف) مقولة «البُعد جفاء»، ويترجم ذلك في سلسلة لقاءات ينظّمها بعنوان «طرابلس جوهرة على المتوسط»، فيُقرّب المسافات بين مدينة الفيحاء وأهالي العاصمة اللبنانية. وفي هذا السياق، تقول رئيسته أليس مغبغب لـ«الشرق الأوسط»: «لبنانيون كثر لا يعرفون هذه المدينة الرائعة. ورغم أنها تبعد عن العاصمة 90 دقيقة فقط، يكتفون بمتابعة أخبارها من بعيد، خصوصاً لأنها بمعظمها تدور حول الفقر والأحداث الأمنية. يرغب (باف) في تغيير هذه الصورة النمطية. فطرابلس الفيحاء صُنِّفت مؤخراً عاصمة للثقافة العربية. وانطلاقاً من دورها الريادي تاريخياً في المجال الثقافي، ننظّم هذه الاحتفالية».

لقاءاتٌ تُقام في حرمَي الجامعتين «الأميركية» و«اليسوعية» ببيروت تحتضن نشاطات الاحتفالية. من خلالها، يطلّ متخصّصون من مختلف المجالات على سمات مدينة يصفها كثيرون بـ«المتحف الطبيعي»، فيتحدّثون ضمن ندوات عن تراثها، ومجتمعها، وطبيعتها، ومعالمها الشهيرة، كما يتناولون عمارتها الهندسية التي شهدت تطوّراً أيام الانتداب الفرنسي.

«على الشاشة الكبيرة»... ندوة عن تاريخ السينما في طرابلس (صور المهرجان)

انطلقت الاحتفالية بطرابلس في منتصف أبريل (نيسان) الحالي، وتستمر حتى 3 يونيو (حزيران) المقبل. وعلى مدى 9 أسابيع، ستُعقد هذه النقاشات واللقاءات. تعلّق مغبغب: «تستحقّ طرابلس منا كل هذا الاهتمام، لذا نحاول نشر ثرائها الثقافي، والفني، والأدبي، والمعماري، على أوسع نطاق. كنا نرغب في إقامة هذه الندوات أسبوعياً في مدن لبنانية، فنتّجه بها نحو الجنوب، وعكار، والبقاع، وغيرها. ولكن شاءت الظروف الأمنية تجميد الخطّة، خصوصاً بسبب حرب غزة وانعكاساتها».

نحو 35 شخصاً يشاركون في هذه اللقاءات، بينهم مَن تُشكّل طرابلس مسقطهم. توضح مغبغب: «استعنّا بمصباح رجب الذي يحفظ ذاكرة مدينته بتفاصيلها. وكذلك بمهى كيال التي ستحدّثنا عن كنز مجهول في طرابلس يكمن في عمارتها التراثية».

ومن النشاطات، فعالية خاصة بتاريخ السينما الطرابلسية. وتحت عنوان «طرابلس الشاشة الكبيرة»، سيروي مخرجان سيرتها الشهيرة في هذا المجال. تشرح مغبغب: «هذا اللقاء سيُقام في 27 مايو (أيار)، ويشارك فيه المخرجان كارلوس شاهين وهادي زكاك الذي أصدر كتاباً قبل نحو 3 سنوات يتناول تاريخ صالات السينما في المدينة، كما وقَّع فيلم (سينما) الذي سيعرضه المهرجان بنسخته العاشرة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. أما شاهين، فهو ابن طرابلس المعروف بأفلامه اللبنانية. وفي هذه الحلقة الحوارية، سيُعرَض فيلمان قصيران (30 دقيقة) لكل من زكاك وفيروز سرحال، يتناولان المدينة التاريخية، دعينا مدير مهرجان طرابلس للأفلام إلياس خلاط لحضورها».

«طرابلس جوهرة على المتوسط»... الاحتفاء بعاصمة الثقافة العربية (صور المهرجان)

وفي 29 أبريل، يقدّم المهرجان ندوةً بعنوان «مقامات طرابلسية». تُكمل مغبغب: «هي ليست حفلة موسيقية، بل إطلالة على فنّ الموسيقى الطرابلسي العريق، تتخلّلها مقاطع موسيقية يشرحها أساتذة الموسيقى نداء أبو مراد، وهياف ياسين، ومحمد جابخنجي».

ومن اللقاءات التي ينتظرها اللبنانيون ضمن احتفالية «طرابلس جوهرة على المتوسط»، مناقشة كتاب «الحب عن بُعد» لأمين معلوف؛ وقد استلهمه من مسرحية أوبرالية لجوفريه وديل تغنّي الحب رغم المسافات. تدور أحداثها في القرن الـ12 بين مقاطعة أكيتين الفرنسية ومدينة طرابلس؛ وتتألّف من 5 فصول، تروي قصة جوفري الذي يلفظ أنفاسه في أحضان الكونتيسة كليمانس المقيمة في طرابلس، فتلوم نفسها على المأساة، وتلتحق بالدير. تظهر في المشهد الأخير مستغرقةً في الصلاة، لكنّ كلامها مبهم، ولا يفهم المرء إن كانت في حالة خشوع أو مناجاة لحبيبها البعيد.

تتحدّث سيسي بابا وزينة صالح كيالي، عن أهمية تناول طرابلس في هذا العمل الأوبرالي، ضمن لقاء يستضيفه مسرح «بيريت» في الجامعة اليسوعية يوم 30 أبريل.

«الحب عن بُعد» كتاب لأمين معلوف استوحاه من مسرحية أوبرالية (صور المهرجان)

يحرص المهرجان على تكريم مَعْلم من معالم طرابلس الشهيرة، هو «معرض رشيد كرامي»، فيجري تناول ماضيه وحاضره والرؤية المستقبلية له. يدير هذه الحلقة الحوارية التي يتخلّلها عرض صور مصباح رجب، ونيقولا خوري، ونيقولا فياض، وشارل كتانة؛ فيُطلعون الحضور على الخطّة المستقبلية للمعرض التي ستُستهل بتجديد أحد أقسامه الرئيسية. يُقام اللقاء في 13 مايو بقاعة «ويست هول» في الجامعة الأميركية.

وتختتم الاحتفالية فعالياتها في أسبوعها التاسع بندوة عنوانها «4 نساء من أجل طرابلس»، في 3 يونيو، بمشاركة 4 ناشطات في المدينة، هنّ سارة الشريف، وليا بارودي، ولمياء كركور، وأنستازيا الروس، فيزوّدن الحضور بتجاربهن النابعة من حبّهن لها. فجميعهن يُقمن مشاريع تنموية لتقديم غد أفضل لشبابها وأهلها، ويعملن كذلك على تأمين فرص العمل والمساعدات التي يحتاجها أبناء الفيحاء.


نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
TT

نهاية «مأساوية» لزوجين بسبب حَمَل

الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)
الحمل حين يخرج عن الوداعة (شاترستوك)

أردت الشرطة في نيوزيلندا حَمَلاً قتل زوجين مسنّين في مزرعة، على ما أفادت به السلطات ووسائل إعلام محلّية.

وأعلنت، في بيان، أنها عثرت على رجل وامرأة ميتَيْن، الخميس، في منزلهما بغرب أوكلاند (شمال)، مؤكدة أنّ حَمَلاً كان موجوداً في مكان الحادث عند وصولهم.

وقال ابن شقيق الزوجين، دين بوريل، إنّ الضحيتين اللذين يتخطّى عمرهما 80 عاماً، ماتا في «حادث مأساوي» مسؤول عنه حيوان، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن إحدى وسائل الإعلام.

وأشارت الشرطة إلى أنّ شخصاً آخر لم تُعرَف هويته أُصيب بجروح طفيفة إزاء هجوم الحمل عليه.

وتابعت: «عند وصول عناصرنا إلى المكان، واجهوا حَمَلاً آخر كان يتوجّه صوبهم. وبعد تقييم المخاطر، أقدموا على قتله». تلا ذلك خضوع جثتَي الضحيتين لعملية تشريح، الجمعة، وفق الشرطة.

وتضمّ نيوزيلندا 5 ملايين شخص وأكثر من 25 مليون خروف.


وفاة الممثل صلاح السعدني «عمدة الدراما المصرية»

الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
TT

وفاة الممثل صلاح السعدني «عمدة الدراما المصرية»

الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)
الفنان المصري صلاح السعدني (أرشيفية - متداولة)

أعلن نقيب الممثلين المصريين أشرف زكي وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاماً، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية مصرية.

وابتعد السعدني عن الساحة الفنية خلال السنوات القليلة الماضية.

وُلِد صلاح الدين عثمان إبراهيم السعدني عام 1943، وهو الشقيق الأصغر للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني.

قدم في بداياته أدواراً صغيرة على المسرح، وواكب انطلاق التلفزيون في مصر، فشارك في مسلسلات «الضحية» و«الرحيل» و«لا تطفئ الشمس» و«القاهرة والناس»، واستمر لاحقاً في تقديم المسلسلات التي شكلت الجزء الأبرز من رصيده الفني.

استمر نجاحه التلفزيوني في حقبتَي السبعينات والثمانينات بمسلسلات «أم العروسة» و«قطار منتصف الليل» و«أبنائي الأعزاء... شكراً» و«الزوجة أول مَن يعلم»، لكن يظل مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزائه المتتالية للمؤلف أسامة أنور عكاشة، والمخرج إسماعيل عبد الحافظ هو أيقونة مشواره الفني، حيث قدم فيه دور «العمدة سليمان غانم»، ليطلق عليه النقاد لاحقاً لقب «عمدة الدراما المصرية».

وللسعدني ابن ممثل هو أحمد السعدني.


أحدث ابتكارات الصين... «قطار الرصاصة» بسرعة 400 كيلومتر في الساعة

السرعة الفائقة (شاترستوك)
السرعة الفائقة (شاترستوك)
TT

أحدث ابتكارات الصين... «قطار الرصاصة» بسرعة 400 كيلومتر في الساعة

السرعة الفائقة (شاترستوك)
السرعة الفائقة (شاترستوك)

قالت شركة «المجموعة الوطنية الصينية المحدودة للسكك الحديدية»، إنّ قطار الرصاصة «سي آر 450»، وهو أحدث طراز لقطار فائق السرعة تُصمّمه الصين، سيكون قادراً على السير بسرعة 400 كيلومتر في الساعة.

وأضافت أنّ نموذجاً أولياً لقطار الرصاصة سيخرج من خطّ التجميع في وقت لاحق من العام الحالي، مشيرة إلى أنّ مشروع الابتكار المعني بهذا الطراز يتقدَّم على قدم وساق.

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا)، أنّ الطراز الجديد سيكون أسرع بشكل ملحوظ من قطارات فوشينغ «سي آر 400» فائقة السرعة الموجودة حالياً، والعاملة بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة.

وقالت المجموعة، إنه ومقارنة بالقطارات «سي آر 400»، ستكون نظيرتها من طراز «سي آر 450» أخفّ بنسبة 12 في المائة، وستستهلك طاقة بنسبة أقل بـ20 في المائة، وتتمتّع بأداء كبح مُحسَّن بنسبة 20 في المائة.

وتابعت، أنّ مشروع الابتكار المعني بالقطارات «سي آر 450» يشمل أيضاً الابتكار التكنولوجي في البنية التحتية، بما في ذلك السكك الحديدية والجسور والأنفاق.

وأوضحت «شينخوا» أنّ الصين أقامت أكبر شبكة في العالم للسكك الحديدية فائقة السرعة؛ لتلبية طلب الناس المتزايد على السفر السهل والمريح. وتجاوز إجمالي طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة فيها، 45 ألف كيلومتر، حيث تعمل قطارات «فوشينغ» فائقة السرعة في 31 منطقة على مستوى المقاطعة في أنحاء البلاد.