استطلاع يتوقع سقوط بنيت وخروج حزبه من الكنيست

نتنياهو لا يزال أقوى السياسيين من دون قدرة على الحسم

مظاهرة في تل أبيب الجمعة طالبت قادة العالم بمواجهة التغير المناخي (أ.ب)
مظاهرة في تل أبيب الجمعة طالبت قادة العالم بمواجهة التغير المناخي (أ.ب)
TT

استطلاع يتوقع سقوط بنيت وخروج حزبه من الكنيست

مظاهرة في تل أبيب الجمعة طالبت قادة العالم بمواجهة التغير المناخي (أ.ب)
مظاهرة في تل أبيب الجمعة طالبت قادة العالم بمواجهة التغير المناخي (أ.ب)

تواجه حكومة إسرائيل أسبوعاً مصيرياً، مع بدء المداولات، اليوم الاثنين، حول إقرار الموازنة العامة الذي يحتاج إلى تأييد أغلبية 61 نائباً.
ومع محاولات المعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، إقناع نائب أو أكثر في الائتلاف الحاكم، بالانتقال إلى معسكره، بغرض إسقاط الحكومة، نشرت نتائج استطلاع رأي تبين أن رئيس الوزراء نفتالي بنيت، يواجه انهياراً في شعبيته، وأن حزبه «يمينا»، الممثل اليوم بسبعة نواب، سوف يندثر ولن يتجاوز نسبة الحسم. ولن يستطيع هو حتى أن يكون عضواً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «دايركت بولس»، ونشر أمس الأحد، أن نتنياهو، ما زال أقوى السياسيين شعبية في إسرائيل، وأن حزبه الليكود سيرتفع من 30 إلى 35 مقعداً ومعسكره اليميني المتطرف سيرتفع من 52 إلى 59 مقعداً. وبالمقابل فإن قوة الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي الحالي، ستهبط من 61 إلى 54 مقعداً. وتصبح «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية لسان الميزان برصيد 7 نواب (يوجد لها اليوم 6 نواب).
وعقب مسؤول في الليكود على هذه النتائج، بالقول، إن الجمهور يعي أن الحكومة الحالية غير طبيعية ويجب أن تسقط. وأكد أن نتنياهو سيكون قادراً على قيادة معسكر اليمين إلى الانتصار. ولذلك فهو سيسعى خلال الأيام القادمة إلى إفشال مشروع الموازنة الحكومي. وحسب القانون، عندما يتم إسقاط الموازنة تسقط الحكومة، فوراً، ويتم الإعلان عن حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة في غضون 100 يوم.
وتشير نتائج الاستطلاع المذكور، إلى أنه في حال سقوط الحكومة وإجراء الانتخابات، اليوم، ستحصل أحزاب المعارضة الحالية على النتائج التالية: الليكود 35 مقعداً، حزب اليهود الشرقيين المتدينين، شاس، يحافظ على قوته 9 مقاعد، وتكتل اليهود الأشكيناز المتدينين «يهدوت هتوراة» يرتفع من 7 إلى 8 مقاعد، وحزب المستوطنين المتطرف «الصهيونية الدينية» بقيادة بتسلئيل سموترتش يرتفع من 6 إلى 7 مقاعد. ومع أن «القائمة المشتركة» بقيادة النائب أيمن عودة تعتبر اليوم من المعارضة، فإنها تتخذ مواقف معادية لنتنياهو؛ ولذلك لا تحسب على تكتله. وبما أن مجموع أصواته (59 نائباً) لا تكفي لتشكيل حكومة، فسيضطر إلى البحث عن بديل آخر يضمه لائتلافه.
في المقابل، جاء توزيع المقاعد على أحزاب الائتلاف الحكومي الحالي، على النحو التالي: «ييش عتيد» (يوجد مستقبل) بقيادة يائير لبيد، يرتفع من 17 إلى 20 مقعداً، «كحول لفان» (أزرق أبيض) بقيادة بيني غانتس سيهبط من 8 إلى 7 مقاعد، وكل من «حزب العمل» برئاسة ميراف ميخائيلي و«يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، سيحصل على 7 مقاعد، والقائمة الموحدة للحركة الإسلامية برئاسة منصور عباس سترتفع من 4 إلى 5 مقاعد، و«تكفا حدشا» (أمل جديد) برئاسة غدعون ساعر ستهبط من 6 إلى 4 مقاعد، وحزب «ميرتس» اليساري برئاسة نتسان هوروفتش سيهبط من 6 إلى 4 مقاعد. وعملياً يخسر هذا الائتلاف أكثريته ويهبط إلى 54 مقعداً.
وأما حزب «يمينا» برئاسة رئيس الحكومة، بنيت، الذي فاز في الانتخابات الأخيرة بسبعة مقاعد، فإنه لن يتجاوز نسبة الحسم وسيصبح خارج الكنيست. وحتى لو عقد هذا الحزب تحالفاً مع ساعر وشكلا معاً قائمة مشتركة، فإنهما لن يحصلا على أكثر من 7 مقاعد، وهذا يعني أنهما لن يتمكنا من إنقاذ الائتلاف وسيبقى تحالف الحكومة الحالي مع 57 مقعداً. وحسب تحليل «دايركت بولس»، فإن نتنياهو وحلفاءه سيسترجعون غالبية المصوتين الذين فقدوهم في الانتخابات الأخيرة.
ولهذا، فإن بنيت وشريكه لبيد، اللذين يجريان استطلاعات خاصة بهما ويعرفان ما آلت إليه حالة الائتلاف من تدهور، سيسعيان إلى تمرير الموازنة بأي ثمن ومنع خطر إجراء انتخابات جديدة. وستكون معركتهما الأولى، هذا الأسبوع، في مناقشة اقتراح المعارضة، اليوم الاثنين، نزع ثقة عن الحكومة. وقد رفضت المعارضة طلب الائتلاف تأجيل هذا المشروع إلى الأسبوع القادم، لوجود رئيس الوزراء بنيت حالياً في مؤتمر المناخ، ومن غير المألوف نزع الثقة عنه في غيابه؛ ولذلك قررت أحزاب الائتلاف مقاطعة التصويت على حجب الثقة. وفي هذه الحالة يمكن أن تحصل المعارضة على أغلبية لنزع الثقة، إلا أن الحكومة لن تسقط، لأن إسقاطها يحتاج إلى تأييد 61 عضو كنيست على الأقل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.