تعد رحلة الرئيس الأميركي جو بايدن، نهاية الأسبوع الحالي، للمشاركة في اجتماعات مجموعة العشرين في إيطاليا، ثم قمة المناخ في غلاسكو بالمملكة المتحدة، رحلة محورية في وقت حرج تواجه فيه إدارته تحدي استعادة ثقة الحلفاء بـ«القيادة الأميركية» في الخارج.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن سيغادر واشنطن يوم الخميس، وسيبدأ رحلته بلقاء البابا فرنسيس يوم الجمعة في الفاتيكان، حيث سيناقشان قضايا حقوق الإنسان، ومكافحة وباء «كوفيد - 19»، والتصدي للتغيّر المناخي، ورعاية الفقراء.
ويشارك بايدن في اجتماعات قمة مجموعة العشرين في العاصمة الإيطالية روما يومي 30 و31 أكتوبر (تشرين الأول)، وسيعقد على هامشها اجتماعات ثنائية، تتضمن لقاء مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وآخر مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تهدئة الخلافات حول صفقة الغواصات النووية التي أبرمتها واشنطن مع أستراليا، وإنشاء تحالف جديد يضم الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.
واستبعدت مصادر في البيت الأبيض إمكان عقد لقاء بين بايدن والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. كما سيتغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ومن روما، سيسافر بايدن إلى غلاسكو في الأول والثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) للمشاركة في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف المشاركة في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغير المناخي.
وتتراكم القضايا الحساسة أمام قمتي العشرين والمناخ، سواء ما يتعلق بإنعاش الاقتصاد العالمي، وخطط الدول الكبرى لمكافحة التداعيات الاقتصادية للوباء، وما يتعلق بارتفاع أسعار الطاقة، والتغير المناخي.
وعلى صعيد سياسات بايدن الداخلية، ينعقد الأمل على أن يجري مجلس النواب الأميركي تصويتاً على مشروع قانون البنية التحتية الأربعاء أو الخميس، وإرساله إلى البيت الأبيض إذا تمكن الديمقراطيون من التوصل إلى توافق حول مشاريع قوانين الإنفاق الاجتماعي، مقابل البنية التحتية. وإذا حدث هذا التوافق، فإنه سيعطي بايدن دفعة قوية في رحلته الخارجية. ويعد العنصر البيئي أمراً أساسياً في منح صدقية لإدارة بايدن التي وضعت مكافحة التغيّر المناخي على رأس أجندتها، وتضغط على الدول الأخرى الملوثة للبيئة لتأخذ خطوات حاسمة.
وقال ماثيو غودمان، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بواشنطن، للصحافيين، صباح الاثنين، إن اقتصاديات مجموعة العشرين تمثل 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مضيفاً أن قمة قادة المجموعة ستبحث في إدارة الأزمة الاقتصادية، وتحقيق نمو مستدام شامل متوازن، ونوع من الاستقرار المالي. وأضاف أن القمة تواجه أزمات مزدوجة من التداعيات الاقتصادية لـ«كوفيد - 19» إلى التغير المناخي.
أما هيذر كونلي، نائبة رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لمنطقتي أوروبا وأوراسيا، فقالت إن أربعة أشهر ونصف الشهر تفصل بين رحلة بايدن الأولى لأوروبا في يونيو (حزيران) الماضي ورحلته المقبلة، مضيفة أن لقاءه بماكرون «ستكون له أهمية كبيرة لتحديد القدرة على عمل الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب الحلفاء والشركاء الأوروبيين الذين هم بحاجة إلى أن تكون أميركا هي القوة التي تحقق الاستقرار لوضع أوروبا الهش».
وتتابع: «سيكون على الرئيس بايدن بذل جهد هائل لإصلاح الضرر الذي لحق بعلاقة أميركا بأصدقائها، خاصة فرنسا، وما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة لإصلاح الضرر مع فرنسا. وربما تتطرق النقاشات إلى الهوية الدفاعية الأوروبية، وزيادة الدور الفرنسي في المحيطين الهندي والهادي».
وتشير إلى أن «أوروبا تصارع أسعار الطاقة المرتفعة»، فيما تستفيد روسيا من الاعتماد الأوروبي على الغاز الذي تصدّره عبر خط أنابيب «نورد ستريم 2».
بايدن يواجه تحدي استعادة ثقة الحلفاء في قمتي «العشرين» و{المناخ»
بايدن يواجه تحدي استعادة ثقة الحلفاء في قمتي «العشرين» و{المناخ»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة