قلق على حياة أسرى مضربين عن الطعام في إسرائيل

يحتجون على قرارات اعتقالهم إدارياً

جانب من تجمع تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل يوم الأربعاء الماضي بمدينة رام الله (أ.ف.ب)
جانب من تجمع تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل يوم الأربعاء الماضي بمدينة رام الله (أ.ف.ب)
TT

قلق على حياة أسرى مضربين عن الطعام في إسرائيل

جانب من تجمع تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل يوم الأربعاء الماضي بمدينة رام الله (أ.ف.ب)
جانب من تجمع تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل يوم الأربعاء الماضي بمدينة رام الله (أ.ف.ب)

حذر مسؤول فلسطيني من انتكاسة صحية مفاجئة على حياة الأسير كايد الفسفوس بعد 101 يوم على إضرابه عن الطعام، احتجاجاً على اعتقاله الإداري لدى السلطات الإسرائيلية.
وقال المستشار الإعلامي لهيئة شؤون الأسرى والمحررين، حسن عبد ربه، أمس، إن الخطر يتهدد حياة الفسفوس بشكل خاص و6 أسرى آخرين. وأضاف: «الخطر يزداد على الأسرى المضربين وهناك خشية من إمكان تعرضهم لانتكاسة صحية مفاجئة، أو استشهاد أحدهم، خصوصاً نتيجة نقص كمية السوائل في الجسم».
واتهم عبد ربه، المحكمة الإسرائيلية، بالتهرب من اتخاذ قرار بوقف أمر اعتقالهم الإداري، وهو ما يمثل «أمر قتل بطيء لهم».
ويواصل سبعة أسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 101 يوم. والأسرى المضربون إلى جانب الفسفوس، هم: مقداد القواسمة منذ 94 يوماً، وعلاء الأعرج منذ 77 يوماً، وهشام أبو هواش منذ 68 يوماً، وشادي أبو عكر منذ 60 يوماً، وعياد الهريمي منذ 31 يوماً، وآخرهم الأسير رأفت أبو ربيع المضرب منذ نحو أسبوع.
وترفض إسرائيل الاستجابة لطلب الأسرى وقف اعتقالهم الإداري، لكنها منحت بعضهم تجميداً للقرار الإداري وليس إلغاء، وهو أمر رفضوه.
وقال نادي الأسير الفلسطيني إن إسرائيل التي جمدت اعتقال الفسفوس المحتجز في مستشفى «برزلاي» بوضع صحي قلق، في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، هدفت إلى رفع المسؤولية عن إدارة السجون والمخابرات (الشاباك) بخصوص مصيره وتحويله إلى معتقل «غير رسمي» في المستشفى، وقد وضعته تحت حراسة أمن المستشفى بدل حراسة السجانين. وحسب «نادي الأسير»، «يستطيع أفراد عائلته زيارته كأي مريض وفقاً لقوانين المستشفى، لكنهم لا يستطيعون نقله لأي مكان آخر». وينسحب هذا على الأسير مقداد القواسمة المحتجز في العناية المكثفة في مستشفى «كابلان»، بوضع صحي شديد الخطورة، ويواجه احتمالية الوفاة المفاجئة بعد تراجع في جهازه العصبي.
ويقبع 3 أسرى آخرين في عيادة السجن، وهم الأعرج وأبو هواش وأبو عكر الموجودون في سجن عيادة الرملة، وتقوم إدارة السجن بنقلهم إلى المستشفيات وإعادتهم إلى السجن. أما عياد الهريمي فمحتجز في زنازين عوفر. ويواصل الأسرى إضرابهم متسلحين بالأمل بعدما نجحت تجارب مماثلة في وقف الاعتقال الإداري.
و«الإداري» هو قانون الطوارئ البريطاني لعام 1945، وتستخدمه إسرائيل لاعتقال فلسطينيين وزجهم في السجن من دون محاكمات أو إبداء الأسباب، لفترات مختلفة قابلة للتجديد تلقائياً. ويعتمد السجن الإداري على ملف تتذرع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بأنه سري، ولا يجوز الاطلاع عليه.
وتتمثل مطالب الأسرى المضربين عن الطعام بإلغاء الاعتقال الإداري بحقهم والإفراج عنهم. ويوجد في السجون الإسرائيلية نحو 540 معتقلاً بموجب قرارات اعتقال إدارية من بين حوالي 4700 أسير. ويقدر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار، ما بين قرار جديد وقرار بتجديد الاعتقال الإداري.



تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.