الأندية الإسبانية تطالب بقانون عادل يحد من هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على عوائد البث

قضية حقوق إذاعة المباريات تتفاقم.. واتهامات لرئيس اتحاد الكرة بـ«السلوك المنحرف»

فريقا ريـال مدريد وبرشلونة يلتهمان الحصة الكبرى من عائدات البث (رويترز)
فريقا ريـال مدريد وبرشلونة يلتهمان الحصة الكبرى من عائدات البث (رويترز)
TT

الأندية الإسبانية تطالب بقانون عادل يحد من هيمنة ريـال مدريد وبرشلونة على عوائد البث

فريقا ريـال مدريد وبرشلونة يلتهمان الحصة الكبرى من عائدات البث (رويترز)
فريقا ريـال مدريد وبرشلونة يلتهمان الحصة الكبرى من عائدات البث (رويترز)

انتقدت الأندية الإسبانية الطريقة «غير الملائمة» التي يتعامل بها معهم أنخيل بيار رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، كما طالبوه بتغيير سلوكه من أجل إنجاح المفاوضات الجماعية القائمة في الوقت الراهن حول حقوق البث التلفزيوني.
ودعت الأندية الإسبانية الاثنين لعقد اجتماع غير اعتيادي لجمعيتها العمومية لمناقشة خلافاتها مع بيار، الذي امتنع عن حضور عدة اجتماعات عقدت خلال الأسابيع الماضية لمناقشة حقوق البث التلفزيوني. وأصدرت رابطة الأندية الإسبانية عقب الاجتماع بيانا تعلن فيه عن تأييد جميع الأندية لرئيس الرابطة الحالي خافيير تيباس. وانتقدت الأندية الإسبانية في بيانها الأخير السلوك «غير القويم» لرئيس الاتحاد الإسباني وعدم احترامه الاتفاقات المبرمة، خصوصا غيابه «غير المبرر» عن الاجتماع الذي دعا إليه وزير التعليم خوسيه إغناسيو ويرت في 26 مارس (آذار) الماضي. وتلقى بيار دعوة لحضور الاجتماع المذكور لمناقشة قضية حقوق البث التلفزيوني بين الأندية والحكومة الإسبانية، إلا أنه قرر في نهاية الأمر الغياب عن هذا الاجتماع، وهو ما سبب حرجا بالغا لتيباس.
يذكر أن ذلك الاجتماع لم يكن الأول بين الأندية والحكومة الذي يغيب عنه بيار.
وأشار بيان رابطة الأندية الإسبانية إلى أن أعضاء الرابطة لا يشعرون بأنهم ممثلون من قبل رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، مطالبين إياه بالتغيير الفوري لموقفه من أجل تحقيق المصلحة العامة للكرة الإسبانية. واتهمت الأندية الإسبانية بيار بأنه يقوم على تقويض مجهوداتهم في الوصول إلى اتفاق مرض للجميع بشأن حقوق البث التلفزيوني. وطبقا لبعض وسائل الإعلام الإسبانية، فإن بيار يقف في مواجهة رابطة
الأندية الإسبانية والحكومة في هذه القضية لأنه يريد أن يحصل على 4 في المائة من العوائد المالية للبث التلفزيوني لصالح مؤسسته وليس 2 في المائة فقط التي عرضت عليه في وقت سابق.
هذه التطورات تأتي بعد أيام من تراجع 42 ناديا محترفا في كرة القدم الإسبانية عن التهديد بالإضراب، وقرروا منح الحكومة مزيدا من الوقت من أجل إصدار قانون بصفقة جماعية لحقوق البث التلفزيوني. وقرر مسؤولو الأندية الذين اجتمعوا في برشلونة خلال جمعية عمومية غير عادية لرابطة الدوري الإسباني، إعطاء الحكومة من 10 إلى 12 يوما إضافية لإحراز تقدم بشأن القانون.
ووحده الدوري الإسباني بين مسابقات الدوري الكبرى في أوروبا الذي يتفاوض فيه كل ناد بشكل منفصل لبيع حقوق البث التلفزيوني لمبارياته. وأبلغ تيباس الصحافيين: «هناك حاجة لوجود قانون ينظم بيع الحقوق التلفزيونية»، وأضاف: «دون هذا القانون، فإن الواقع يقول إن كرة القدم الإسبانية ستتراجع للمركز الخامس أو السادس في التصنيف الأوروبي». وتأمل أندية كثيرة في إسبانيا ومن بينها أتليتكو مدريد بطل دوري الدرجة الأولى وإسبانيول وفالنسيا وإشبيلية، في أن تساعدهم الصفقة الجماعية على المطالبة بمزيد من الأموال من جهات البث وتقاسم الحصيلة بطريقة أكثر عدلا. وتتفاوض الأندية في إسبانيا على عقود البث بصورة مستقلة، وتواجه الفرق هناك ضغوطا بعدما توصل الدوري الإنجليزي الممتاز لصفقة جماعية الشهر الماضي تساوي نحو 5 مليارات جنيه إسترليني (7.43 مليار دولار) بين 2016 و2019.
ويحصل ريـال مدريد (أغنى أندية العالم من حيث الدخل) وبرشلونة (رابع أغنى ناد) معا على نحو نصف حقوق البث السنوية في الدوري التي تبلغ قيمتها 650 مليون يورو، وهو من أسباب تفوقهما الدائم على المنافسين المحليين.
ووفقا لاستيف كالزادا الرئيس التنفيذي لمؤسسة «برايم تايم سبورت» ومقرها برشلونة، فإن النسبة في إنجلترا بين أعلى الأندية من حيث إيرادات البث التلفزيوني وأقلها تبلغ مرة ونصف المرة فقط، بينما تصل في إسبانيا إلى 10 أضعاف. وقال كالزادا إن أقل فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز سينال 106 ملايين جنيه إسترليني في الموسم الواحد، وفقا للصفقة الجديدة، ويبلغ نصيب أقل أندية الدوري الإسباني 11 مليون يورو، فيما يحصل ريـال مدريد وبرشلونة معا على نحو 110 ملايين يورو.
واتهم مسؤولو الأندية ورابطة الدوري الإسباني الحكومة بالتقاعس عن إصدار قانون جديد للرياضة سيتضمن صفقة جماعية إجبارية. ونقل عن ميغيل كاردينال رئيس المجلس الرياضي الحكومي قوله: «نحن نعمل على هذا.. وهذا ما يريده القطاع»، وأضاف: «هذه لائحة معقدة. وإضافة إلى هذا، يوجد كثير من الأطراف المعنية بالأمر، التي تريد إبداء رأيها. لم نجمد مناقشة القضية، ونحن نعمل عليها».
وكان خوان كوليت رئيس إسبانيول قد قال في وقت سابق: «نحن في إسبانيا نبقى نحتفظ بالموقف المهين نفسه الذي يسمح فيه لناديين (ريـال وبرشلونة) بالحصول على ما لا يناله أي طرف آخر في أوروبا»، وأضاف: «تقترب عقود البث التلفزيوني الحالي من نهايتها، لكن بسبب عدم الموافقة على القانون، فإنه لا يمكننا التفاوض حول عقد جديد». وألقى رئيس إسبانيول باللوم على التدخل السياسي في تأخير صدور القانون، وقال إن موافقة برشلونة تبدو حاضرة، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لريـال مدريد بطل أوروبا.
الاتحاد الإسباني لكرة القدم قد أعرب عن رغبته في توزيع عائدات البث بشكل مركزي (جماعي)، كما يحدث في الدوريات الكبرى في أوروبا، وأن يكون توزيع عائدات البث عادلا، حيث لا يعقل أن يحصل كارديف سيتي الفريق الذي احتل المركز الأخير في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي، على عوائد أكثر بـ32.5 مليون يورو من أتليتكو مدريد بطل الدوري الإسباني.
يذكر أن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أعلنت في وقت سابق أن حقوق البث المباشر للمواسم الثلاثة المقبلة من 2016 إلى 2019 تم بيعها مقابل رقم قياسي بلغ 5 مليارات و136 مليون جنيه إسترليني (7 مليارات و837 مليون دولار). وتخطت قيمة بيع حقوق البث المباشر للدوري الإنجليزي خلال المواسم الثلاثة المقبلة، القيمة المتوقعة التي كانت تبلغ 4.4 مليار جنيه إسترليني، حيث تبلغ قيمة بيع حقوق بث المباراة الواحدة أكثر من 10 ملايين إسترليني. وسيتم اقتسام حقوق البث بين شبكة «سكاي سبورتس» ومحطة «بي تي» الرياضية (سباق محموم بين عملاقين هجرته منذ زمن شبكة «بي بي سي» السعيدة جدا منذ فترة لاحتفاظها بحقوق الملخصات لبرنامجها الأسبوعي مقابل 274 مليون يورو).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».