ناشطون يسخرون من مظاهرات الخاسرين في انتخابات العراق

TT

ناشطون يسخرون من مظاهرات الخاسرين في انتخابات العراق

استمرت، أمس، موجة الانتقادات والسخرية التي أطلقها ناشطون عراقيون ترتبط غالبيتهم بحراك تشرين الاحتجاجي ضد المظاهرات وعمليات قطع الطرق التي قامت بها بعض الجماعات الداعمة لتحالف «الفتح» والقوى الموالية لإيران التي خرجت بهزيمة قاسية في الانتخابات النيابية الأخيرة.
وفي حملتهم الساخرة، اتخذ معظم المغردين في منصات مواقع التواصل الاجتماعي ذات الموقف الرافض الذي اتخذته الجماعات الموالية لإيران من احتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019، ومن بين أكثر الدعابات التي انتشرت بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لزعيم تحالف «الفتح» هادي العامري وكتب عليها «اختفاء الناشط المدني هادي العامري – الحرية لهادي» في استعارة من عمليات الاختفاء التي طالت الناشطين المدنيين خلال الاحتجاجات والمطالبات بإطلاق سراحهم من قبل الناشطين.
وسخر العديد من الناشطين من الأعداد القليلة المرتبطة بتحالف «الفتح «التي قامت بقطع بعض الطرقات بالإطارات المحترقة، ورأى كثيرون أن أعدادهم لا تقارن بأعداد جماعات الحراك التي خرجت في السابق، كما أنها تكشف عن حجم التأييد الذي تتمتع به الجماعات الخاسرة، وطالب بعض الساخرين بحذف بعض المقاعد التي حصلوا عليها بالنظر لقلة مؤيديهم.
ومن العبارات التي كانت شائعة جداً واستثمرت للسخرية من مظاهرات الجماعات الرافضة لنتائج الانتخابات، عبارة أو وسم «محد يحب العراق بكدي» (لا أحد يحب العراق مثلي) إلى «لا أحد يحب البرلمان مثلي»، في إشارة ساخرة إلى الرافضين للنتائج. وكذلك استخدمت عبارة «نازل آخذ حقي» التي رفعها ناشطو الحراك إلى «نازل آخذ كرسي»، في إشارة إلى مطلب الخاسرين بمقاعد برلمانية إضافية.
كما شملت «حملة السخرية» الحديث عن حرق الإطارات التي كانت مستهجنة جداً من الجماعات المناهضة للاحتجاجات وخصوصاً المقربة من إيران، ثم عادت ذات الجماعات واستخدمت ذات الآلية في قطع الطرق في احتجاجاتها على النتائج.
وفي مقابل دعوات من ناشطين بضرورة نأي جماعات الحراك بنفسها عن معركة الخاسرين مع مفوضية الانتخابات، دعا الناشط والصحافي أحمد الشيخ ماجد إلى «الشماتة» بالخاسرين، وكتب عبر «تويتر»: «لا تتركوا نافذة لم تسخروا منهم بها، هذا أضعف الإيمان أمام حملة القناصات والكواتم». في اتهام لبعض القوى الخاسرة بالضلوع في عمليات قتل واختطاف الناشطين في احتجاجات تشرين. وأضاف «السخرية سلاحنا في مواجهة أمراء التحريض والراقصين على دماء الشباب في معركة الحقوق واستعادة الدولة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.