«طالبان» لإعلان «إطار تنظيمي» يتيح للفتيات العودة إلى المدارس الثانوية

طفلة أفغانية تلمع أحذية على جانب طريق في كابل (إ.ب.أ)
طفلة أفغانية تلمع أحذية على جانب طريق في كابل (إ.ب.أ)
TT

«طالبان» لإعلان «إطار تنظيمي» يتيح للفتيات العودة إلى المدارس الثانوية

طفلة أفغانية تلمع أحذية على جانب طريق في كابل (إ.ب.أ)
طفلة أفغانية تلمع أحذية على جانب طريق في كابل (إ.ب.أ)

تعتزم طالبان الإعلان عن إطار تنظيمي يتيح للفتيات العودة إلى مقاعد الدراسة «قريباً» في أفغانستان، وفق ما كشف مسؤول رفيع في الأمم المتحدة، وذلك بعد أربعة أسابيع على حصر الحركة الحق في التعليم الثانوي بالفتيان. وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قال عمر عبدي، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، إن وزير التعليم في حكومة طالبان «أبلغنا بأن الحركة تعمل على وضع إطار تنظيمي ستعلنه قريباً من شأنه أن يسمح للفتيات بارتياد المدارس الثانوية، ونتوقع حصول ذلك قريباً جداً»، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ومنذ أسابيع، تَعد طالبان بالسماح للفتيات بالعودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن. وأثارت الحركة التي حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001 فارضة نظاماً متشدداً، غضباً دولياً بعد حرمانها عملياً النساء والفتيات من حقي التعلم والعمل في مختلف أنحاء البلاد، وخنقها المتزايد للحريات في أفغانستان.
وكانت طالبان قد سمحت منذ البداية للتلميذات بارتياد المدارس الابتدائية، لكنها منعت الفتيات والمدرسات من العودة إلى المدارس الثانوية. وقال مسؤولون في طالبان إن عودة الفتيات والمدرسات إلى المدارس الثانوية لن تحصل إلا بعد ضمان إقامة فصل صارم بين الجنسين، وفقاً لتفسير الحركة للشريعة الإسلامية، موضحين أن وضع الإطار التنظيمي يتطلب مزيداً من الوقت.
وأشار عبدي إلى أنه في الوقت الذي يلقي فيه كلمته، «هناك ملايين من الفتيات اللواتي تفوتهن فرصة التعلم لليوم السابع والعشرين على التوالي». وقال إن الأمم المتحدة تحض طالبان التي تحكم حالياً أفغانستان على تسريع عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية. وأشار إلى أنه زار أفغانستان قبل أسبوعين، والتقى مسؤولين في حكومة طالبان، وأوضح «كانت تربية الفتيات القضية الأولى التي أثرتها في كل لقاءاتي»، مشيراً إلى أنه تلقى «تأكيدات» على التزام طالبان السماح للفتيات بارتياد المدارس الابتدائية.
أما بالنسبة إلى المدارس الثانوية، فلم يُسمح بعودة الفتيات إلى الصفوف «إلا في خمس ولايات»، لكنه أوضح أن الأمم المتحدة تدفع باتجاه إتاحة هذا الحق في كل أنحاء البلاد.
وهذا الأسبوع أبدت فتاة تبلغ 14 عاماً عرفت عن نفسها باسم أسمى، عن استيائها من هذا الوضع وأعربت عن تصميمها على مواصلة التعلم. وقالت الفتاة في تصريح لمنظمة العفو الدولية إن همها الأكبر «هو معرفة ما إذا كانت ستتمكن من العودة إلى المدرسة»، وتابعت: «أريد أن أتعلم كل المواد، من الأسهل إلى الأصعب. أريد أن أصبح رائدة فضاء أو مهندسة... هذا ما أحلم به». وتابعت: «التعليم ليس جريمة»، وأضافت «إذا اعتبرت طالبان أن التعلم جريمة، فنحن سنرتكب هذه الجريمة. لن نستسلم».



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.