بدأت المماحكات داخل القوى الشيعية؛ بما ينذر بحدوث صدام مسلح، بعد ظهور النتائج غير المتوقعة للانتخابات العراقية. زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر؛ الذي تصدرت كتلته «الكتلة الصدرية» نتائج الانتخابات بحصولها على 73 مقعداً قابلة للزيادة؛ كما تقول أوساط الصدريين، استبق ما بدا أنها تفاهمات بين القوى الشيعية عقدت مساء أول من أمس في منزل زعيم «ائتلاف دولة القانون» رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.
وطبقاً للتسريبات؛ فإن هذه التفاهمات تتجه نحو البدء بإجراء تفاهمات مع قوى سياسية أخرى بهدف تكوين الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً. التفاهمات شملت القوى الشيعية التي فوجئت بنتائجها التي تمثل انتكاسة غير متوقعة لها. التفاهمات بين هذه القوى، وفي مقدمتها «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري أبرز الخاسرين وكذلك «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم رغم أنه هنأ الفائزين بتغريدة له، دارت؛ طبقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، في مسارين: الأول محاولة إجراء مباحثات مع كتل أخرى (شيعية - سنية - كردية)، بينما المسار الثاني هو الاتجاه لرفض نتائج الانتخابات.
في المسار الأول يجب أن تمضي الأمور باتجاه تكوين الكتلة الكبرى. لكن الخلافات لا تزال قائمة بشأنها منذ انتخابات عام 2010 وحتى اليوم. فالمطلوب الوصول إلى رقم يتخطى الرقم الذي حصل عليه «التيار الصدري» (73 مقعداً). ومما يعزز إمكانية تحقيق مثل هذا الهدف بالنسبة للقوى الشيعية الخاسرة هي المفاجأة التي حققها ائتلاف المالكي الذي قفزت مقاعده من 26 مقعداً في انتخابات 2018 إلى 37 مقعداً في هذه الانتخابات.
أمام هذه المفاجأة الإيجابية بالنسبة للمالكي هناك مفاجآت سلبية قوامها حصول «الفتح» على 14 مقعداً بينما كان لديه 47 مقعداً في انتخابات عام 2018. الأمر نفسه ينطبق على «تيار الحكمة» بزعامة عمار الحكيم الذي شكل تحالفاً أطلق عليه «تحالف قوى الدولة»، لكن هذا التحالف لم يحصل إلا على مقعدين؛ بينما كان لديه في انتخابات 2018 نحو 22 مقعداً.
على مستوى الخسائر الشخصية، وشيعياً دائماً، فإن أبرز الخاسرين أيضاً هما رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي الذي حاز مقعدين؛ بينما لم يحصل رئيس «هيئة الحشد الشعبي» زعيم «العقد الوطني» فالح الفياض على أي مقعد.
وفي سياق المسار الأول؛ فإن النية، طبقاً للمعلومات وطبقاً لتفاهمات منزل المالكي، تتجه للبحث عن حلفاء في مقابل حلفاء الصدر المحتملين وهما «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و«حزب تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي.
أما المسار الثاني؛ فهو الإعلان عن رفض نتائج الانتخابات، لا سيما من قبل «كتلة الفتح». وفي هذا السياق؛ صدر بيان عمّا سمي «الإطار التنسيقي» وقعه عدد من القادة الشيعة شكك في نتائج الانتخابات، وعدّ أن إجراءات المفوضية غير صحيحة. وفيما بدا أنهم يؤمنون، كما أعلنوا، بالمسار الديمقراطي عبر تقديم طعون، لكن التهديدات المعلنة مرة والمبطنة مرة أخرى أظهرت أن احتمال المواجهة قائم؛ الأمر الذي دعا الصدر إلى المضي قدماً في ترسيخ انتصاره عبر تأكيده تشكيل حكومة مستقلة عن أي تدخل خارجي (لا شرقية ولا غربية)، كما أنه حدد بوضوح أن من بين أولوياته حصر السلاح بيد الدولة.
العامري عدّ نتائج الانتخابات «مفبركة»، فيما هدد نائب سابق ومرشح حالي عن «عصائب أهل الحق» هو عبد الأمير الدبي بأنهم «سوف يزلزلون الأرض تحت أقدام المارقين»؛ على حد قوله. العامري في تصريح له قال: «لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن»، مبيناً: «سندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة». موقف العامري يتطابق مع موقف المسؤول العسكري لـ«كتائب حزب الله» أبو علي العسكري الذي أعلن رفضه نتائج الانتخابات، واعداً بـ«إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح».
إلى ذلك، حذر القيادي البارز في «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، هوشيار زيباري، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل أمس، من استمرار رفض النتائج والتلويح بالنزول إلى الشارع، محذراً من «نتائج كارثية» إذا حدث ذلك.
بوادر مواجهة مسلحة بين الصدر وأحزاب «حشدية»
تحالف {الفتح» يرفض نتائج الانتخابات ويتوعد بـ«إجراءات»... وتحذير كردي من «كارثة»
بوادر مواجهة مسلحة بين الصدر وأحزاب «حشدية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة