هل يمكن أن تستعيد ألمانيا مجدها السابق؟

مدرب ألمانيا الجديد هانزي فليك يهنئ لاعبيه بالتأهل لمونديال 2022 (رويترز)
مدرب ألمانيا الجديد هانزي فليك يهنئ لاعبيه بالتأهل لمونديال 2022 (رويترز)
TT

هل يمكن أن تستعيد ألمانيا مجدها السابق؟

مدرب ألمانيا الجديد هانزي فليك يهنئ لاعبيه بالتأهل لمونديال 2022 (رويترز)
مدرب ألمانيا الجديد هانزي فليك يهنئ لاعبيه بالتأهل لمونديال 2022 (رويترز)

بعد أن أصبحت أول منتخب يبلغ نهائيات مونديال قطر 2022 عبر التصفيات، هل يمكن اعتبار ألمانيا من بين المنتخبات المرشحة لإحراز اللقب العالمي؟ بعد ثلاث سنوات عجاف، بدأ أبطال العالم أربع مرات، يتوسمون خيراً بالتشكيلة الحالية، لكن المدرب الجديد هانزي فليك يعتبر أن «الطريق ما زالت طويلة».
لطالما اعتمد المنتخب الألماني على القوة الذهنية. وبعد أن قام فليك بتجديد دماء الفريق بنسبة كبيرة بعد تسلمه منصبه خلفاً ليواكيم لوف إثر نهائيات كأس أوروبا خلال العام الحالي، يعتمد اللاعبون على ماضٍ مجيد للمنتخب الذي يتمتع بمستوى مستقر منذ نحو 70 عاماً في النهائيات العالمية. لكن التشكيلة الحالية كانت في حاجة إلى جرعة من الثقة بعد كابوس النسخة الأخيرة في روسيا عام 2018 والخروج من الدور الأول.
ومع انتزاع بطاقة التأهل بالفوز على مقدونيا الشمالية 4 - صفر الاثنين، نجحت «الماكينات» في الوجود بالعرس العالمي للمرة الثامنة عشرة على التوالي. ومنذ عام 1954، بلغت ألمانيا الغربية ثم الموحدة الدور نصف النهائي للمونديال 12 مرة، والنهائي 8 مرات وتوجت باللقب 4 مرات وهو سجل لا تضاهي فيه حتى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية (5 مرات).
ويؤكد حارس مرمى ألمانيا وقائدها مانويل نوير أن أي منتخب ألماني يشارك في بطولة ما يكون من أجل الظفر بها، ويقول في هذا الصدد: «نريد العودة إلى القمة ويتعين علينا الاستعداد للمنافسة على اللقب. التتويج أبطالاً لكأس العالم يجب أن يكون هدفاً منطقياً». ومنذ أن تسلم فليك تدريب ألمانيا، حقق المنتخب خمسة انتصارات في خمس مباريات وسجل 18 هدفاً ودخل مرماه 3 أهداف فقط. صحيح أن المباريات الخمس كانت أمام منتخبات من الصف الثاني أمثال ليشتنشتاين ومقدونيا الشمالية وآيسلندا، لكن النقطة الأبرز في التشكيلة الألمانية، أن فليك منح الفرصة لبعض اللاعبين الشبان لفرض أنفسهم أمثال جمال موسيالا وكريم أدييمي.
ويقول فليك الذي قاد بايرن ميونيخ إلى سداسية تاريخية الموسم قبل الماضي: «المنتخب يتطور، لقد رأينا بأي عقلية ندخل إلى أرضية الملعب في المباريات الأخيرة». وأضاف: «لا نملك الوقت الكافي للتدريب وتطوير الأمور بشكل أفضل، لكن الذهنية موجودة». بيد أن ألمانيا تريد الصعود من الحضيض بأسرع فترة ممكنة بعد كابوس مونديال روسيا.
ففي تلك النسخة، أراد المدرب السابق الاعتماد على نواة المنتخب المتوج بطلاً للمونديال قبل 4 سنوات في البرازيل، لكنه فشل فشلاً ذريعاً على الرغم من أن منتخبات مجموعته كانت في متناوله، فخسر أمام المكسيك وكوريا الجنوبية وحقق فوزاً في غاية الصعوبة وغير مجدٍ على السويد 2 - 1 لينهي الدور الأول في المركز الأخير. ثم شارك في دوري الأمم الأوروبية وحل ثالثاً في مجموعته وراء البرتغال وفرنسا، تبعت ذلك خسارة تاريخية أمام إسبانيا بسداسية نظيفة، ثم أخرى مذلة أمام مقدونيا الشمالية 1 - 2 في عقر دار ألمانيا.
وعن حظوظ منتخب بلاده في المنافسة على اللقب العام المقبل في قطر، يقول فليك: «إذا نظرنا إلى نوعية اللاعبين الموجودين حالياً، نستطيع القول إننا قادرون على منافسة منتخبات إيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا وبلجيكا، لكن ثمة نواحي يجب تحسينها. ما زالت الطريق طويلة أمامنا للعودة إلى أعلى مستوى على الصعيد العالمي، لكن ما أدركه تماماً أنه بفضل الذهنية الموجودة يمكننا أن نفعل أشياء كثيرة».
أما أبرز المشاكل التي تواجه المنتخب الحالي، فهي إيجاد رأس حربة صريح على الرغم من أن فليك يجدد الثقة دائماً في مهاجم تشيلسي الإنجليزي تيمو فيرنر الذي سجل 5 أهداف في آخر خمس مباريات، على الرغم من الصعوبات التي يواجهها في فريقه اللندني هذا الموسم، حيث خسر مركزه الأساسي لصالح البلجيكي روميلو لوكاكو. كما أن الدفاع لا يعطي الضمانات اللازمة دائماً، لا سيما على الأطراف، حيث فشل أي ظهير في فرض نفسه حتى الآن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».