تل أبيب تنفي إعاقة وصول أشتية إلى جنين وتطالبه باحترام الاتفاقيات والتنسيق

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (رويترز)
TT

تل أبيب تنفي إعاقة وصول أشتية إلى جنين وتطالبه باحترام الاتفاقيات والتنسيق

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (رويترز)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (رويترز)

قالت تل أبيب إن قواتها في الضفة الغربية لم تعرقل وصول رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، من رام الله في وسط الضفة الغربية إلى محافظة جنين شمال الضفة.
ونشر منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة غسان عليان بياناً قال فيه: «ادعى المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية أن قوات تابعة للجيش أوقفت رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية في طريقه من نابلس إلى جنين» مضيفاً «أن الحديث يدور عن كذبة مختلقة لا أساس لها من الصحة، وإذا تأخر أشتية فعليه أن يبحث عن المذنبين في مكان آخر دون إشاعة الافتراءات والأكاذيب بحق الجيش».
وأردف: «أقترح على رئيس الوزراء الفلسطيني أن يحترم الاتفاقيات ويقوم بتنسيق تنقلاته في أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مع أجهزة الأمن الإسرائيلية أسوة بأي شخصية أخرى رفيعة المستوى». وكان عليان يرد على تصريح للمتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم أعلن فيه أن قوات تابعة لجيش الاحتلال أوقفت أشتية في طريقه من نابلس إلى جنين. وكتب ملحم: «سلطات الاحتلال تعوق وصول رئيس الوزراء إلى محافظة جنين».
وكان أشتية قد قرر عقد جلسة الحكومة الفلسطينية في جنين أمس ضمن توجه سابق بعقد جلسات الحكومة الأسبوعية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة في جميع المدن الفلسطينية، بعد غضب شعبي واتهامات للحكومة بالتقصير في متابعة شؤون الناس.
وقال أشتية في مستهل جلسة الحكومة أمس: «إن جنين تقف في صف المواجهة مع باقي المدن الفلسطينية من أجل إنهاء الاحتلال، ومجلس الوزراء هنا اليوم ليسمع احتياجات وهموم أهلنا».
وأضاف «يقول الإسرائيليون إنهم ضد إقامة دولة فلسطينية لأنها ستكون إرهابية، ونحن نقول نحن شعب ضحية. ضحية إسرائيل الاستعمارية، نحن لم نعتدِ على أحد ولم نهدم منزل أحد ولم نضع الحواجز ونقطع شجرة ولم نسجن الشباب والأطفال».
وتابع: «إن شعبنا المدافع عن حقه لا يمكن وصمه بالإرهاب، بل إن دولة الاحتلال هي التي تمارس كل إرهاب ضد شعبنا من مصادرة أراضٍ وقتل أطفال وهدم بيوت واقتحام أماكن عبادة وطرد الناس من بيوتهم وهدم قراهم».
وأردف: «إن دولة فلسطين سوف تقوم شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا الاحتلال سوف يندحر (وإحنا واياهم والزمن طويل) وهذا حتماً عبر إصرار شعبنا على نيل حريته».
كما تطرق أشتية للوضع في المسجد الأقصى، وقال إن تصاعد الاقتحامات في الأقصى والسماح للمستوطنين بالصلاة الصامتة هناك تحدٍّ للإرادة الدولية والإدارة الأميركية.
وطالب أشتية الإدارة الأميركية بمنع هذا القرار وعدم تغليفه بأطر قانونية أو غيرها لأن الأقصى مكان عبادة للمسلمين فقط.
ورفض أشتية هدم إسرائيل لقبور الأموات في المقبرة اليوسفية في القدس كما رفض تجريف إسرائيل لأرض مطار القدس وقال إن كل ذلك خرق للقانون الدولي وتحدٍّ للمجتمع الدولي والإدارة الأميركية التي طلبت عدم اتخاذ إجراءات أحادية.
وقال أشتية إن «العالم يجب أن يقف أمام هذه الإجراءات غير المسبوقة» وأضاف «كما يجب أن نجري نحن مراجعة جدية حول ما تقوم به إسرائيل على أرضنا».
وطالب أشتية إسرائيل كذلك بالإفراج عن الأسرى المضربين عن الطعام حفاظاً على حياتهم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.