ضغوط أميركية هادئة لوقف غالبية المشاريع الاستيطانية

خطط لبناء مستوطنات جديدة في الضفة والجولان

عائلة فلسطينية تشاهد من نافذة منزلها المهشمة ما حدث في أعقاب هجوم مستوطنين على التجمع البدوي في قرية المفجرة بالضفة 30 سبتمبر (أ.ب)
عائلة فلسطينية تشاهد من نافذة منزلها المهشمة ما حدث في أعقاب هجوم مستوطنين على التجمع البدوي في قرية المفجرة بالضفة 30 سبتمبر (أ.ب)
TT

ضغوط أميركية هادئة لوقف غالبية المشاريع الاستيطانية

عائلة فلسطينية تشاهد من نافذة منزلها المهشمة ما حدث في أعقاب هجوم مستوطنين على التجمع البدوي في قرية المفجرة بالضفة 30 سبتمبر (أ.ب)
عائلة فلسطينية تشاهد من نافذة منزلها المهشمة ما حدث في أعقاب هجوم مستوطنين على التجمع البدوي في قرية المفجرة بالضفة 30 سبتمبر (أ.ب)

كشف موقع «إكسيوس» الإخباري الأميركي، أمس، أن هناك ضغوطا أمريكية هادئة على حكومة إسرائيل في موضوع الاستيطان.
ونقل الموقع على لسان القائم بأعمال السفير الأمريكي في إسرائيل، مايكل راتني، قوله، إن هناك قلقا أمريكيا من مشاريع الاستيطان خصوصا تلك التي تتسم بأهداف استراتيجية، مثل إلغاء المطار ومشروع «المنطقة E1» بالقرب من القدس، التي تعتبر أساسية لوحدة الأراضي الفلسطينية التي تربط المناطق الشمالية في الضفة الغربية بالمناطق الجنوبية فيها. وقال مسؤول أمريكي، للموقع، إنه منذ الاجتماع الذي عقده بنيت في واشنطن، فإن الإدارة على اتصال أسبوعي مع إسرائيل بشأن المستوطنات.
ونقل الموقع تصريحات «مسؤول إسرائيلي كبير»، قال إن «هناك حساسية كبيرة الآن مع الأمريكيين بشأن المستوطنات، وهذا هو سبب تعليق الموافقة على التخطيط والبناء الجديد في الوقت الحالي». ورد مكتب بنيت بالقول، إنه لن يعلق على المحادثات الخاصة مع المسؤولين الأمريكيين. لكن مقربين منه سربوا للإعلام، بأن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت، تسعيان إلى التوصل إلى تفاهمات من خلال «قنوات اتصال هادئة» حول البناء في المستوطنات، وأشاروا إلى أن هذه القضية يمكن أن تشكل توترا بين الجانبين، حسبما نقل عنهم موقع «واللا» الإلكتروني. وفي هذه الأثناء تحاول إدارة بايدن إجراء توازن بين قضية الاستيطان واستقرار حكومة بنيت.
في السياق، خرج قادة الاستيطان اليهودي بحملة ضد حكومة نفتالي بنيت، تتهمه فيها بـ«الرضوخ للضغوط الأمريكية الناعمة وتجميد غالبية المشاريع الاستيطانية». وتوجه دافيد الحياني، رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، إلى الإدارة الأمريكية، مطالبا إياها بـ«عدم التدخل في الشؤون الداخلية الإسرائيلية». وقال، في بيان رسمي، أمس الخميس: «لن نقبل بهذا التدخل الأميركي الفظ، ونتوقع من رئيس الوزراء بنيت، أن يرفض هذا التدخل تماما».
وقال حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، برئاسة بتسلئيل سموترتش، أمس، إن الائتلاف الحكومي بقيادة بنيت يستدعي الضغوط الدولية، حتى يريح نفسه من هم الاستيطان. مضيفا أنه «رغم ما يشاع عن مشاريع استيطان جديدة، فإن هناك تجميدا فعليا للبناء في يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية). وإسرائيل تدفع بالفعل ثمنا باهظا لسلوك الحكومة الفاشل».
وكانت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييليت شاكيد، قد أعلنت أنها أصدرت تعليمات لتحضير مُقتَرَح بإقامة عشر بلدات جديدة بينها 8 في النقب (داخل إسرائيل في حدود 1967) ومستوطنتين في الجولان السوريّ المحتلّ، على أن يُعرَض على الحكومة فور إنجازه. وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أمس الخميس، أنّ شاكيد أوعزت بتحضير المقتَرح، وقالت إن «فرق العمل بدأت في إحراز تقدّم في تخصيص الأرض اللازمة لذلك».
وذكرت وزارة الداخلية الإسرائيلية، أن «هذه خطوة مهمة في تعزيز وتدعيم الاستيطان في النقب، وهي منطقة ذات أهمية وطنية تمنع الاستيلاء غير القانوني على أراضي الدولة الذي يقوم به أهالي النقب العرب». وأكدت شاكيد أن الحكومة تعمل على تنفيذ مشروعها لإقامة حي جديد في القدس أشبه بقرية كبيرة، على الأرض التي استخدمت قبل عام 1967 للعرب بمطار قلنديا، وتم رصدها في كل مشاريع التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، حتى في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لتكون مطارا للدولة الفلسطينية العتيدة. لذا فقد اعتبر الفلسطينيون هذا المشروع الاستيطاني «ضربة قاضية لفكرة الدولة الفلسطينية».
ومع أن بنيت، الذي كان ذات مرة أمينا عاما لمجلس المستوطنات، رفض التعليق على هذا النبأ، فإن مستوطنين مقربين، ادعوا انهم تلقوا رسالة منه يؤكد فيها، أن «البناء الاستيطاني لن يتجمد ولن يتباطأ على الرغم من الضغط الأميركي».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.