تصاعدت الاشتباكات العنيفة في مدينة إدلب ومحيطها، بشمال غربي سوريا، حيث حققت المعارضة تقدما إضافيا. وشن طيران النظام والميليشيات التابعة له حملة انتقامية ضد المدنيين في كل من درعا وريفها وريف دمشق، بعد نكسته في بصرى الشام، بمحافظة درعا الجنوبية. وحذر الائتلاف الوطني المعارض من تفاقم الكارثة الإنسانية في مناطق الجنوب داعيا الجهات والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين.
«الائتلاف» اعتبر أن النظام بعد فشله في تحقيق أي تقدم على الأرض وخسارته في بصرى الشام، يشن، والميليشيات التابعة له، حملة جوية انتقامية ضد المدنيين، محذرا من تفاقم الكارثة الإنسانية في مناطق الجنوب داعيا الجهات والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه المدنيين. وفي غضون ذلك، ارتفع وفق تقارير الأمم المتحدة عدد المدنيين المحاصرين بسبب المعارك من 212 ألفا إلى 440 ألفا خلال شهر واحد. ووصل عدد المعتقلين المفرج عنهم من سجون النظام إلى نحو 500 منذ الثلاثاء الماضي، ولم يعلم ما إذا كان من بين المفرج عنهم أي ناشط أو معارض سياسي للنظام وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن إطلاق سراح المعتقلين جاء كبادرة حسن نية تنفيذا لطلب روسي قبل انعقاد مؤتمر موسكو 2 الشهر المقبل، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء هم من النساء والأطفال.
وميدانيا، أفاد «المرصد» عن تصاعد الاشتباكات العنيفة داخل مدينة إدلب وفي محيطها والأحياء الواقعة في أطراف المدينة، بين مقاتلي تنظيم «جند الأقصى» و«جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» الإسلامية وعدة فصائل من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وسط تقدم جديد للمقاتلين في أطراف المدينة، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين.
وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن فصائل «جيش الفتح» المعارض سيطرت على مباني السكن الشبابي شمالي غربي مدينة إدلب، بعد اشتباكات مع القوات السورية النظامية. ولفت المكتب إلى أن عناصر من «جبهة النصرة» و«لواء أجناد الشام» المنضوية تحت لواء «جيش الفتح»، دخلوا المدينة من محورها الغربي، وسيطروا على مبنى كلية التربية والسكن الطلابي الشبابي، بعد معارك استمرت طوال ليل الجمعة مع قوات النظام أسفرت عن مقتل وجرح مقاتلين من الطرفين. كذلك، وفق «المكتب» سيطرت قوات المعارضة على حاجز يعقوب القريب من دوار المحريب، بمدخل حي الصناعة، بشرق المدينة، وسقط أكثر من 150 عنصرا بين قتيل وجريح في صفوف قوات النظام في حين بلغ عدد قتلى الفصائل المعارضة 25 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، خلال 3 أيام من المعارك المستمرة.
وكانت فصائل معارضة منضوية في غرفة عمليات «جيش الفتح»، أبرزها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» الإسلامية و«كتائب جند الأقصى»، قد بدأت قبل 3 أيام، معركة السيطرة على مدينة إدلب، ثاني كبرى مدن شمال سوريا بعد حلب.
من جهة أخرى، أشارت نغم الغادري، نائبة رئيس «الائتلاف»، إلى سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح في جنوب سوريا، فبعد قصف نفذته قوات النظام على حي درعا البلد بمدينة درعا يوم الخميس وثقت شبكات حقوقية أسماء 24 قتيلا بينهم 3 أطفال وامرأة. كذلك ألقت هليكوبترات النظام العسكرية نحو 20 برميلا متفجرا في عدد من قرى وبلدات ريف درعا، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى، وإعلان كثير من المشافي الميدانية عجزها عن استيعاب المزيد وصعوبة تقديم الإجراءات الطبية اللازمة لهم.
وعلى جبهات ريف دمشق ومنطقة الغوطة، أفيد عن ارتكاب النظام مجزرة في حرستا القنطرة بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية، راح ضحيتها أكثر من 20 شهيدا بعد غارة شنها الطيران الحربي شهدت قصف أحد المساجد بالتزامن مع خروج المصلين. كما ألقت الهليكوبترات العسكرية ما يزيد على 30 برميلا متفجرا على مدينة الزبداني بمنطقة القلمون خلال الأيام الثلاثة الماضية.
هذا، وفي وقت متأخر من يوم الخميس، أعلنت البارونة فاليري آموس، مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، أن عدد المدنيين المحاصرين بسبب المعارك الدائرة في سوريا الذين لا تستطيع وكالات الإغاثة إيصال المساعدات الإنسانية إليهم ارتفع من 212 ألفا في نهاية فبراير (شباط) إلى 440 ألفا حاليا أي أنه تضاعف خلال شهر واحد.
وقالت آموس أمام مجلس الأمن الدولي إن 228 ألف شخص إضافي هم حاليا «محاصرون من قبل تنظيم داعش في أحياء في دير الزور (شرق سوريا) تسيطر عليها الحكومة». وفي بقية أنحاء البلاد هناك 185 ألفا و500 شخص تحاصرهم القوات الحكومية في حين أن البقية تحاصرهم جماعات مسلحة أخرى. وأكدت آموس أن «هذا الوضع لا يمكن أن يستمر»، لافتة إلى أن «الوقت يداهم ومزيد من الناس سيموتون» ما لم تتمكن وكالات الإغاثة الإنسانية من إيصال المساعدات اللازمة إلى هؤلاء المحاصرين. وحذرت المسؤولة الأممية من ارتفاع عدد المدنيين المحاصرين أكثر إذا اشتدت وتيرة القتال في محافظة إدلب، معربة عن خشيتها من «أن يعلق مدنيون في خط النار إذا اشتدت حدة المعارك» هناك. ودعت آموس «الحكومات إلى إظهار سخائها» في مؤتمر المانحين المقرر عقده في الكويت يوم 31 مارس (آذار) الحالي.
وفي المقابل، وجه مجلس الأمن الدولي نداء مماثلا للمجتمع الدولي دعاه فيه إلى السخاء في مجال إغاثة اللاجئين السوريين. وقال المجلس في بيان أصدره مساء الخميس، إن نسبة الاستجابة للنداء الذي أطلقته الأمم المتحدة لجمع تبرعات من أجل سوريا لعام 2015 (2.9 مليار دولار) بلغت حتى اليوم 9 في المائة فقط، في حين أن نسبة الاستجابة للنداء الذي أطلق لجمع تبرعات لسد احتياجات اللاجئين السوريين (4.5 مليار دولار)، أتت أدنى وبلغت 6 في المائة فقط. وأشار البيان إلى أن هذا النقص في التمويل «أرغم الوكالات الإنسانية على تقليص الحصص الغذائية للسوريين بمعدل 30 في المائة».
المعارضة السورية تحقق تقدمًا في إدلب.. و«الائتلاف» يحذر من تفاقم الكارثة بالجنوب
تضاعف عدد المدنيين المحاصرين خلال شهر والنظام يفرج عن 500 شخص خلال 4 أيام
المعارضة السورية تحقق تقدمًا في إدلب.. و«الائتلاف» يحذر من تفاقم الكارثة بالجنوب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة