مزايا تحكّم مطوّرة في نظارات «فيسبوك» الذكية

تسجل 35 فيديو وتلتقط 500 صورة وتشحن كل 6 ساعات

مزايا تحكّم مطوّرة في نظارات «فيسبوك» الذكية
TT

مزايا تحكّم مطوّرة في نظارات «فيسبوك» الذكية

مزايا تحكّم مطوّرة في نظارات «فيسبوك» الذكية

بعد نزهة لمسافة 4.8 كلم في متنزه بريزيديو يوم السبت الفائت، استوقفتني مجموعة من السياح الذين يتأملون جسر «غولدن غيت». وبينما كان المحتشدون يلتقطون الصور، قررت الانضمام إليهم.
ولكن بدل وضع يدي في جيبي وإخراج هاتفي، نقرت على إحدى جانبي نظارتي «راي - بان Ray - Ban» حتى سمعت نقرة المصراع، ولاحقاً، حملت الصور التي التقطتها نظارتي إلى هاتفي.
لقد كانت العملية فورية وبسيطة وعابرة – مدعومة من فيسبوك التي دخلت في شراكة مع «راي - بان» في إطلاق مجموعة جديدة من النظارات اسمها «راي بان ستوريز Ray - Ban Stories» تستطيع التقاط الصور وتسجيل الفيديوهات وتلقي الاتصالات وتشغيل الموسيقى والمدونات الصوتية.

نظارات ذكية جديدة
دفعتني هذه النظارات الجديدة إلى الشعور بأنني أنجر إلى مستقبل حلم به أشخاص ضليعون بالتقنية أكثر مني – مستقبل اختفت فيه الطبقات الفاصلة بين العالم الحقيقي والتقنية التي تدعمه.
يلاحق وادي سيليكون منذ سنوات رؤية مشابهة لتلك التي كتبها ويليام غيبسون في روايته التي تتحدث عن أجهزة استشعار وكاميرات متداخلة في حياة الناس اليومية وفي ملابس مليارات الأشخاص. ولكن شركات التقنية التي سعت إلى تطبيق هذه الأفكار فشلت غالباً في تحقيقها لأن الناس رفضوا الكومبيوترات القابلة للارتداء ولا سيما على وجوههم.
هل تذكرون نظارات «غوغل غلاس» الذكية التي قدمها مؤسس غوغل سيرغي برين وهو يقفز من طائرة؟ ذهب هذا المشروع أدراج الرياح لا سيما عندما عمدت مقاهي سان فرانسيسكو في فترة معينة إلى منع دخول مرتدي هذه النظارات الذين عرفوا بـ«حمقى النظارات». وبعدها، ظهرت «سبيكتاكلز» من شركة سنابتشات، النظارات الذكية التي ركزت أكثر على الموضة وخاصية تصوير مقاطع فيديو مدتها عشر ثوان، ولكنها فشلت أيضاً في تحقيق الاختراق المنتظر.
تسعى فيسبوك اليوم إلى إطلاق مرحلة جديدة يستطيع الناس من خلالها التطور في مجال نشر حياتهم رقمياً براحة أكبر وكانت البداية مع ما يرتدونه على وجههم.
تعليقاً على التقنية الجديدة، قال أندرو بوسوورث، مدير مختبرات «فيسبوك رياليتي لابز» في مقابلة: «سألنا أنفسنا كيف نطور منتجاً يساعد الناس حقاً على عيش اللحظة التي يتواجدون فيها؟ أليست هذه الفكرة أفضل من إخراج هواتفنا وتثبيتها أمام وجوهنا في كل مرة نريد أن نلتقط لحظة ما؟»
رفض بوسوورث المزاعم بأن فيسبوك تكمل الطريق من حيث توقف الآخرون. وأضاف أن «هذا المنتج لم يجربه أحد لأن التصميم لم يكن موجوداً قبل اليوم»، لافتاً إلى أن فيسبوك وراي بان ركزتا على شكل وتصميم النظارة أكثر من التقنية المدمجة في إطارها.
من جهته، اعتبر روكو بازيليكو، رئيس قسم الأجهزة القابلة للارتداء في شركة «لوكزوتيكا» المالكة لعلامة «راي بان» التجارية والتي تسعى للتوسع في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، أن «النظارات تغير مظهر مرتديها. بدأنا هذا المنتج من التصميم ورفضنا التنازل عنه».
لنكن واقعيين للحظة هنا! تواجه النظارات الجديدة، التي يبدأ سعرها من 299 دولاراً وتأتي في 20 نوعا من الموديلات، مصاعب عدة بعيداً عن تاريخ وادي سيليكون الفاشل مع النظارات الذكية. تتعرض شركة فيسبوك منذ زمن للكثير من التدقيق بكيفية تعاملها مع بيانات الناس الشخصية. لذا، فإن استخدام النظارات لتصوير الناس خلسةً سيؤدي على الأرجح إلى بروز بعض المخاوف، ناهيك عما قد تفعله فيسبوك حقاً بالفيديوهات التي ستجمعها.
فكرت بجميع هذه الأمور ولكنني حملت نظارات راي بأن الجديدة التي طورتها فيسبوك معي لبضعة أيام الأسبوع الفائت.

مزايا التصميم
بعد معاينتها عن قرب، وجدت أن الإطار يحتوي على كاميرتين ومكبري صوت صغيرين وثلاثة ميكروفونات ورقاقة «سنابدراغون» للمعالجة. كما أنها تأتي مع علبة للشحن تتصل بأي جهاز كومبيوتر بواسطة سلك USB - C. عملت النظارات لمدة ست ساعات تقريباً في شحنة واحدة.
تتطلب هذه النظارات من مستخدمها امتلاك حساب على منصة فيسبوك، وتتزاوج مع تطبيق المنصة على الهاتف وتطبيق «فيسبوك فيو». وبعد تسجيل الفيديوهات – تستطيع النظارات تسجيل 35 مقطع مدة الواحد منها 30 ثانية، بالإضافة إلى التقاط 500 صورة – يستطيع الناس تحميل محتواهم لا سلكياً على التطبيق الذي يعمد بدوره إلى تشفير الصور. ويمكن للمستخدمين أيضاً، بواسطة «فيسبوك فيو»، مشاركة المحتوى على الشبكات الاجتماعية أو تطبيقات المراسلة، بالإضافة إلى حفظ الصور مباشرةً في مخزن هاتفهم خارج تطبيق فيسبوك.
تضم النظارة مؤشرا ضوئيا صغيرا يشتعل عندما تبدأ بالتسجيل ليعلم الناس أنه يتم تصويرهم. أثناء ضبط تطبيق «فيسبوك فيو»، يعرض رسائل صغيرة تطلب من المستخدم «احترام الناس حوله» وتسأله ما إذا كان يشعر أن التقاط الصورة أو تصوير الفيديو «ملائم» في هذه اللحظة. كما يدعو التطبيق المستخدم إلى «القيام بحركة صغيرة» تعلم الآخرين أنه يتم تصويرهم.
ومع هذا كله، قد يستمر شعور التردد لدى المستخدمين كما حصل معي. وتضم النظارات ميزة تشغيل صوتي اسمها «فيسبوك أسيستانت» (مساعد فيسبوك) يمكن تشغيلها لالتقاط صور وتسجيل فيديوهات دون استخدام اليدين وبواسطة عبارة «مرحباً فيسبوك». حثتني هذه الميزة على المزيد من التفكير. ماذا سيظن الناس من حولي إذا سمعوني أهمس «مرحباً فيسبوك، التقط صورة»؟ هل سأبقى بنظرهم شخصاً عصرياً وأنا أقوم بذلك؟
خلال نزهتي يوم السبت، تمكنت للحظات من تجربة تلك الرؤية المستقبلية التي يتحمس لها تنفيذيو فيسبوك.
سرت في الكثير من الممرات في بريزيديو ذلك اليوم وحصلت على مشاهد رائعة تمكنت من تصويرها باستخدام صوتي فقط بينما أمسك برباط كلبي بيد وأحمل حقيبتي بالأخرى. وتمكنت من تصوير مشهد المدينة بسهولة بأمر صوتي واحد بينما بقي هاتفي في جيبي.
والأفضل من هذا كله، بدوت كشخص طبيعي يرتدي نظارات وليس شخصاً يضع كومبيوتراً غريباً على وجهه.
وأخيراً، لم يسمعني أحد غير كلبي أقول «مرحباً فيسبوك» وأنا أسير وحدي، ولكن عندما أكون في وسط المدينة محاطاً بالناس، أعترف أنني قد ألتزم بالنقر على الإطار لالتقاط الصور.
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».