كومان يشكر رئيس برشلونة على دعمه رغم الهزيمة «المرة» أمام أتلتيكو

سواريز يزيد من «بؤس» المدرب الهولندي الذي بات يملك هامشاً بسيطاً للاستمرار بمنصبه

سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
TT
20

كومان يشكر رئيس برشلونة على دعمه رغم الهزيمة «المرة» أمام أتلتيكو

سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)

أعرب الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة الإسباني عن امتنانه لرئيس النادي الكاتالوني خوان لابورتا لتجديد الثقة في وجوده بهذا المنصب، رغم الخسارة 2 - صفر أمام أتلتيكو مدريد في المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني.
وأكد كومان على أن النادي ما زال يعول عليه لبناء الفريق، إثر حصوله على دعم علني من الرئيس لابورتا. وقال خلال تعليقه على الخسارة الثانية لفريقه في ثلاثة أيام بعد سقوطه المذل أمام بنفيكا البرتغالي صفر - 3 في الجولة الثانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا، إنه طلب من ناديه «توضيح» موقفه. وأضاف: «تحدثنا يوم الجمعة عبر الهاتف ثم أيضاً السبت، عن أشياء تتعلق بالنادي، عني. طلبت من النادي توضيحاً بشأن مستقبلي وخططي مع الفريق، من المهم جداً بالنسبة للمدرب، وكذلك للاعبين أن يعلموا أن المدرب مستمر. هذا الضغط طبيعي وهو موجود لأي مدرب في العالم. لكن خاصة في برشلونة». وختم قائلاً: «هذا شيء ضروري وجيد من جانب لابورتا، لأنه إذا لم تكن الأمور واضحة في هذا السياق، يكون من الصعب العمل والتحلي بالهدوء المطلوب لمحاولة تغيير الأمور بالطريقة التي نحاول تنفيذها. الرئيس اتخذ قراره، لقد تحدث بشكل جيد جداً قبل مباراة أتلتيكو، لذلك كل شيء على ما يرام».
وقبل المباراة، استبعد لابورتا فكرة إقالة مدربه الهولندي، داعياً إياه إلى منحه «هامش ثقة».
وقال لابورتا في تصريح مفاجئ أدلى به قبل المباراة بساعات: «سيبقى رونالد كومان مدرباً لبرشلونة. نعتقد أنه لعدة أسباب يستحق أن نمنحه هامش ثقة. إنه محب لبرشلونة ومرجع في عالم النادي الكتالوني». وفي الوقت الذي أكدت فيه وسائل الإعلام الكاتالونية أن قمة المرحلة الثامنة من الدوري على ملعب بطل إسبانيا الحالي ستكون آخر مباراة لكومان في برشلونة، أيَّد الرئيس لابورتا علناً بقاء المدرب الهولندي، وقال: «كومان يحب برشلونة، لقد قرر أن يأتي في وقت شديد الصعوبة سواء إدارياً أو على الفريق. بعد الحديث معه، رأيت أنه يثق في هذا الفريق، خاصة عندما يعود اللاعبون المصابون. من هناك، سيكون لدينا هامش أكبر. لا يزال متعاقداً معنا ونأمل أن نعود إلى الانتصارات واللعب الجميل، وأنا متأكد من أنه سيفعل كل ما هو ممكن».
ومن المتوقع أن يستعيد كومان في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خدمات مهاجميه الفرنسي عثمان ديمبلي (خضع لعملية جراحية في الركبة اليمنى في نهاية يونيو (حزيران)، والوافد الجديد الأرجنتيني سيرجيو أغويرو (المصاب في عضلة الساق اليمنى). لذلك فإن تصريح الرئيس لابورتا يشير إلى أن كومان سيبقى على رأس برشلونة على الأقل حتى عودة هذين المصابين.
وفي وقت تصف فيه الصحافة العلاقة بين الرجلين بأنها باردة في كثير من الأحيان، أكد لابورتا العكس: «العلاقة الباردة ليست صحيحة. إنها علاقة جيدة وصادقة. إنه شخص جيد وأعتقد أنه يعتقد الشيء نفسه عني. وجميعاً نحاول أن نجعل كل شيء ينتهي بشكل أفضل مما كان عليه في البداية».
ورغم دعم لابورتا، يدرك كومان ضرورة حدوث طفرة في أداء برشلونة بعدما فاز مرة واحدة في آخر ست مباريات في كل المسابقات. ويتذيل برشلونة مجموعته في دوري أبطال أوروبا بالخسارة مرتين في أول جولتين، ويأتي تاسعاً في الدوري الإسباني.
ويستضيف برشلونة منافسه بلنسية وريال مدريد في الجولتين المقبلتين عقب التوقف، وبينهما سيلعب على أرضه مع دينامو كييف بدوري الأبطال.
وكانت الهزيمة أمام أتلتيكو لها طعم مر على كومان، خاصة بعدما سجل المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز الهدف الثاني لقطب العاصمة مدريد، وهو الذي أخرجه المدرب الهولندي من الفريق الكتالوني بشكل مهين. وبدأ المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو دييغو سيميوني اللقاء بإبقاء المهاجم الفرنسي العائد من برشلونة أنطوان غريزمان على مقاعد البدلاء، فيما لعب سواريز أساسياً ونجح في الثأر من كومان الذي تسبب برحيله عن «كامب نو» في صيف 2020 بعد وصوله الهولندي إلى النادي.
وكانت ثنائية الفرنسي توماس ليمار وسواريز في الشوط الأول كافية لضمان حامل اللقب النقاط الثلاث وفرض مزيد من الضغوط على كومان. ولم يحتفل سواريز بهدفه احتراماً لجماهير برشلونة، لكن أشار بيده كما لو كان يتصل بالهاتف في تعبير يبدو موجهاً لكومان عندما أخبره الأخيرة بالهاتف عن أصبح خارج حساباته في الفريق الكتالوني.
وبدأ أتلتيكو بشكل واعد وكان أقرب للتسجيل عبر ليمار والبرتغالي جواو فيلكس قبل أن يفتتح اللاعب الفرنسي التسجيل في الدقيقة 23 بتسديدة قوية في شباك الحارس الألماني مارك - أندريه تير شتيغن. وأهدر سواريز فرصة خطيرة لمضاعفة التقدم بعد لحظات بعد انفراد حين سدد بجوار المرمى لكنه لم يكرر الخطأ في نهاية الشوط الأول بعد أن رد له ليمار الجميل بتمريرة حاسمة.
وكانت أفضل فرص برشلونة للعودة للقاء من نصيب البرازيلي فيليب كوتينيو لكن تسديدته الضعيفة تصدى لها الحارس يان أوبلاك بسهولة. ومن المؤكد أن اكتفاء برشلونة بثلاثة انتصارات و12 نقطة من 7 مراحل حتى الآن سيزيد النقمة على كل المسؤولين في النادي الكتالوني. وخلافاً لبرشلونة، أثبت أتلتيكو أن الهزيمة أمام ألافيس لم تكن سوى تعثر بسيط أتبعه نادي العاصمة بالفوز على ميلان الإيطالي في معقل الأخير 2 - 1 الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا، ثم بتأكيده تفوقه على برشلونة الذي لم يفز عليه للمواجهة الخامسة توالياً بينهما (بينها لقاء الكأس السوبر أوائل 2020).



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.