«الحشد» يستنكر عدم شموله بـ«التصويت الخاص»

عناصره المفسوخة عقودهم يدخلون دائرة الجدل السياسي

TT

«الحشد» يستنكر عدم شموله بـ«التصويت الخاص»

بعد يوم من إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات حرمان منتسبي «الحشد الشعبي» من المشاركة في التصويت الخاص بالأجهزة الأمنية يوم الجمعة المقبل، فاجأ وزير المالية علي علاوي قيادات الحشد وتحالف الفتح بإصدار أمر وزاري أوقف فيه التخصيصات المالية للمفسوخة عقودهم التابعين للحشد، والذين أعيدوا إلى الخدمة قبيل أيام من الانتخابات.
وفيما انتقد خصوم قيادات الحشد والفتح إعادة نحو 35 ألفا من الذين فسخت عقودهم من قبل هيئة الحشد نتيجة عدم التحاقهم في وحداتهم العسكرية خلال الحرب على «تنظيم داعش» وربطوها بالانتخابات، فإن قيادات الفتح عدت إعادتهم بمثابة إنصاف لهؤلاء المنتسبين قائلة إن الموافقات جاءت في وقت قريب من الانتخابات بينما المطالبات تعود إلى تاريخ بعيد.
في السياق ذاته، ندد الحشد الشعبي بقرار السلطات عدم شموله بـ«التصويت الخاص». وقال النائب أحمد الأسدي، من قيادات الحشد والذي شغل منصب الناطق الرسمي باسمه في بيان: «بالتأكيد سمعتم بأن إخوانكم في الحشد الشعبي قد حُرموا من التصويت الخاص وبالتالي لا يستطيعون التصويت إلا إذا تركوا السواتر وعادوا إلى مناطقهم». ودعا الأسدي أعضاء الحشد إلى «التصويت بالمئات لنعوض عن أصوات أبطالنا الذين سيكونون مدافعين عنا في السواتر، حتى نحقق نصرنا». ويبلغ عدد المنضوين في الحشد 160 ألف عنصر ويضم عشرات الفصائل بما في ذلك حشد عشائري سني ومن بعض الأقليات الدينية والعرقية. ويبدو أن رد الأسدي يدل على عدم الاقتناع بالتبرير الذي قدمته المفوضية العليا للانتخابات والذي حملت فيه قيادة الحشد مسؤولية التأخير في إرسال أسماء المنتسبين.
من جهته، عد أبو علي العسكري، المتحدث باسم «كتائب حزب الله»، في بيان مماثل أن «حرمان مجاهدي الحشد الشعبي من التصويت الخاص في الانتخابات المقبلة يعد استهدافا لهذه الشريحة المضحية وسلبا لحقهم في اختيار من يمثلهم ويحميهم ممن يسعون إلى تضعيف قوتهم ومصادرة انتصاراتهم».
إلى ذلك دخلت قضية المفسوخة عقودهم بعد قرار وزير المالية علي علاوي إيقاف التخصيصات دائرة السجال السياسي بين القيادات الشيعية. ففي الوقت الذي دعا فيه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي مجلس الوزراء ووزارة المالية «إلى إيجاد حلول عاجلة لمعالجة مشكلة مستحقات المفسوخة عقودهم من أبنائنا في الحشد الشعبي» فإن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي أكد من جانبه أن «هناك تسييسا في الملف الأمني العراقي بما في ذلك موضوع المفسوخة عقودهم». وقال العبادي في تصريح متلفز إن «عودة المفسوخة عقودهم من الحشد الشعبي بهذه الطريقة لن تحل أصل المشكلة». وأضاف العبادي الذي كان وقت الحرب على «داعش» خلال 2014 - 2017 رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة وقد حصلت هذه المشكلة في عهده «إننا نحتاج إلى حيادية القوات الأمنية وعدم تسييس الملف الأمني وهناك تدخل سياسي في هذا الملف الأمني». وأضاف العبادي أن «طرح ملف 30 ألف درجة للحشد الشعبي تحت عنوان إعادة المفسوخة عقودهم خلال فترة انتخابية تعد إساءة للحشد وتسييسا له»، مبينا أن «القرار غير موجود في الموازنة... وقد اعترضنا عليه». وأوضح أن «القرار لم يحل أصل المشكلة ويتمثل بصرف راتبين فقط كونه غير موجود في الموازنة ويحتاج إلى تخصيص 450 مليار دينار في كل سنة ضمن الموازنة». وأشار إلى أنه «من الواضح تم تمشية الأمر لشهرين فقط والانطباع العام يشير إلى استخدام الملف الأمني والحشد في العملية الانتخابية».
من جهتها، أعربت هيئة الحشد الشعبي عن استغرابها لتصريحات العبادي. وقالت الهيئة في بيان لها إن «العبادي يتفاخر بأنه كان يعترض على عودة المظلومين من المفسوخة عقودهم إلى أحضان الحشد».
واعتبرت أن ما صدر عن العبادي يدخل في إطار «الاستغلال السياسي باعتباره مرشحًا للانتخابات ولديه قائمة يدعمها». وبينت الهيئة أن «توقيت موضوع عودة المفسوخة عقودهم مع الانتخابات لا دخل للحشد فيه وإنما كان ضمن إجراءات قانونية اتخذتها الجهات المعنية في الحكومة».



مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
TT

مصر تشدد على دعمها استقرار السودان ووحدة أراضيه

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ينقل رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (الخارجية المصرية)

في أول زيارة لوزير خارجية مصر إلى السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، سلم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الثلاثاء، رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الذي استقبله في بورتسودان.

ونقل الوزير المصري، إلى البرهان «اعتزاز الرئيس السيسي بالعلاقات التاريخية والأخوية بين مصر والسودان، والعزم على بذل كل المساعي الممكنة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».

جلسة مباحثات مصرية - سودانية موسعة (الخارجية المصرية)

وأشار عبد العاطي، وفق بيان للخارجية المصرية، إلى أن «الزيارة تأتي للإعراب عن تضامن مُخلص مع السودان في هذا المنعطف التاريخي الخطير، وللوقوف بجانب دولة شقيقة في ظل الروابط العميقة والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين».

كما أشار إلى «حرص مصر على الانخراط بفاعلية في الجهود الإقليمية والدولية الرامية لتحقيق الاستقرار في السودان الشقيق، بما يصون مصالحه وسيادته ووحدة أراضيه»، منوهاً بـ«جهود مصر لاستئناف السودان لأنشطته في الاتحاد الأفريقي».

وشهدت زيارة عبد العاطي لبورتسودان جلسة مشاورات رسمية بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوداني، علي يوسف الشريف بحضور وفدي البلدين، شدد الوزير المصري خلالها على «دعم بلاده الكامل للسودان قيادة وشعباً، وحرص مصر على بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوداني».

وزير الخارجية السوداني يستقبل نظيره المصري (الخارجية المصرية)

واستعرض، وفق البيان، موقف مصر الداعي لـ«وقف فوري لإطلاق النار والإسراع من وتيرة نفاذ المساعدات الإنسانية، وأهمية التعاون مع مبادرات الأمم المتحدة ووكالاتها ومنظمات الإغاثة الدولية لتسهيل نفاذ تلك المساعدات».

كما حرص الجانبان على تناول ملف الأمن المائي باستفاضة، في ظل «مواقف البلدين المتطابقة بعدّهما دولتي مصب علي نهر النيل»، واتفقا على «الاستمرار في التنسيق والتعاون الوثيق بشكل مشترك لحفظ وصون الأمن المائي المصري والسوداني».

تضمنت الزيارة، كما أشار البيان، لقاء عبد العاطي مع الفريق إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وأكد خلاله الوزير المصري «موقف بلاده الثابت القائم على دعم المؤسسات الوطنية السودانية واحترام وحدة وسلامة الأراضي السودانية».

كما عقد الوزير عبد العاطي لقاء مع ممثلي مجتمع الأعمال السوداني لتعزيز التعاون بين رجال الأعمال من البلدين واستكشاف فرص الاستثمار المشترك والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري، والعمل على مضاعفة التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. كما التقى مع مجموعة من السياسيين وممثلي المجتمع المدني من السودان، فضلاً عن لقاء مع أعضاء الجالية المصرية في بورتسودان واستمع إلى شواغلهم ومداخلاتهم.

بدورها، نقلت السفارة السودانية في القاهرة، عن وزير الخارجية علي يوسف، تقديمه «الشكر للشقيقة مصر على وقفتھا الصلبة الداعمة للسودان»، في ظل «خوضه حرب الكرامة الوطنية ضد ميليشيا الدعم السريع المتمردة ومرتزقتھا وداعميھا الإقليميين»، على حد وصف البيان.

ولفت البيان السوداني إلى أن الجانبين ناقشا «سبل تذليل المعوقات التي تواجه السودانيين المقيمين في مصر مؤقتاً بسبب الحرب، خاصة في الجوانب الھجرية والتعليمية»، واتفقا على «وضع معالجات عملية وناجعة لتلك القضايا في ضوء العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين».