قالت «القناة 12» التلفزيونية العبرية، إن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، يتطلع لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، وقد أخبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أثناء لقاء قبل أسابيع، أنه يؤمن بحل الدولتين، ويريد أن يصنع السلام مثلما فعل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي اُغتيل في إسرائيل عام 1995 بعد مضيه في اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وجاء في تقرير القناة أن غانتس أكد لعباس أنه يريد أن يكون رابين الجديد، مضيفاً: «أنا أؤمن بحل الدولتين، لكن توجد قيود في هذه الحكومة». لكن مكتب غانتس سارع إلى نفي ما ورد في «قناة 12»، موضحاً أن ما نشر من اقتباسات نسبت له خلال المحادثة «غير دقيقة». وكان عباس التقى غانتس في أواخر أغسطس (آب) في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله في لقاء خُصص لكسر الجمود في العلاقات بين الطرفين.
ومنحت إسرائيل السلطة بعد هذا اللقاء جملة من التسهيلات، لكنها تجاهلت مطالب فلسطينية سياسية وأمنية. وشمل ذلك منح خمسة آلاف فلسطيني حق لم الشمل، إضافة إلى الحصول على قرض إسرائيلي بقيمة 500 مليون شيقل، والسماح بدخول 15 ألف عامل آخر إلى إسرائيل، وبناء وحدات سكنية في منطقة «ج»، وكذلك تحويل الشركات الفلسطينية التي تعمل مع إسرائيل إلى نظام حوسبة رقمي بطريقة تضمن عائدات ضريبية للسلطة تصل إلى 10 ملايين شيقل سنوياً.
وتهدف مجموع التسهيلات التي أقرتها إسرائيل فوراً للفلسطينيين إلى تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية، بعد طلب أميركي ملح بهذا الشأن. وفي هذا اللقاء طلب عباس من غانتس إعادة تسليم جثامين عشرات الفلسطينيين الذين كانوا محتجزين لدى إسرائيل، كما طلب منه وقف اقتحام المناطق الفلسطينية المصنفة (أ)، وأيضاً العمل على وقف عنف المستوطنين في الضفة، وإعادة صياغة اتفاقيات باريس الخاصة بتنظيم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، لكن أياً من هذه المطالب لم يتحقق.
وتسير العلاقة بين الطرفين الآن باتجاه تقوية السلطة أمنياً واقتصادياً، لكن ليس لجهة حل سياسي، وهو ما جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعطي مهلة عام واحد للحكومة الإسرائيلية للخروج من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حدود 1967، مهدداً في كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76، أنه في حال عدم تحقيق ذلك سيتوجه لمحكمة العدل الدولية وسيسحب الاعتراف بإسرائيل.
وقال عباس، إن الجانب الفلسطيني على استعداد للعمل خلال العام على ترسيم الحدود وإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، وفق قرارات الشرعية الدولية. كما حذر عباس من أن التأخير في تطبيق هذه الخطوات سيبقى المنطقة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار الذي لا تحمد عقباه، متسائلاً: هل يحلم حكام إسرائيل ببقاء الاحتلال إلى الأبد.
وبناء على مبادرة عباس، تأمل القيادة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة بترتيب البيت الداخلي، خصوصاً داخل منظمة التحرير. وفي هذا الصدد قال عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، إنه يجري العمل من أجل عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير بأسرع وقت لمعالجة عدة قضايا. والمجلس المركزي هو أعلى سلطة تشريعية في حالة انعقاده في هذا الوقت.
وأضاف الأحمد في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، أمس السبت، أن اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي تعقد اجتماعات متواصلة في هذا الوقت، «بحثت الأبعاد التي أعقبت خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة، لتنفيذ ما جاء فيه خلال السقف الزمني الذي حدده الرئيس عباس لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي». وتابع: «اللجنة المركزية تبحث في قرارات اللجنتين التنفيذية والمركزية في اجتماعهما الأخير برئاسة الرئيس، التي أكدت ضرورة بدء حوار وطني شامل بين فصائل منظمة التحرير، بهدف تعزيز وحدة المنظمة».
وتوجد خلافات داخل منظمة التحرير بين «فتح» وفصائل مثل «الجبهة الشعبية»، كما أن استقالات داخل المنظمة ووفاة أمين سرها صائب عريقات، أبقت مناصب شاغرة. وتحتاج المنظمة إلى حسم مسألة إشراك «حماس» و«الجهاد الإسلامي» فيها، وهي قضية شديدة التعقيد. وقال الأحمد إنه بدأت فعلياً حوارات مع فصائل المنظمة، و«هناك اجتماعات لمعالجة كل القضايا التي سببت تبايناً في وجهات النظر، لتستمر في قيادة النضال الوطني الفلسطيني».
مصادر إسرائيلية: غانتس أكد لعباس إيمانه بحل الدولتين
مكتبه قال إن «الاقتباسات غير دقيقة»
مصادر إسرائيلية: غانتس أكد لعباس إيمانه بحل الدولتين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة