وزير الداخلية يرفض تبليغ الوزراء السابقين في قضية انفجار المرفأ

قضاة لبنانيون ينتقدون التعرض للمحقق العدلي

TT

وزير الداخلية يرفض تبليغ الوزراء السابقين في قضية انفجار المرفأ

أبلغ وزير الداخلية بسام المولوي الأمانة العامة لمجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس النواب والنيابة العامة التمييزية قراره بعدم تبليغ دعوة رئيس الوزراء السابق حسان دياب والوزراء السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر وأنور الخليل للمثول أمام المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بطلب من المديرية العامة لقوى الأمن، باعتبار أن التبليغات يجب أن تتم من القضاء مباشرة، بحسب ما قال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط».
أتى ذلك في وقت قدم فيه أمس وكيل المشنوق المحامي نعوم فرح طلب رد القاضي طارق البيطار عن تحقيقات المرفأ أمام محكمة الاستئناف في بيروت وذلك بعدما كان الوزير السابق يوسف فنيانوس تقدم قبل يومين بدعوى لنقل الملف من يد البيطار «للارتياب المشروع»، علماً بأن مذكرة توقيف كانت قد صدرت بحق كل من دياب وفنيانوس والمشنوق إضافة إلى الوزيرين السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر.
ولا يزال خبر تهديد «حزب الله» للقاضي البيطار يتفاعل في لبنان، واعتبر عدد من قضاة لبنان أن التعرض لأي قاض هو تعرض لسلطة دستورية بأكملها، فيما حذر أهالي ضحايا انفجار المرفأ من «التدخل السافر في تهديد القاضي البيطار لتحريف العدالة عن مسارها الطبيعي».
وتداعى أمس عدد من قضاة لبنان، بمن فيهم أعضاء نادي القضاة، إلى اجتماع «رفضاً للحملات والهجمات الإعلامية والسياسية والطائفية المغرضة التي يتعرض لها المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، وصولاً إلى حد تهديده في واقعة غير مسبوقة وخطيرة تندرج ضمن سياسة الإمعان في ضرب السلطة القضائية ودولة القانون»، بحسب البيان الصادر عنهم.
واعتبر المجتمعون «أن محاولات إيصال الرسائل السياسية وغير السياسية لأي قاضٍ وبأي وسيلة كانت أمراً مستنكراً ويستوجب الشجب بأقصى العبارات ولا يمكن السكوت عنه ومردوداً في الشكل والمضمون».
وأكد القضاة «ضرورة صون سيادة دولة القانون والرضوخ لأحكامه واحترام أصول إجراءاته وعدم التستر خلف الحجج الواهية، وليكن معلوماً أن القضاة الأحرار غير متروكين لمصيرهم، وأن أي تعرض لأي قاضٍ هو تعرض لسلطة دستورية بأكملها، فلا قيامة للبنان من دون قضاء لا يهاب ولا ينتقي ولا يهادن ولا يساوم». وطالب القضاة النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات بالانتصار للقضاء وهيبته عبر المباشرة بالملاحقة السريعة والجدية.
وأمس أيضاً اعتصم أهالي الضحايا أمام قصر العدل في بيروت، رافعين صور أبنائهم الشهداء ولافتات منددة «بالسلطة السياسية لتمييعها القضية من خلال إجراءات مرفوضة لأجل طمس معالم جريمة 4 آب»، ومطالبة بـ«الحقيقة والعدالة للشهداء والجرحى».
وحذروا من «التدخل السافر في تهديد القاضي العدلي طارق البيطار لتحريف العدالة عن مسارها الطبيعي»، مشددين على «الدعم المطلق لتحقيقات واستدعاءات القاضي العدلي لعدد من السياسيين والأمنيين مهما علا شأنهم، حتى جلاء الحقيقة الكاملة لأسوأ كارثة حلت في لبنان بانفجار مرفأ بيروت».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.