أعربت الفنانة اللبنانية داليدا خليل عن فخرها ببطولة أول فيلم لبناني يُعرض بالسعودية، وأشادت بالتطور الفني بالمملكة، وكشفت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أن خطتها المقبلة هي الانتشار في جميع أرجاء الوطن العربي بعد تصنيفها كنجمة أولى في بلدها لبنان، على حد تعبيرها، مؤكدة أنها تحلم بمواصلة المشوار الاستعراضي لنيللي وشيريهان... وإلى نص الحوار.
> تجيدين التمثيل والغناء والرقص... لكن ما النوع الذي تفضلينه على الآخر؟
- لا أفضّل لوناً على آخر، وأسعى لتحقيق النجاح والكمال في المجالات الثلاثة، فأنا دائماً أحاول عمل توازن بينها، فعندما أنجح في الدراما، أحصل على قسط من الراحة قبل طرح أغنية جديدة، على غرار أغنيتي المصرية «شيك أوي»، التي طرحتها بعد نجاحي في مسلسل «سر»، وفيلم «بعد الخميس»، فأنا أحب حصري في دور الفنانة اللبنانية الاستعراضية الشاملة، وأسعى دوماً إلى البحث عن الأدوار المركبة التي تتطلب مني التمثيل والغناء والرقص مسرحياً وسينمائياً.
> في تقديرك... لماذا انخفضت أعداد الأعمال الاستعراضية في الوطن العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص؟
- ريادة فن الاستعراض في الوطن العربي كانت في مصر، ولا أحد ينسى العظيمتين نيللي وشريهان وما قدمتاه من فن استعراضي، وأتمنى أن أكون امتداداً لهما خلال الفترة المقبلة، ولكن بالتصور الذي أضعه لنفسي، لأن مقاييس الفن الاستعراضي حالياً تختلف عمّا كان يقدَّم في الماضي، فالآن لدينا أنظمة حديثة ومتطورة تجعلنا نقدم وننافس ما يحدث في الغرب، وفي لبنان الأمر حالياً صعب للغاية لأننا لا نمتلك شركات فنية كبرى تستطيع إنتاج أعمال استعراضية راقية، فكل الفرص المتاحة لنا حالياً تكون من إنتاجنا الشخصي، ونأمل أن تتحسن ظروفنا وأحوالنا في لبنان ونتمكن في يوم ما من تقديم الأعمال الاستعراضية الكبرى.
> ومَن الشخص الذي ساعدك على احتراف فن الاستعراض؟
- المخرج اللبناني الكبير الراحل سيمون أسمر، الذي كان له الفضل كذلك على جميع نجوم لبنان في هذا النوع من الفن، يكفي أنه عزز ثقتي بنفسي، وجعلني قادرة على تطوير نفسي وموهبتي، فقد كان يدعمني دائماً، حتى في لحظات الانكسار كان يقوّمني ويساعدني على تخطى كل الأزمات والمشكلات.
> حققتِ انتشاراً لافتاً في الدول العربية، كيف جاء ذلك؟
- نجاح الجزء الأول من مسلسل «سر» أسهم بشكل كبير في انتشاري عربياً، فنجاح العمل بشهادة الجميع بمن فيهم المنتجون يعود لي، فأنا حملت على كتفي نجاح الحلقات الستين بأكملها، ووضعت فيها خبرة 13 عاماً من العمل في مجال التمثيل، وقبل الإعداد للجزء الثاني تم الاتفاق معي على السفر لإمارة دبي للتحضير للتصوير، وعقب السفر بأيام تلقيت اتصالاً من إدارة إنتاج المسلسل يعتذرون لي عن استكمال التصوير، وإبلاغي بأن الخط الدرامي الخاص بشخصية «تالين» التي أجسّدها في العمل قد تم إنهاؤه.
> هل حدث خلاف فني بينك وبين الفنان بسام كوسا تم على أثره إنهاء دورك؟
- إطلاقاً، فعلاقتي وتجربتي مع الفنان الكبير بسام كوسا، وتعاوني مع مخرج رائع مثل مروان بركات، من بين أبرز مكاسبي في الجزء الأول، وفي النهاية هي كانت تجربة جيدة قدمتني بشكل كبير للمجتمعات العربية، ربما أكون صاحبة شعبية في بيروت، ولكن بعد عرض المسلسل عبر مجموعة قنوات «إم بي سي» وتطبيق «شاهد» أصبحت لديّ جماهيرية عربية.
> ولماذا لم تستغلين نجاح مسلسل «سر» في الظهور بدراما شهر رمضان الماضي؟
- لأنني حالياً في مرحلة انتقاء الأدوار، عكس الفترة الماضية، لذلك لا بد أن يضيف العمل المعروض عليّ لمسيرتي الفنية، وأشعر من خلال ورقه بأنه تحدٍّ صعب لكي يستفزني لتقديمه.
> وما الأفضل بالنسبة لك؛ الدراما اللبنانية أم الدراما العربية؟
- أنا دوماً مع فكرة المزج بين الثقافات العربية المختلفة، والظهور في بلدان الوطن العربي كافة، كما أن الوضع الحالي في لبنان ربما لا يسمح بتقديم الأعمال الدرامية على أعلى مستوى خصوصاً بعد جائحة «كورونا».
> تظهرين كبطلة أولى في لبنان... هل من الممكن أن تشاركي كبطلة ثانية في الدراما المصرية؟
- أعدّ مشاركتي في الدراما المصرية شرفاً كبيراً لي، وأتمنى تكرار التجربة مجدداً مع الفنان محمد عادل إمام الذي كان سبباً رئيسياً في تعرف الجمهور عليّ في مصر، وأتمنى أيضاً التمثيل مع والده الأسطورة عادل إمام، وأنا لديّ إصرار كبير على الظهور والانتشار في جميع أرجاء الوطن العربي، لذلك ليس لديّ مانع في الظهور كفنانة ثانية في الدراما المصرية أو كضيف شرف مثلما حدث في مسلسل الفنان محمد عادل إمام «هوجان»، وبالفعل أنا فنانة دور أول في بلدي لبنان ولكن بلدي صغير مقارنةً بباقي بلدان الوطن العربي، وأرى أن دوراً صغيراً بمشهدين أو ثلاثة يمكن أن يترك لي بصمة كبرى مثلما حدث في «هوجان»، فأنا أخيراً كنت أتابع مسلسل «البرنس» لمحمد رمضان، وخطفت الفنانة المصرية روجينا قلبي مع أنها لم تكن البطلة الأولى للعمل.
> في رأيك من الفنانة اللبنانية التي نجحت في مصر وتتمنين استكمال مشوارها؟
- هيفاء وهبي، فنانة رائعة، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة كبرى في مصر بتمثيلها وأغنياتها وأدائها واستعراضاتها.
> ومَن الفنان الذين تتمنين الغناء معه؟
- الفنان الإماراتي الكبير حسين الجسمي، فأنا أرى أنه يمتلك أغنية واحدة لم تحقق نجاحاً، وأيضاً هناك المغربي سعد لمجرد، والمصري عمرو دياب الذي أعده «عندليباً جديداً».
> أنتِ بطلة أول فيلم لبناني يُعرض في السعودية... كيف تقيمين هذه التجربة؟
- كان أمراً رائعاً للغاية، فالمملكة تغيرت كثيراً، والتطور والتقدم فنياً بها أصبح ملموساً، فأنا ذُهلت من الانفتاح الفني بها، فما تقدمه المملكة الآن عبارة عن فن راقٍ وفن هادف، وأفتخر بكوني صاحبة أول فيلم لبناني عُرض في المملكة وهو «المهراجا»، كما أنني أفتخر كذلك بأن تجربتي السينمائية الثانية كانت في فيلم «بعد الخميس» مع الفنان السعودي محمد الهاشم والمخرج السعودي حيدر الناصر، والاثنان أضافا لي الكثير، وللعلم هذا الفيلم يعد آخر عمل للفنان طلعت زكريا قبيل وفاته.