دعا أحمد رحو، رئيس مصرف «القرض العقاري والسياحي» المغربي، إلى تشديد المراقبة على القطاع العقاري بسبب ارتفاع احتمالات تعرضه للأزمات، وبالتالي تأثيره على معدل المخاطر في القطاع المصرفي. وأشار رحو خلال لقاء صحافي عقده أول من أمس في الدار البيضاء إلى أن القروض العقارية أصبحت تمثل 30 في المائة من إجمالي القروض المصرفية في المغرب. وعرفت القروض العقارية نموا خلال العام الماضي بنسبة 3 في المائة، في حين عرفت القروض المصرفية غير العقارية نموا بنسبة 0.8 في المائة. وأشار رحو إلى أن إجمالي القروض المصرفية في المغرب توسعت بنسبة 1.6 في المائة خلال 2014، فيما ارتفعت ودائع العملاء لدى المصارف المغربية بنسبة 7.3 في المائة خلال نفس السنة.
ويرى رحو أن على الحكومة إحداث آلية لمراقبة وتنظيم العرض والطلب في القطاع العقاري، بهدف تسهيل توقع الأزمات والحيلولة من دون اندلاعها. كما أشار إلى أن على السلطات أن تشجع على توجيه الاستثمارات العقارية إلى مجال الإيجار كوسيلة بديلة عن التملك من أجل إيجاد حل لإشكالية السكن. وقال رحو: «بدأ هذا التوجه فعلا في مجال العقار المهني والإداري، وظهرت شركات متخصصة، لكن في مجال السكن لا توجد شركات متخصصة في الإنتاج من أجل الإيجار».
وأشار رحو إلى ارتفاع نسبة المخاطر في القطاع المصرفي المغربي، مشيرا إلى أن أداء القطاع خلال سنة 2014 تميز بانكماش في النشاط، إضافة إلى بداية توجه معدلات الفائدة نحو الانخفاض. وقال: «هناك تباطؤ في وتيرة نمو النشاط، ومشاريع أقل يتم إطلاقها مقارنة مع السابق، بسبب استمرار تعرض المغرب لتداعيات الأزمة الاقتصادية الدولية. لكن معدلات النمو لا تزال إيجابية». وبخصوص السنة الحالية يرى رحو أن الاقتصاد المغربي سيستفيد من هبوط أسعار النفط، والذي سيحد منه نسبيا ارتفاع سعر الدولار.
وعرف مصرف القرض العقاري والسياحي عملية إعادة هيكلة استمرت لعدة سنوات بسبب تراكم ملفات قروض ضخمة متنازع عليها في مجالات الاستثمار السياحي والعقاري، والتي تراكمت خلال عقد التسعينات عندما منح البنك بسخاء قروضا ضخمة لرجال أعمال كبار وسياسيين في إطار توجه المغرب القوي آنذاك لتطوير القطاع السياحي. وقال رحو، إن المصرف تمكن من الوقوف على قدميه مجددا ومن تصفية تركة الماضي. وأشار إلى أن كل القروض المعدومة جرت تغطيتها بالمؤن، ورغم ذلك يواصل المصرف مساعيه لاستردادها. وقال: «نفضل نهج أسلوب الحوار والتفاوض من أجل استرجاع مستحقات البنك. وعندما يتعذر ذلك نذهب إلى القضاء». وخلال العام الماضي استرجع البنك نحو 10 ملايين دولار من القروض المعدومة. وأشار رحو إلى أن البنك استعاد ملكية 5 فنادق في السنوات الأخيرة، وتمكن من بيع 4 فنادق من بينها، وهو الآن يسعى لبيع الفندق الخامس، والموجود في مدينة أغادير جنوب المغرب. وقال رحو: «هناك المزيد من الفنادق التي نعمل على استرجاعها في حال تعذر وفاء المستثمرين بأداء القروض، خاصة في مراكش».
وأوضح رحو، أن المصرف يوجد في وضعية جيدة، إذ تبلغ نسبة تغطية قروضه بالرهون والضمانات والمؤن 140 في المائة. وأصبح البنك ينهج سياسة صارمة في مجال تدبير المخاطر، كما طور قسما محترفا جدا ومتخصصا في مجال تحصيل القروض العالقة والمعدومة. وأشار إلى أن السياسة الجديدة للبنك تتجه إلى التوسع في المجالات غير العقارية والتي أصبحت تشكل نسبة 25.4 في المائة من إجمالي قروض المصرف. وخلال العام الماضي ارتفعت القروض العقارية للمصرف بنسبة 0.5 في المائة، فيما ارتفعت قروضه للقطاعات غير العقارية بنسبة 8.5 في المائة. وارتفعت الأرباح الموطدة للقرض العقاري والسياحي، وهو مصرف مدرج في البورصة المغربية، بنسبة 2.8 في المائة.
رئيس «العقاري السياحي» المغربي يدعو لمراقبة القطاع العقاري بسبب ارتفاع المخاطر
يواصل تصفية ملفات الماضي ويطرح فندقًا في أغادير للبيع
رئيس «العقاري السياحي» المغربي يدعو لمراقبة القطاع العقاري بسبب ارتفاع المخاطر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة