هادي: تعرضت لـ4 محاولات اغتيال.. ومستعد للتضحية من أجل اليمن

مصدر قريب من الرئيس: السيناريو الأقرب هو بدء حملة للاستيلاء على مأرب ومحاصرة هادي في مثلث «عدن ـ لحج ـ أبين»

الرئيس هادي خلال اجتماع سابق في مكتبه مع قادة حزب الرشاد في عدن (إ.ب.أ)
الرئيس هادي خلال اجتماع سابق في مكتبه مع قادة حزب الرشاد في عدن (إ.ب.أ)
TT

هادي: تعرضت لـ4 محاولات اغتيال.. ومستعد للتضحية من أجل اليمن

الرئيس هادي خلال اجتماع سابق في مكتبه مع قادة حزب الرشاد في عدن (إ.ب.أ)
الرئيس هادي خلال اجتماع سابق في مكتبه مع قادة حزب الرشاد في عدن (إ.ب.أ)

كشف الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، أنه تعرض خلال الفترة الأخيرة لأربع محاولات اغتيال، دون أن يسرد المزيد من التفاصيل. وقال خلال لقائه بقيادة حزب الرشاد بعدن إنه مستعد لتقديم مزيد من التضحيات «في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة والتنمية» في اليمن.
وأضاف هادي أن «الذين يخرجون يوميا في مظاهرات في الكثير من عواصم المحافظات لا يفعلون ذلك من أجل الرئيس عبد ربه منصور هادي وشرعيته الدستورية، ولكن من أجل المبادئ والأهداف التي يسير عليها للحفاظ على اليمن، وهي تحقيق الأمن والاستقرار والعدالة والتنمية فيها، وهذه هي ثوابت وطنية نسعى لتحقيقها».
ويكثف هادي من لقاءاته بالسفراء الأجانب والقوى السياسية والقبلية اليمنية منذ وصوله إلى عدن، الشهر الماضي. وقال مصدر جنوبي يمني حضر بعض هذه اللقاءات لـ«الشرق الأوسط» إن القضايا التي يناقشها هادي مع زواره متعددة وتختلف بحسب الضيوف الزائرين وأهميتهم والثقل الذي يمثلونه، وإن «اللقاءات مع الدبلوماسيين العرب والأجانب تتعلق ببحث التطورات السياسية ودعم الشرعية وما يمكن تقديمه في مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص ودراسة السيناريوهات المحتملة بشن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح حربا على الجنوب وهادي».
وأشار المصدر إلى أنه «ضمن السيناريوهات المحتملة عدم مهاجمة عدن، في الوقت الحاضر، من قبل تحالف الحوثيين - صالح، وإنما تقسيم المناطق والبدء بمأرب وحضرموت وشبوة، حيث الثروة النفطية والسعي إلى عزل هادي ومحاصرته في مثلث: عدن - لحج - أبين». وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن «اللقاءات التي تجري مع القادة العسكريين تركز، بدرجة رئيسية، على التأكد من حجم القوات العسكرية التي ما زالت موالية للشرعية والرئيس هادي وخارطة انتشارها وتسليحها المتاح وكيفية وصول الإمدادات إليها وعدم تعرض تلك الإمدادات لأي أعمال عدائية».
وتطرق المصدر إلى ما تتم مناقشته مع رجال القبائل الجنوبية والشمالية المحادة للجنوب والموالية لشرعية هادي، وأشار إلى أن أبرز ما يطرح في تلك اللقاءات ينصب على كيفية تأمين المناطق الحدودية من اختراق العناصر الحوثية أو العناصر المحسوبة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وكذا العناصر المتشددة في تنظيم القاعدة. وذكر المصدر أن «إمكانيات تسليح تلك القبائل عادية، وربما لن تكون كافية لصد أي اجتياح لقوات نظامية مدعومة بميليشيات مسلحة تستخدم أسلحة الجيش الحديثة التي تم الاستيلاء عليها من المعسكرات في صنعاء وعمران والحديدة». وأشار المصدر إلى أن «الغلبة هي للطرف الحوثي في التسليح وبالأخص من حيث الطيران والأسلحة الثقيلة»، كما أشار المصدر إلى أن «أحد الهواجس الرئيسية في لقاءات هادي ونقاشاته مع الدول الداعمة لشرعيته، هو الجانب المادي وكيفية إدارة شؤون الدولة من عدن وتحويل الإيرادات النفطية وغير النفطية إلى عدن وكذا المنح والمساعدات». ولم يستبعد المصدر أن «يحصل الرئيس هادي على دعم عسكري إلى جانب الدعم المادي من تلك الدول»، كما أنه لم يستبعد سيناريوهات عديدة في حرب مفتوحة «إذا ما قدرت وبينها تدخل أطراف دولية لحماية مصالحها في اليمن والملاحة الدولية».
من جهته، قال راجح بادي، الناطق باسم الحكومة اليمنية، لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على وجود عدد من الوزراء في عدن وعما إذا كانوا يمارسون مهامهم من هناك، إن «حكومة الكفاءات حكومة مستقيلة، ولن تقبل بالتراجع عن الاستقالة، ولن تسير أي أعمال، لأن معالم الانقلاب الحوثي ما زالت قائمة، ولا يمكن لأي حكومة أن تسير أعمالا في ظل ظروف كهذه». وأكد بادي أن «رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، مصر على استقالته»، وغادر بحاح صنعاء، أمس، بعد رفع الإقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليه من قبل الحوثيين، الاثنين الماضي، هو وبقية الوزراء في الحكومة الذين كانوا يخضعون للإقامة الجبرية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».