1200 فلسطيني يطلبون لمّ الشمل مع عائلاتهم في إسرائيل... واليمين يحذّر من «تسونامي هجرة»

TT

1200 فلسطيني يطلبون لمّ الشمل مع عائلاتهم في إسرائيل... واليمين يحذّر من «تسونامي هجرة»

حذّرت أوساط في اليمين الإسرائيلي المتطرف من تدفق طلبات لمّ الشمل التي يتقدم بها فلسطينيون ليحظوا بالمواطنة الإسرائيلية. وعدّوها «تسونامي هجرة فلسطينية يغيّر التوازن الديمغرافي في الدولة العبرية».
وجاء هذا التحذير في أعقاب نشر معطيات من وزارة الداخلية الإسرائيلية تفيد بأنه تم تقديم ما لا يقل عن 1200 طلب من الفلسطينيين للحصول على لمّ شمل مع عائلاتهم، وذلك بعد أقل من شهر ونصف من سقوط قانون المواطنة. وحسب المستشار الخاص لوزيرة الداخلية، يونتان يعقوبتش، فإن وتيرة تقديم الطلبات تشير إلى أنه حتى نهاية السنة الجارية سيصل عدد الطلبات إلى عدة ألوف. ومع أن الوزيرة تنوي رفض معظم هذه الطلبات فإن «هناك خطراً حقيقياً بأن تتقدم جمعيات اليسار الإسرائيلي إلى المحكمة فتفرض على الوزيرة قبولها». وقال: «لقد أقامت دولة إسرائيل جداراً على طول الحدود مع سيناء بتكلفة مليارات الدولارات لكي نضمن وقف الهجرة الأفريقية. والآن نجد أن الاختراق يأتي من الفلسطينيين وبموجب قانون إسرائيلي».
المعروف أن هناك قانوناً مؤقتاً في إسرائيل يمنع منح المواطنة الإسرائيلية لألوف العائلات الفلسطينية، التي تتكون من مواطنين إسرائيليين متزوجين من مواطنات من الضفة الغربية أو غزة أو الدول العربية. فهناك نحو 35 ألف عائلة كهذه. وبسبب هذا القانون، لا يستطيع الزوج أن يلتقي زوجته أو أولاده. وتحاول إسرائيل حل هذه «الإشكالية» بمنع جمع الشمل وإجبار المواطن أو المواطنة الإسرائيلية على الانتقال للعيش مع النصف الآخر من العائلة خارج إسرائيل. ولكنّ هذا القانون مؤقت. ويجري تجديده مرة في السنة. وفي شهر مايو (أيار) الماضي، حان وقت تجديده لكن الحكومة فشلت في تمرير القانون، بسبب تمرد عدد من نوابها. وصوّتت المعارضة ضده وأسقطته. فتشجع الفلسطينيون على تقديم طلبات جمع شمل بوتيرة عالية.
ويقول المحامي ديفيد بيتر، من جمعية «كهلات» اليمينية المتطرفة، إن سقوط القانون كان بمثابة كارثة قومية لإسرائيل لا يعرف مدى خطورتها النواب الذين صوّتوا ضده. وأضاف: «عندما نقول إن هناك طلب لمّ شمل علينا أن ندرك أن وراء كل طلب كهذا عائلة من عدة أنفس. ما يعني أن 1200 طلب لمّ شمل يزيد سكان إسرائيل 6 – 7 آلاف مواطن. ولكي نفهم خطورة الموضوع أكثر علينا أن نتذكر أنه خلال عهد رئيس الوزراء أرئيل شارون، اكتشف أنه بعد اتفاقيات أوسلو، خلال الفترة من 1994 حتى 2002 حصل على المواطنة الإسرائيلية بموجب جمع الشمل ما لا يقل عن 130 ألف فلسطيني. ولهذا بادر شارون إلى سن قانون المواطنة، ليمنع منح المواطنة الإسرائيلية بشكل أوتوماتيكي ويفرض قيوداً ويضع عراقيل. ولأن المحكمة العليا لم تصادق على القانون جعلوه قانون طوارئ مؤقتاً، يتجدد كل سنة. واليوم نعود إلى ذلك العهد بسبب خلافات حزبية بين الحكومة والمعارضة».
ويقول بيتر إن جمعيات اليسار الإسرائيلية تدير حملات توعية لتشجيع الفلسطينيين على تقديم طلبات لمّ الشمل، وذلك بتمويل من مؤسسات غربية. وفي المقابل، حذّر البروفسور أرنون سوفر، المتخصص في الشؤون الديمغرافية ولديه عدة أبحاث من تكاثر الفلسطينيين، من ذلك وعدّه سلاحاً فتاكاً ضد إسرائيل، وأن هناك بعداً أمنياً خطيراً لظاهرة جمع الشمل، إذ تبين أن 205 من العمليات العدائية ضد إسرائيل نفّذها فلسطينيون من عائلات حصلت على المواطنة الإسرائيلية بموجب قانون جمع الشمل.
يشار إلى أن وزيرة الداخلية إيليت شاكيد، تنوي طرح مشروع لتمديد القانون مرة أخرى وتناشد المعارضة اليمينية الترفع عن حساباتها الحزبية وتغيير موقفها ومساعدة الحكومة على إعادة تفعيل القانون من أجل وقف تدفق الطلبات المقدمة من الفلسطينيين.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.