يجب أن يعض سيلتيك أنامله من الندم على الدور الذي لعبه في الترويج للفكرة السخيفة الخاصة بعقد مباريات ودية قبل انطلاق الموسم. اللافت أنه خلال ذات عطلة نهاية الأسبوع التي سحق خلالها وست هام شباك سيلتيك بارك بستة أهداف مقابل هدفين، تمكن رينجرز من إنزال الهزيمة بريال مدريد على أرض استاد إيبروكس. ومن منظور كرة القدم، لا تحمل أي من النتيجتين أهمية تذكر. ورغم ذلك، فإنها تسهم في تأجيج الحديث الدائر حول تراجع مستوى أداء أصحاب القمصان الخضراء (سيلتيك بارك) في غلاسغو في وقت يسعى أصحاب القمصان الزرقاء (رينجرز) نحو تحويل فوزهم باللقب إلى فترة طويلة من الهيمنة على المشهد الكروي.
وعندما بدأت المنافسات الحقيقية، سار نادي ميتييلاند الدنماركي على خطى كل من فيرينتسفاروشي المجري وأيك أثينا من خلال دفع سيلتيك خارج دور التأهل في بطولة دوري أبطال أوروبا. وبعد أقل عن عقد من بلوغ دور الـ16، يجد سيلتيك نفسه باستمرار عاجزاً عن المشاركة في البطولة ذاتها التي تتنافس بها أندية النخبة الأوروبية. جدير بالذكر هنا أن أحد العناصر المحورية في سيلتيك، كريستوفر إيير، انتقل إلى دائرة الضوء في الدوري الإنجليزي الممتاز بانضمامه إلى برنتفورد، بينما يسعى برايتون وراء ضم لاعب بارز آخر في صفوف الفريق، أودسون إدوارد.
ومع انطلاق الدوري الاسكوتلندي الممتاز، نجد أن الهدف الفوري الذي يسعى وراءه مدرب سيلتيك إنج بوستيكوغلو لا يتضمن تحويل سيلتيك إلى فريق قادر على المنافسة بقوة على اللقب. من جهته، قدم رينجرز أداءً متألقاً على المستوى المحلي خلال الموسم الأخير، وأثبت أنه فريق جدير بالوصول إلى دور الـ16 من بطولة الدوري الأوروبي ونجح الفريق الذي يقوده المدرب ستيفين جيرارد من التقدم على سيلتيك بـ25 نقطة. أما سيلتيك، فرغم حالة الاستسلام التام التي سيطرت عليه، تمكن من البقاء متقدماً على هيبرنيان بفارق 14 نقطة. ورغم أن مشجعي الأندية الأخرى ربما يضحكون فرحاً إزاء المحنة التي يعانيها سيلتيك، تبقى مسألة تمكنه بمثل هذا الأداء الواهن من إنجاز الموسم في المركز الثاني بمثابة حقيقة مثيرة للأسف.
الآن، يتعين على بوستيكوغلو بطريقة ما وبسرعة التصدي لتيار مستمر من المشاعر السلبية يواجهه ناديه، مع العمل في الوقت نفسه على الحفاظ على سمعته. المؤكد أن مدرب سيلتيك الجديد لا يتحمل المسؤولية عن هذا المشهد الفوضوي - وإن كانت تعليقاته الصادمة حول الإخفاقات بمجال ضم لاعبين جدد لم تكن موفقة على الإطلاق - فإن باستطاعته معاونة النادي عبر استغلال مهاراته لرفع الروح المعنوية في صفوف الفريق. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان بوستيكوغلو سيتمكن من إنجاز ذلك في وقت يهرول مسؤولو النادي خلف الكواليس - من جديد - لضم لاعبين جدد.
من ناحية أخرى، من المثير اليوم معاينة الانتقادات الشديدة الموجهة إلى الهيكل الهرمي الإداري داخل سيلتيك. ولو أن أحداً من قبل واتته الجرأة للإشارة إلى افتقار النادي إلى استراتيجية مناسبة خلال الفترة التي شهدت فوزه بتسعة ألقاب على التوالي، من المؤكد أنه كان سيتعرض لسخرية قاسية. في الواقع، كان من شأن نجاح سيلتيك في إلحاق هزائم ثقيلة بروس كاونتي وهاميلتون التمويه على مشكلات في التخطيط طفت على السطح بقوة عندما تمكن رينجرز أخيراً من تشكيل تحدي حقيقي أمام سيلتيك.
من الممكن أن يثبت بوستيكوغلو أنه الشخص القادر على قلب موازين الأوضاع لصالح سيلتيك - وإن كان ما يزال من المبكر للغاية إصدار حكم بخصوص المدرب الأسترالي - لكن الواضح أنه تعرض لصفعة قوية من جانب نادٍ غرق في حطامه وفوضاه. على سبيل المثال، نجد أن ديرموت ديزموند، أحد المساهمين الأساسيين في سيلتيك، التزم الصمت في وقت كان لزاماً عليه أن يشرح لجمهور المشجعين كيف وصل النادي إلى هذا الوضع المزري. أما دومينيك مكاي، الرئيس التنفيذي الجديد للنادي، فقد استغل احتفالية الإعلان عن الاستعانة ببوستيكوغلو في يونيو (حزيران) لتوصيل رسائل سخيفة.
في المقابل، فإنه لن يكون ممكناً التعرف بعمق على أفكار جيرارد بخصوص الموسم طالما ظل مدرب رينجرز بعيداً عن الإعلام في الجزء الأغلب من الوقت. ومن المنتظر أن يبدأ النادي الموسم بحد أدنى من التغطية الإعلامية بسبب حالة التأزم حول خطة لفرض رسوم تبلغ آلاف الجنيهات للسماح ببث المباريات. ويقتضي الإنصاف القول بأن جيرارد بإمكانه الادعاء بأن سياسة الحد الأدنى من التفاعل الإعلامي التي يتبعها ناجحة تماماً بالنظر إلى فوزه المبهر باللقب الموسم الماضي، ومع هذا لا توحي مثل هذه السياسة بالتفاؤل فيما يخص سمعة النادي على المدى الطويل.
الملاحظ أن جيرارد نجح في الارتقاء برينجرز لمستوى أنه إذا أخفق الفريق في الاحتفاظ ببطولة الدوري، فإن هذا سيكون بمثابة صدمة بالغة. المؤكد أن تحول رينجرز إلى فريق يطارده آخرون للحاق به، بدلاً عن كونه الفريق الذي يطارد آخرين يتطلب نوعاً من التحول النفسي، لكن من المعتقد أن هذا الأمر يكمن داخل نطاق قدرات جيرارد، خاصة أنه مدرب يعي جيداً المتطلبات الأساسية للعمل داخل نادٍ كبير. ومن المؤكد أن تأهل رينجرز للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا سيفيده كثيراً، في وقت يتمتع النادي بالقوة والاستقرار ووجود وفرة في الأصول.
وبإمكان النادي بيع واحد أو اثنين أو ثلاثة من اللاعبين الذين يشكلون أصولاً قيمة للنادي دون أن يترك ذلك تأثيراً ملحوظاً على قوة وأداء الفريق. ومن المنطقي الاعتقاد بأن الطموحات المهنية للاعبين مثل ريان كنت وغلين كمارا وألفريدو موريلوس وآخرين لا تنتهي في غلاسغو. من ناحية أخرى، تبدو المنافسة المشتعلة بين أندية ليس بمقدورها إنجاز الموسم في ترتيب أفضل عن الثالث، مثيرة للاهتمام. من جانبه، اتضحت هشاشة هيبرنيان خلال المراحل الأخيرة من بطولة الكأس الموسم الماضي. ومع هذا، ليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن النادي غير قادر على الفوز بالبطولة هذا الموسم. فيما يخص هارتس، الذي يعود إلى أضواء الدوري الممتاز، فإنه بحاجة واضحة إلى تعزيز دفاعاته. أما أبيردين، فإنه يصعب التنبؤ بالمسار الذي سيتخذه تحت قيادة ستيفين غلاس، لكن حصوله على أي ترتيب دون الثالث سيكون بمثابة تراجع عن المستوى المأمول.
بوستيكوغلو بحاجة إلى معجزة مع سيلتيك لحرمان جيرارد من إحراز لقب جديد
قائد ليفربول السابق نجح في إنهاء هيمنة غريمه التقليدي على الدوري الاسكوتلندي
بوستيكوغلو بحاجة إلى معجزة مع سيلتيك لحرمان جيرارد من إحراز لقب جديد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة