المحققون الأمميون يعلنون استعدادهم لكشف أسماء المشتبه بهم في جرائم الحرب بسوريا

مقتل 6 أشخاص في هجوم بغاز سام شنته قوات النظام بشمال غربي البلاد

المحققون الأمميون يعلنون استعدادهم لكشف أسماء المشتبه بهم في جرائم الحرب بسوريا
TT

المحققون الأمميون يعلنون استعدادهم لكشف أسماء المشتبه بهم في جرائم الحرب بسوريا

المحققون الأمميون يعلنون استعدادهم لكشف أسماء المشتبه بهم في جرائم الحرب بسوريا

أعلن محققو الأمم المتحدة بشأن سوريا، اليوم (الثلاثاء)، استعدادهم لكي ينقلوا إلى الانظمة القضائية في بعض الدول، "أسماء ومعلومات" متعلقة بأشخاص يشتبه بارتكابهم جرائم حرب من أجل محاكمتهم.
ومنذ أن بدأوا وضع لائحة سرية بمرتكبي جرائم حرب مع تعاقب تقاريرهم، أعلن المحققون الذين باشروا عملهم في سبتمبر (أيلول) 2011، على الدوام، أنهم يريدون إبقاءها سرية والحفاظ على المعلومات لنقلها إلى المحكمة الجنائية الدولية حين تكلف النظر في هذه القضايا.
وقال رئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينييرو اليوم، عند عرضه تقريره الأخير أمام مجلس حقوق الانسان، إن المحققين قرروا الكشف عن لائحة الأسماء والمعلومات بشأن مرتكبي الجرائم؛ لكن بطريقة محددة الهدف. موضحا، اننا "لن ننشر اليوم لائحة الاسماء (...) سننقل أسماء ومعلومات متعلقة ببعض الاشخاص الذين يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب إلى سلطات قضائية" لدول تحضر لمحاكمتهم. وتابع بينييرو "نشجع تلك السلطات على الاتصال بنا مع طلب معلومات".
وفي حال عدم اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية - وهو أمر تعرقله روسيا خصوصا في مجلس الأمن - هددت اللجنة بنشر المعلومات التي جمعتها. لكن الدبلوماسيين وبينهم من دول تدعم المعارضة السورية حذروا من خطوة تعتبر مخالفة للقانون الدولي، كما قال مصدر دبلوماسي في جنيف.
من جهته، أعرب السفير الفرنسي نيكولا نييمتشينوف عن أسفه لعدم اللجوء إلى المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدا "علينا معا أن نجد منابر من أجل احقاق العدالة للشعب السوري".
واللوائح التي وضعها المحققون واحتفظوا بها بسرية في جنيف، تشمل أسماء قادة وحدات وزعماء مجموعات مسلحة، يعتبرونهم مسؤولين عن جرائم حرب.
ورفض المحققون القول ما إذا كان اسم الرئيس السوري بشار الاسد أو أسماء مقربين منه واردة على اللوائح.
ولم يتمكن أعضاء لجنة التحقيق الاربعة، أبدا، من دخول سوريا؛ لكنهم حصلوا على إفادات آلاف الضحايا ووثائق وصور بالاقمار الصناعية من أجل اعداد تقاريرهم.
وتلقت كارلا ديل بونتي إحدى المحققات السويسرية، دعوات لعدة مرات، للتوجه إلى دمشق؛ لكن اللجنة رفضت ذلك على الدوام معتبرة أن المحققين الاربعة، يجب أن يزوروا البلاد معا.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم، إن 6 أشخاص قتلوا في هجوم بغاز سام شنته قوات النظام السوري بشمال غربي البلاد، وبث مسعفون تسجيلات مصورة لأطفال قالوا إنهم تعرضوا للاختناق.
وذكر المرصد الذي يتابع الصراع ومقره بريطانيا، أن القتلى الستة كان من بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة. ونقل عن مصادر طبية، قولها إن القتلى سقطوا نتيجة استنشاق غازات منبعثة من براميل متفجرة وأن المادة الكيماوية المستخدمة كانت الكلور على الأرجح. وأضاف أن العشرات أصيبوا في الهجوم. ولم يتسن لـ"رويترز" التأكد من التقرير على نحو مستقل.
ونشر فرع إدلب لمنظمة الدفاع المدني السورية المستقلة سبعة تسجيلات مصورة على موقع يوتيوب بعضها أثناء الليل وبعضها في مركز طبي.
وأظهر أحد التسجيلات ثلاثة أطفال وامرأة جميعهم فاقدون للوعي فيما يبدو في مركز طبي. فيما قال أحدهم من خلف الكاميرا إن اسم القرية سرمين وإن التاريخ أمس الاثنين.
وفي التسجيل المصور قال رجل بصوت مرتعش وهو يصور طفلا وفي فمه سائل "إحدى الوفيات طفل رضيع لم يبلغ من العمر أشهر". وتم نقل طفلين آخرين لا يتحركان نقل أحدهما رجل يرتدي قناعا واقيا من الغازات، بينما كان رجل يحمل طفلة صغيرة. وقال رجل يفحص الطفلة للطبيب إنها لا تزال على قيد الحياة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.