بوريل: استيلاء «طالبان» على السلطة «فرصة» لبكين وموسكو وأنقرة «لتوسيع نفوذها»

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر تابع للبرلمان الأوروبي (أ.ب)
وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر تابع للبرلمان الأوروبي (أ.ب)
TT

بوريل: استيلاء «طالبان» على السلطة «فرصة» لبكين وموسكو وأنقرة «لتوسيع نفوذها»

وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر تابع للبرلمان الأوروبي (أ.ب)
وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر تابع للبرلمان الأوروبي (أ.ب)

قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الخميس)، إن استيلاء «طالبان» على السلطة في أفغانستان يمثل «أهم حدث جيوسياسي» منذ أزمة القرم عام 2014 و«فرصة جديدة» للصين وروسيا وتركيا «لتوسيع نفوذها» في آسيا الوسطى.
وخلال حديثه أمام البرلمان الأوروبي، أكد جوزيب بوريل، مجدداً، على حاجة أوروبا إلى «التحاور مع طالبان» لاحتواء الأزمة الإنسانية، لكن دون أن يكون ذلك دليلاً على اعتراف دبلوماسي رسمي بالنظام، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال بوريل لأعضاء البرلمان إن الوضع في أفغانستان «ستكون له تأثيرات بعيدة المدى على الأمنين الإقليمي والدولي، وهو أهم حدث جيوسياسي منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم» قبل سبع سنوات.
وفي هذا السياق، حذّر بوريل: «يجب أن ننخرط بنشاط مع شركائنا الإقليميين والدوليين (...) آسيا الوسطى ستصبح منطقة ذات أهمية استراتيجية أكبر بالنسبة إلينا».
وأضاف: «ندرك جيداً أن فرصة جديدة ستتاح لكل من تركيا والصين وروسيا لبسط نفوذها» على حساب الدول الغربية في آسيا الوسطى، داعياً إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية الأوروبية مع إيران وباكستان والهند.
يجب على الاتحاد الأوروبي «العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وتكثيف جهوده الدبلوماسية من أجل التوصل مع حلفائه إلى نهج موحد» للتعامل مع نظام «طالبان»، وفق بوريل.
ولفت إلى أنه فيما يواصل الغربيون عملياتهم في كابول لإجلاء الرعايا الأجانب والأفغان وعائلاتهم «نحتاج إلى إنشاء قنوات اتصال مع الممسكين بزمام السلطة».
لكن «علينا أن نكون واضحين بشأن حقيقة أن فتح قنوات الاتصال لا يعني بأي شكل من الأشكال اعترافاً سياسياً دوليا بطالبان»، كما قال بوريل. وأوضح أنه «وسيلة لدعم المساعدات الإنسانية لأفغانستان مع تعزيز المساعدة للدول المجاورة حتى تتمكن من التعامل مع الانعكاسات السلبية والنزوح الداخلي وارتفاع خطر الإرهاب وتهريب المخدرات».
وتأتي دعوة جوزيب بوريل عشية اجتماع عبر الفيديو، الجمعة، لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي حول الوضع في أفغانستان.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.