قتلى وجرحى من الميليشيات بمعارك وضربات جوية جنوب مأرب

طفلة بمخيم للنازحين في مأرب (رويترز)
طفلة بمخيم للنازحين في مأرب (رويترز)
TT

قتلى وجرحى من الميليشيات بمعارك وضربات جوية جنوب مأرب

طفلة بمخيم للنازحين في مأرب (رويترز)
طفلة بمخيم للنازحين في مأرب (رويترز)

على وقع إصرار الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران على الاستمرار في شن الهجمات باتجاه مدينة مأرب الاستراتيجية (173 كم شرق صنعاء) وسعيها للسيطرة على منابع النفط والغاز، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن الميليشيات خسرت، أمس (الجمعة)، العديد من عناصرها بين قتيل وجريح.
وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن الميليشيات تكبّدت خسائر بشرية ومادية كبيرة بنيران الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغارات لطيران تحالف دعم الشرعية جنوب محافظة مأرب، وفق ما نقله المركز عن مصادر عسكرية.
وقالت المصادر إن «عناصر الجيش والمقاومة كسروا هجوماً لميليشيا الحوثي على أحد المواقع العسكرية في جبهة رحبة وأجبروها على الفرار بعد سقوط عدد من عناصرها بين قتيل وجريح».
وبحسب المركز العسكري، «استهدفت مدفعية الجيش تجمعات وتحركات ميليشيا الحوثي على امتداد مسرح العمليات القتالية وألحقت بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فيما دمر طيران التحالف تعزيزات حوثية في محيط الجبهة ذاتها».
هذه التطورات جاءت غداة مقتل عدد من عناصر الجماعة في جبهة الخنجر الاستراتيجية شمالي محافظة الجوف، إثر استهدافهم من قبل الجيش الوطني.
ونقل الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر نت) عن القائد الميداني العميد هادي شلفط قوله إن «المجموعة الحوثية التي كانت تحاول التسلل، وجدت نفسها في كمين محكم، نصبه لها عناصر الجيش، حيث أطبقوا عليها الحصار من كل الاتجاهات».
وأضاف العميد شلفط أن «الجيش ورجال المقاومة الشعبية استهدفوا تلك العناصر المتسللة، وأوقعوا في صفوفها عشرات القتلى والجرحى، وكبدوها خسائر كبيرة في عدتها وعتادها».
وأشار إلى أن الميليشيات حاولت أكثر من مرة أن تستعيد المواقع التي خسرتها في الأيام الماضية، إلا أن محاولتها تبوء بالفشل الذريع، مشيداً بدور مقاتلات التحالف وغاراتها الجوية المركزة التي نفذتها مستهدفة تعزيزات وتجمعات الميليشيات.
في السياق نفسه، كان قائد محور بيحان اللواء الركن مفرح بحيبح أكد أن الجيش ورجال المقاومة الشعبية ماضون بعزمهم وإصرارهم وعدالة قضيتهم إلى قطع أذرع إيران من كل ربوع اليمن، بحسب ما نقله عنه موقع الجيش.
وأوضح اللواء بحيبح أن المعارك التي يخوضها أبطال الجيش ورجال المقاومة الشعبية في جبهات وميادين القتال في أطراف محافظة مأرب كبّدت الحوثيين خسائر بشرية ومادية كبيرة لم تكن تتوقعها أو تخطر على بالها، وفق تعبيره.
وأضاف أن عناصر الميليشيات يتهاوون ويعيشون أيامهم الأخيرة نتيجة الضربات الموجعة من قبل الجيش ورجال المقاومة في جبهات رحبة ومراد وصرواح والكسارة والمشجح.
ودعا بحيبح أولياء الأمور في المناطق والمحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين إلى عدم الزج بأبنائهم إلى ما وصفه بـ«محارق الموت والهلاك التي تقودهم إليها الميليشيات»، مثمناً الجهود الكبيرة التي يقدمها تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وترفض الميليشيات الحوثية منذ أشهر دعوات التهدئة ووقف القتال في مأرب رغم الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها، إذ يقدر عسكريون أنها فقدت منذ مطلع العام الجاري نحو 10 آلاف مسلح من عناصرها بينهم قادة ميدانيون.
وفي أحدث خطب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، دعا أتباعه إلى حشد المزيد من المجندين، مشيراً إلى أن جماعته لن تتوقف عن مهاجمة مأرب إلا بتسليمها لهم من قبل الشرعية، عبر ما سماها «مبادرة مأرب»، حيث تقترح الجماعة إدارة محلية مشتركة للمحافظة وقوات أمن مشتركة إلى جانب سيطرتها على حقول النفط والغاز.
ووصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني شروط الحوثيين بخصوص مأرب بأنها «تكرار لنقاط سابقة كانت الجماعة قد عرضتها قبل تصعيدها العسكري الواسع في سبتمبر (أيلول) 2020، ورفضتها في حينه السلطة المحلية ومشايخ وقبائل وأبناء مأرب».
وأكد الإرياني أن ما فشلت الميليشيا في تحقيقه عبر الحرب لن تنتزعه بما وصفه بـ«ألاعيب ومراوغات سياسية». وقال في سلسلة تغريدات على «تويتر» إن «أطروحات ميليشيا الحوثي تؤكد بُعدها الكامل عن طريق ونهج السلام ومتطلباته». إذ إنها تحاول «تجزئة الأزمة والحل، بما يتلاءم ومخططاتها والمعطيات العسكرية على الأرض، وترفض السلام الحقيقي الذي ينهي الحرب في كامل اليمن ويضع حداً للمأساة الإنسانية ويمنح كل اليمنيين حقهم في الحياة بشكل طبيعي».
ودعا الوزير اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي إلى ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي للانصياع لجهود ودعوات التهدئة ووقف إطلاق النار، وإحلال السلام الشامل والعادل والمستدام وفق المرجعيات الثلاث.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».