«هجمات متزامنة» على مواقع النظام جنوب غربي سوريا

وفد روسي يقوم بزيارة «تقصي حقائق»... وبيدرسن «قلق» من التوتر في درعا

دورية روسية في ريف درعا أمس (تجمع حوران)
دورية روسية في ريف درعا أمس (تجمع حوران)
TT

«هجمات متزامنة» على مواقع النظام جنوب غربي سوريا

دورية روسية في ريف درعا أمس (تجمع حوران)
دورية روسية في ريف درعا أمس (تجمع حوران)

شنّ مسلحون في ريف درعا جنوب سوريا «هجمات متزامنة» على قوات النظام السوري بالتزامن مع زيارة «تقصي حقائق» قام بها وفد روسي، في وقت أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن خلال اجتماع مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للمجموعة الدولية لدعم لسوريا في جنيف أمس، عن قلقه المتزايد بشأن التطورات في جنوب سوريا.
وقال بيدرسن في بيان «تسبب الارتفاع في وتيرة الأعمال العدائية، والتي شملت قصفاً عنيفاً واشتباكات مكثفة على الأرض، في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بالبُنى التحتية المدنية، كما اضطر آلاف المدنيين إلى الفرار من درعا البلد، حيث يُعاني المدنيون من نقصٍ حاد في الوقود وغاز الطهي والمياه والخبز، وهناك نقص في المساعدات الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى». وزاد «الوضع خطير».
وكان المبعوث الخاص قد جدد في بيانه الصادر في 31 الشهر الماضي دعوته لوقفٍ فوري للعنف ولجميع الأطراف بضرورة التمسك بمبدأ حماية المدنيين والممتلكات المدنية وفقاً لأحكام القانون الدولي الإنساني. كما شدد على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ فوري وآمن ودون عوائق إلى جميع المناطق والمجتمعات المتضررة، بما في ذلك درعا البلد، وعلى ضرورة إنهاء الوضع القائم الذي يشبه الحصار.
وأفاد بيان «يواصل المبعوث الخاص وفريقه العمل مع جميع الأطراف المعنية على الأرض، وكذلك الأطراف الدولية لإنهاء الأزمة»، محذراً من احتمال زيادة المواجهات والمزيد من التدهور ما لم تكن هناك تهدئة فورية وحل سياسي للأزمة. كما يواصل المبعوث الخاص الاستماع إلى أهالي درعا، بما في ذلك ممثلو المجتمع المدني على الأرض، الذين أعربوا عن مخاوفهم الشديدة على سلامتهم.
ميدانياً، كانت ليلة أمس ساخنة على وقع الاشتباكات عاشها سكان مناطق ريف درعا الغربي والشمالي، بعد أن شن مقاتلون محليون فجر الخميس هجمات متفرقة على مواقع ونقاط تابعة لقوات النظام السوري، حيث هاجم مجهولون حاجزاً لقوات النظام شمال مدينة داعل، بالتزامن مع هجوم على المربع الأمني في مدينة نوى الذي يحتوي عدداً من نقاط قوات النظام السوري ومخفراً للشرطة المدنية.
كما وقعت اشتباكات في مدينة الشيخ مسكين، ومنطقة حوض اليرموك غربي درعا، في وقت شن مسلحو هجوماً على المركز الثقافي الذي تتحصن فيه قوات من جهاز أمن الدولة التابعة للنظام السوري في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي، وسط استمرار تصعيد الفرقة الرابعة على مدينة درعا البلد وأطرافها، حيث لا تزال هذه المناطق تتعرض للقصف بشكل يومي؛ ما أدى إلى إصابة طفلة بجروح بالغة نتيجة القصف على الأحياء السكنية، مع انعدام توفر الأدوية والنقاط الطبية، واستمرار حصار المدينة لليوم 50 على التوالي وانعدام مقومات الحياة كافة فيها، ومحاولات اقتحام لأحياء المدينة، بحسب ما قاله ناشطون في درعا.
وعمت حالة من الإضراب في مناطق من محافظة درعا، تعبيراً عن رفض الأهالي لحصار المدنيين في مدينة درعا البلد وطريق السد والمخيم من قبل قوات الفرقة الرابعة، وكان ناشطون دعوا إلى إضراب الطفل «حمزة الخطيب» في محافظة درعا في يومي 11 - 12 من الشهر الحالي الحالي ضمن حملة «الحرية لدرعا» وسط تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية الناجمة عن حصار المدينة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات من الشرطة العسكرية الروسية، أجرت صباح يوم الخميس جولة في عدد من قرى ريف درعا الشرقي، واطلعت على الحواجز العسكرية التابعة للنظام الموجودة في المنطقة، والتي تعرضت مؤخراً لهجمات من مقاتلين محليين بعد تصعيد قوات الفرقة الرابعة على مدينة درعا البلد، وتوجهت هذه القوات إلى مدينة بصرى الشام معقل قوات «الفيلق الخامس» جنوب سوريا للاجتماع مع قادة اللواء الثامن في «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، وسط وعود بإنهاء العمليات العسكرية في درعا، وبتحسين الأوضاع الأمنية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف المصدر، أن القوات الروسية التي دخلت إلى أحياء درعا المحطة الأربعاء، زارت عدداً من المدارس التي سكنها نازحون من مدينة درعا البلد، وسجلوا إحصائية لعدد النازحين واحتياجاتهم، وعادوا إلى دمشق، ولم يعقد أي اجتماع من قبل اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد مع القوات الروسية.
وكان الناطق الرسمي باسم لجنة «التفاوض المركزية» في درعا البلد المحامي عدنان المسالمة صرح لـ«الشرق الأوسط»، بأن تغير الضابط الروسي القديم المسؤول عن إدارة مناطق التسويات جنوب سوريا «أسد الله الغالب»، وتسلم ضابط جديد أدى إلى تأخر المفاوضات والاجتماع مع الجانب الروسي حتى ينهي الضابط الجديد تسلم مهامه في المنطقة، وجاءت زيارة الوفد الاستطلاعي للقوات الروسية يوم الأربعاء بعد يوم من اجتماع بين قوى سياسية ومدنية ولجان تفاوض في درعا مع المبعوث الأممي غير بيدرسون، تحدثوا فيه عن واقع المدينة والنازحين والحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري عليها.
وخلال الأيام الماضية فشلت جميع المفاوضات التي جرت بين اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد واللجنة الأمنية التابعة للنظام السوري في درعا، رغم الحضور الروسي والوعود بالحلول السلمية ووقف العمليات العسكرية.
وتتهم أطراف التفاوض بعضها بعرقلة المفاوضات وإفشالها، حيث اتهم النظام السوري اللجان المركزية بعرقلة المفاوضات بعد رفض «جميع شروطه»، قالت اللجنة المركزية للتفاوض، إنها شروط «تعجيزية»، تهدف إلى سيطرة أمنية وعسكرية على المنطقة.



قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
TT

قاسم يعلن «انتصار» «حزب الله» ويتعهّد صون الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس

الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)
الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم معلناً «الانتصار الكبير» (رويترز)

قال الأمين العام لـ«حزب الله» إن الحزب حقّق «انتصاراً كبيراً يفوق النصر الذي تحقق عام 2006»، وذلك «لأن العدو لم يتمكن من إنهاء وإضعاف المقاومة».

وجاءت مواقف قاسم في الكلمة الأولى له بعد سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم الأربعاء الماضي. وقال قاسم: «قررت أن أعلن كنتيجة (...) بشكل رسمي وواضح أننا أمام انتصار كبير يفوق الانتصار الذي حصل في يوليو (تموز) 2006»، في إشارة إلى الحرب الأخيرة بين الجانبين. وأضاف: «انتصرنا لأننا منعنا العدو من تدمير (حزب الله)، انتصرنا لأننا منعناه من إنهاء المقاومة أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، والهزيمة تحيط بالعدو الإسرائيلي من كل جانب» .

وتوجّه قاسم في مستهل كلمته إلى مناصري الحزب، قائلاً: «صبرتم وجاهدتم وانتقلتم من مكان إلى آخر، وأبناؤكم قاتلوا في الوديان، وعملتم كل جهدكم لمواجهة العدو». وأضاف: «كررنا أننا لا نريد الحرب، ولكن نريد مساندة غزة، وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال. والمقاومة أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات، و(حزب الله) استعاد قوّته ومُبادرته، فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجدداً ووقف صامداً على الجبهة».

 

ولفت إلى أن إسرائيل فشلت في إحداث فتنة داخلية، قائلاً: «الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المضيفين، وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى». وعن اتفاق وقف إطلاق النار، قال قاسم: «الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية، ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقنا في الدفاع، وهو ليس معاهدة، بل هو عبارة عن برنامج إجراءات تنفيذية لها علاقة بالقرار 1701، يؤكد على خروج الجيش الإسرائيلي من كل الأماكن التي احتلها، وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني لكي يتحمل مسؤوليته عن الأمن وعن إخراج العدو من المنطقة».

وأكد أن «التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، ونظرتنا للجيش اللبناني أنه جيش وطني قيادة وأفراداً، وسينتشر في وطنه ووطننا».

وتعهّد بصون الوحدة الوطنية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان نبيه بري، في 9 يناير (كانون الثاني) المقبل، واعداً بإعادة الإعمار بالتعاون مع الدولة، «ولدينا الآليات المناسبة»، قائلاً: «سيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد، في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية، وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا».