وقعت مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة أمس عقد مشروع إنشاء العاصمة الإدارية المصرية الجديدة، على هامش مؤتمر مصر المستقبل لدعم وتنمية الاقتصاد المصري المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ. ومن تحت لافتة ضخمة تحمل علم التعاون المصري الإماراتي، تحرك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بصحبة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي قاطعين نحو مائة متر حتى وصلا إلى مكان مخطط المشروع العملاق للعاصمة الإدارية المصرية الجديدة.
وتفقد الرئيس المصري وحاكم دبي مخطط المشروع، بصحبة عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي وسلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي، حيث استمع الحضور إلى شرح عملي عن المخطط العملاق للمدينة المستقبلية من المهندس مصطفى مدبولي وزير الإسكان، وأبدى الحضور إعجابهم الكبير بالمشروع الطموح. ثم شهد مراسم توقيع عقد المشروع الجديد، الذي وقع عليه الوزير مدبولي عن الجانب المصري مع رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مدير عام «الخليج للاستثمارات» ورئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، وسط تصفيق كبير من الحضور بداخل القاعة الكبرى للمؤتمر ودوي هتافات «تحيا مصر».
وعلمت «الشرق الأوسط» أن السيسي طلب من الجانبين الانتهاء من المشروع في فترة زمنية أسرع من الجدول الزمني الموضوع سلفا؛ والذي يتراوح للانتهاء منه تماما ما بين 5 إلى 7 سنوات. وقال لهم: «المصريون يريدون أن يرحموا من زحام القاهرة».. وتعهد الموقعون بالعمل على تنفيذ ذلك.
وعلى هامش المؤتمر، أكد وزير الدولة الإماراتي سلطان الجابر أنه تم الاتفاق مع مصر على تنفيذ عدد كبير من المشروعات في مجالات الإسكان والطاقة والغذاء والتدريب المهني والنقل. موضحا أن تلك المشروعات التي تم الاتفاق عليها تخدم نحو 10 ملايين مواطن مصري. وتبلغ مساحه المشروع نحو 700 كيلو متر مربع، ويضم 100 حي و21 منطقة سكنية، تتسع لنحو 7 ملايين نسمة وتوفر أكثر من 1.5 مليون فرصة عمل في مرحلتها الأولى، إلى جانب مطار يمتد على مساحة 16 كيلو مترا، أي ما يعادل 1.3 مرة مساحة مطار هيثرو في لندن. كما تضم حديقة تبلع مساحتها 8 كيلومترات مربعة، أي أكبر من حديقة هايد بارك بنحو 6 أضعاف.
من جانبه، أوضح محمد العبار، رئيس شركة إعمار الإماراتية أن المشروع سيكون رمزًا متميزًا، وسيضم كل الخدمات التي يحتاجها المواطن المصري في حياته اليومية. مضيفا في كلمته أمام الجلسة النقاشية التي حملت عنوان «مصر.. البوابة والملتقى» على هامش المؤتمر أمس وحضرتها «الشرق الأوسط» أنه تمت إزالة كل المعوقات التي واجهت المستثمرين في مصر، من خلال قانون الاستثمار الجديد.. وأن الحكومة المصرية دائما ما تحرص على تذليل العقبات أمام المستثمرين، و«لهذا فالاستثمار الصحيح هو الاستثمار في مصر، لكونها بوابة الشرق الأوسط».
وقال العبار إن المستثمرين الإماراتيين والعرب يفهمون «فلسفة الاقتصاد المصري، ونعرف عمق الاقتصاد المصري، ونعرف البيروقراطية في مصر، ونعرف التعامل مع البنوك». مؤكدا أن «الاقتصاد المصري من أهم 20 اقتصادا على مستوى العالم، طبقا لتقرير مؤسسة (اتش إس بي سي) المصرفية الأخير».
وكان رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قد قال في كلمة سريعة مع عدد من الصحافيين بطرقات المؤتمر مساء أول من أمس إن «البيروقراطية في حد ذاتها ليست أمرا معيبا، فمعناها الحرفي هو العمل المكتبي، وهو عمل تنظيمي واجب.. لكن طرق تطبيقها في مصر هي التي كانت قديمة، ونضع خطط تطويرها، وهذا هو التفكير المستقبلي، وهو جزء مما نروج له حاليا في مصر».
وأشار العبار في الجلسة إلى أن الدخول في مجال الاحتياجات الأساسية هو الطريق الصحيح، موضحا أن شركته «تفضل المشروعات الكبيرة في الأماكن الكبيرة التي نعرف اقتصادها وشعبها، وحماس الحكومة للتقدم للأمام، وكل التحليلات التي تمت تؤكد هذا»، مثمنا مشاركته في مشروع العاصمة الجديدة، وقال إن «إعمار شريك مؤسس في الشركة التي تتولى أعمال تطوير مشروع العاصمة الإدارية الجديدة لمصر».
ووعد العبار الشعب المصري خلال كلمته، أن المدينة الجديدة ستكون رمزًا للتنوع الثقافي للمجتمع المصري، وأنها ستكون رمزًا تسعى الشركة إلى تقديمه للمصريين. موضحا أنه يحمل عواطف قوية لمصر والشعب المصري، وأن كل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة سليمة لتشجيع الاستثمار، مشيرا إلى أنه رغم الصعوبات التي واجهت الشركة خلال الفترة الانتقالية فإنه لم يترك مصر.
برعاية السيسي والشيخ محمد بن راشد.. مصر توقع عقد عاصمتها الإدارية الجديدة
الرئيس المصري يطالب بسرعة تنفيذ المشروع و«إعمار» الإماراتية تتعهد بالتنفيذ
برعاية السيسي والشيخ محمد بن راشد.. مصر توقع عقد عاصمتها الإدارية الجديدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة