عباس لإطلاق مبادرة أممية توفر حماية دولية للفلسطينيين

إسرائيل ماضية في تحويل مطار قلنديا إلى منطقة صناعية

الرئيس محمود عباس  -  الجدار العازل عند بلدة قلنديا جنوب رام الله في الضفّة الغربيّة (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس - الجدار العازل عند بلدة قلنديا جنوب رام الله في الضفّة الغربيّة (أ.ف.ب)
TT

عباس لإطلاق مبادرة أممية توفر حماية دولية للفلسطينيين

الرئيس محمود عباس  -  الجدار العازل عند بلدة قلنديا جنوب رام الله في الضفّة الغربيّة (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس - الجدار العازل عند بلدة قلنديا جنوب رام الله في الضفّة الغربيّة (أ.ف.ب)

قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن الرئيس محمود عباس سيطلق في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة الشهر المُقبل «مبادرة فلسطينية تدعو إلى إلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها ضد شعبنا، وتوفير الحماية الدولية لشعبنا، في ظل استمرار حكومة الاحتلال بارتكاب جرائمها بحق شعبنا الفلسطيني، رامية بعرض الحائط كافة الأعراف والمواثيق الدولية بهذا الشأن»، فيما كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير عن أن إسرائيل ماضية بتنفيذ مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك مكان مطار القدس الدولي (مطار قلنديا).
وجدد أبو ردينة دعوة المجتمع الدولي للعمل على توفير الحماية للفلسطينيين على طريق «إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967».
وطالبت الرئاسة الإدارة الأميركية باتخاذ خطوات عملية ملموسة على الأرض في مواجهة الخطوات الإسرائيلية الرامية لتقويض جهود تفعيل حل الدولتين.
وتأتي دعوة الرئاسة الفلسطينية للإدارة الأميركية في ظل اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم قتل مدنيين، وتصعيد الاستيطان في الضفة.
وقال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن «إفلات دولة الاحتلال الإسرائيلي من العقاب يزداد جرأة بسبب الافتقار إلى المساءلة»، معرباً في 3 رسائل متطابقة بعثها السبت إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (الهند)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن أسفه من أن المجتمع الدولي يشهد هذه الجرائم الجسيمة، بما في ذلك قتل الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، بينما لا يزال مشلولاً، على الرغم من النداءات المتكررة من قبل كثير من الحكومات والبرلمانات والمجتمع المدني والشعوب في جميع أنحاء العالم لوضع حد لهذا الظلم.
وأشار منصور إلى أن حجم «الانتهاكات المنسقة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين المتطرفين وصل إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى استشهاد المدنيين الفلسطينيين، ونهب جماعي لممتلكات شعبنا، بينما تمضي الحكومة الإسرائيلية قدماً في مشروعها الاستعماري غير القانوني».
وتطرق منصور إلى قتل إسرائيل عماد علي دويكات (37 عاماً) يوم الجمعة، في أثناء قيامه بالاحتجاج في قرية بيتا، في محاولة لإنقاذ أراضي القرية من الاستيلاء والاستيطان، وإلى قتل الطفل محمد العلمي (11 عاماً)، من بلدة بيت أمر شمال الخليل، في أثناء عودته من محل بقالة مع والده في 28 يوليو (تموز) الماضي، إضافة إلى قتل شوكت عوض (20 عاماً) في القرية نفسها، والطفل محمد التميمي (17 عاماً) في بلدة النبي صالح بالقرب من رام الله في 24 يوليو (تموز)، وآخرين.
ونوه كذلك بالهجمات وحملات القمع الأخيرة التي شنتها إسرائيل على المنظمات غير الحكومية والصحافة، ما جعل عملها أكثر صعوبة جراء الهجمات المستمرة، والقيود التشغيلية المفروضة عليها، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، وإلى حملات نزع الملكية المستمرة في أحياء الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية المحتلة، وإنشاء جيوب إسرائيلية في قلب الأحياء الفلسطينية.
وأضاف أن «74 عاماً من التجريد من الممتلكات، و54 عاماً من الاحتلال، و30 عاماً من تعطيل عملية السلام، و15 عاماً من الحصار، تشكل ظلماً تاريخياً هائلاً متفاقماً يثبت نية إسرائيل مواصلة القمع والاستعمار والفصل العنصري.
ويتهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية الجديدة بإطلاق يد القتل والاستيطان بشكل لافت في الآونة الأخيرة.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير إن إسرائيل ماضية بتنفيذ مشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية، بما في ذلك مكان مطار القدس الدولي (مطار قلنديا).
وجاء في التقرير الذي صدر السبت أن «الحكومة الإسرائيلية أقرت الأسبوع الماضي الموازنة العامة للأعوام 2021-2022، بما في ذلك ميزانية خاصة للاستيطان. وتفاخرت وزيرة الداخلية، إيليت شاكيد، بنجاحها في مضاعفة الموازنات الخاصة بالاستيطان في وزارتها بأكثر من 50 في المائة».
وتابع التقرير: «في الوقت نفسه، تواصل آليات سلطات الاحتلال العمل في منطقة مطار القدس التاريخي في قلنديا، وإنشاء بنى تحتية أساسية، بعدما بات المطار هدفاً لتنفيذ مخططات إسرائيلية توسعية بعد قرار الحكومة تحويله إلى منطقة صناعية، وقد اعتبرت اللجنة المحلية للتنظيم أن أرض مطار قلنديا، شمال مدينة القدس، تقع في الأراضي التابعة لها، وقررت هدم المطار المهجور، وتحويله إلى منطقة صناعية».
وكانت إسرائيل قد استولت على المطار بعد احتلالها الضفة الغربية عام 1967، وأغلقته عام 2000، قبل أن تقرر في عام 2012 تحويله إلى منطقة صناعية، في خطة تم تجميدها لاحقاً بسبب المعارضة الأميركية والدولية.
وقال التقرير إن «بلدية الاحتلال بالقدس بدأت منذ مدة العمل في البنية التحتية، وشق عدة شوارع في معبر قلنديا، والترويج للخطة الاستيطانية الهادفة إلى إقامة حي استيطاني في المنطقة على مساحة 1240 دونمًا من أراضي المطار، كانت أقرته اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم عام 2020».
ويشمل الحي الاستيطاني بناء 9 آلاف وحدة استيطانية لإسكان اليهود المتدينين (الحريديم)، بالإضافة لإقامة أماكن ترفيهية وتجارية ومنطقة صناعية، وفندق يضم 20 طابقاً، وعدة بنايات عالية، وغيرها من المنشآت.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.