أعلن مستشار الأمن القومي الباكستاني معيد يوسف، أول من أمس، أنه يتعين على الحكومة الأفغانية و«طالبان» تقديم تنازلات معاً من أجل التوصل إلى تسوية سلمية، في الوقت الذي يستمر فيه المتمردون بتحقيق مكاسب سريعة على الأرض مع انسحاب القوات الأميركية.
وفي ختام محادثات أجراها في واشنطن واستمرت أسبوعاً، قلل يوسف من مستوى تأثير بلاده على «طالبان»، رغم أن باكستان كانت من بين ثلاث دول فقط اعترفت بالنظام المتطرف قبل أن يطيح به الغزو الأميركي عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
وقال يوسف للصحافيين: «لقد أوضحنا ذلك بشكل جلي، لن نقبل بالاستيلاء بالقوة على السلطة». وأضاف أن الحكومة المعترف بها دولياً في كابول، التي تملك علاقات متوترة مع باكستان، تحتاج إلى التوقف عن البحث عن نصر عسكري والعمل على إشراك مجموعة أوسع من الأفغان في أي محادثات مستقبلية. ولفت إلى أنه «يتعين تقديم بعض التنازلات بالنظر إلى الواقع على الأرض. لكن يجب على العنف أن يتوقف».
وقال يوسف إن نظيره الأميركي جيك سوليفان وآخرين في إدارة الرئيس جو بايدن لم يقدموا طلبات محددة لباكستان، لكنهم ناقشوا «السرعة التي يمكننا بها إحضار جميع الفاعلين إلى غرفة واحدة لإجراء محادثات صادقة». ورفض مستشار الأمن القومي الباكستاني الحديث عن ممارسة إسلام آباد نفوذاً على حركة «طالبان» التي يتردد على نطاق واسع أنها تقيم علاقات مع المخابرات الباكستانية. وقال: «مهما كان النفوذ المحدود الذي نملكه فقد استخدمناه»، مشيراً إلى تشجيع باكستان لـ«طالبان» على الانخراط في محادثات مع الحكومة الأفغانية في الدوحة.
وأضاف: «الآن مع انسحاب القوات، منطقياً انخفض هذا النفوذ أكثر». وأشار يوسف إلى الأعباء التي تحملتها بلاده جراء حرب أفغانستان المستمرة منذ فترة طويلة، خاصة أن بلاده تستضيف نحو 3.5 مليون لاجئ أفغاني. وقال: «لسنا مستعدين تحت أي ظرف لرؤية عدم استقرار طويل الأمد سبق وأن امتد إلى باكستان في الماضي».
باكستان تحض «طالبان» والحكومة على تقديم تنازلات
باكستان تحض «طالبان» والحكومة على تقديم تنازلات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة