الكونغرس يقترب من إلغاء تفويض الحرب في العراق نهائياً

TT

الكونغرس يقترب من إلغاء تفويض الحرب في العراق نهائياً

أقرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إلغاء تفويض الحرب في العراق لعام 2002. وصوتت اللجنة بإجماع كل الديمقراطيين ومعارضة بعض الجمهوريين على إلغاء التفويض لترسل بذلك الملف إلى مجلس الشيوخ الذي يتوقع أن يصوت عليه قبل إقراره بشكل نهائي.
وكانت اللجنة استمعت قبل تصويتها لآراء مسؤولين في الإدارة الأميركية بشأن إلغاء التفويض، لطمأنة مخاوف المشككين بإلغاء التفويض خشية تأثيره على جهود الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الأمنية المحدقة بها خاصة من إيران. لكن تأكيدات الإدارة بأن إلغاء التفويض لن يؤثر على سلطات الرئيس الأميركي للرد على الاعتداءات الإيرانية لم يغيّر من رأي كبير الجمهوريين في اللجنة السيناتور جيم ريش الذي قال: «الرئيس بايدن أمر بتوجيه ضربات على المليشيات المدعومة من إيران مرتين منذ فبراير (شباط). لكن هذه التحركات فشلت في وقف الاعتداءات الإيرانية». وذكر ريش الهجمات على قاعدة الأسد في العراق والاعتداء على السفن في خليج عمان، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة على السعودية من الميليشيات في العراق واليمن.
وتابع ريش: «أنا قلق من تبعات إلغاء تفويض عام 2002 ففي الواقع هذا التفويض يعطي الرئيس صلاحية ضرب الميليشيات المدعومة من إيران في العراق. وأذكركم بأن هذا التفويض كان الغطاء القانوني للغارة التي نفذت على (قائد فيلق القدس) سليماني».
وحاولت نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان طمأنة ريش وغيره من المعارضين لإلغاء التفويض، فذكرتهم بوجود تفويض آخر أقره الكونغرس بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، للسماح للإدارة بشن هجمات على المجموعات الإرهابية. وأكدت شيرمان وإلى جانبها جلس محامي وزارة الخارجية أن الإدارة الأميركية لديها ما يكفي من الصلاحيات لشن هجمات لمواجهة أي تهديد يحدق بأمن الولايات المتحدة، مشددة أنها ليست بحاجة إلى تفويض الحرب المذكور.
وأضافت شيرمان: «في الـ27 من يونيو (حزيران) ارتكز الرئيس على سلطاته بحسب البند الثاني من الدستور لتوجيه غارات تستهدف مواقع في سوريا والعراق تستعملها ميليشيات مدعومة من إيران ساهمت في شن اعتداءات ضد القوات والمصالح الأميركية في العراق».
وكان مجلس النواب الأميركي أقر في يونيو مشروع إلغاء تفويض الحرب في العراق بأغلبية 268 نائباً ومعارضة 161 له، وأرسل المشروع إلى مجلس الشيوخ الذي يتوقع أن يقره قبل نهاية هذا العام.
وقد أقر الكونغرس تفويض الحرب في العراق في عام 2002 للسماح باستعمال القوة العسكرية ضد نظام صدام حسين. كما أقر تفويض عام 2001 مباشرة بعد اعتداءات سبتمبر والذي سمح للرئيس الأميركي حينها جورج بوش الابن بشن عمليات عسكرية في أفغانستان للتصدي للمجموعات الإرهابية ولا ينوي الكونغرس إلغاء تفويض عام 2001 في أي وقت قريب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.