لقطة لنملة ميتة تكشف مزايا تصوير مبتكرة

صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
TT

لقطة لنملة ميتة تكشف مزايا تصوير مبتكرة

صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)

اكتشف باحثون من جامعة توركو الفنلندية طريقة جديدة للتصوير بالأشعة السينية تعتمد على قدرات التلوين لمعدن الهاكمانايت الطبيعي، والتي تتيح مزايا في الوضوح وإبراز التفاصيل برهنت عليها لقطة لنملة ميتة عرضها الباحثون في دراستهم.
و«الهاكمانايت» معدن طبيعي يضيء في الظلام، ومن المعروف أيضاً قدرته على تغيير اللون من الأبيض الفاتح إلى الوردي أو البنفسجي عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وفي الدراسة المنشورة أول من أمس في العدد الأخير من دورية «أدفانسيد أوبتيكال ماتريال»، اختبر الباحثون قدرته على التلوين عند التعرض للأشعة السينية.
وخلال الدراسة قام الباحثون تحت قيادة ميكا لاستوساري، الرائدة في المواد ذات الخصائص المتعلقة بالضوء واللون في قسم الكيمياء بجامعة توركو، بإنشاء الهاكمانايت صناعياً؛ مما مكّنهم من التحكم في خصائص المادة وتكييفها لاستخدامات مختلفة عن طريق إضافة أو استبدال الذرات في البنية الأساسية للمادة، وقاموا بدراسة سلوك أربعة أنواع من الهاكمانايت الاصطناعية عند التعرض للأشعة السينية في منشأة كارلسروه لإشعاع السنكروترون في ألمانيا باستخدام مسرع الجسيمات الذي يولد أشعة سينية بطاقة قابلة للانضباط، وكانت نتائج جميع العينات مفاجآت إيجابية، وكانوا قادرين على الحصول على معلومات قيمة حول كيفية تأثير إضافة ذرات مختلفة في البنية الأساسية على قدرات التلوين.
ويقول سامي فوري، الباحث بجامعة توركو وأحد المشاركين بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشرها «يمكن اعتبار (الهاكمانايت) مادة معجزة إلى حد ما نظراً لإمكانات استخدامها العديدة، الآن، سيشمل مرجع استخدام المعدن أيضاً التصوير بالأشعة السينية، كما ثبت من خلال صورة الأشعة السينية لجسم نملة ميتة».
ويضيف «يتمتع استخدام (الهاكمانايت) للتصوير بميزة أنه لا يتطلب أدوات تحليل باهظة الثمن حتى يتم عرض الصورة، حيث يمكنك رؤية الصورة بعينيك وتسجيلها باستخدام الكاميرا، فعلى سبيل المثال، تم التقاط صورة جسم النملة الميتة باستخدام كاميرا (DLSR) العادية بعد التعرض للأشعة السينية، ومع ذلك، فإن أفضل ميزة لها هي أن فيلم (الهاكمانايت) في الصورة ليس فيلماً يستخدم مرة واحدة، حيث يمكن مسح الصورة بمساعدة الضوء أو الحرارة».



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».